مقالات الكتاب

احترام المتسوق.. مطلب حضاري

عند زيارتنا للمراكز التجارية والمولات الكبرى، نبحث عن تجربة تسوق مريحة وهادئة، تُشعرنا بالراحة وتُشجعنا على العودة مرة أخرى. لكن من الملاحظ في الآونة الأخيرة، أن بعض الأكشاك المؤقتة- مثل تلك المخصصة لبيع العبايات أو الملابس أو الإكسسوارات أو العطور- تُمارس أساليب غير لائقة في جذب المتسوقين، حيث تفتقر في كثير من الأحيان إلى الذوق والاحترام.
فبعض البائعين يرفعون أصواتهم بمناداة الزبائن بطريقة مزعجة ومحرجة، تصل أحيانًا إلى الإلحاح أو التكرار، ما يُحدث نوعًا من الفوضى، ويُفقد المكان طابعه الهادئ. هذا الأسلوب لا يناسب طبيعة المراكز التجارية، التي يُفترض أن تراعي تنوع الزوار واختلاف طبائعهم، فليس الجميع يُفضل هذه الطريقة، بل إن البعض قد يغير مساره، أو يغادر المكان؛ تجنبًا لهذا الإزعاج.
ومما يلفت النظر أيضًا، بعض أكشاك العطور، التي يتعمد العاملون فيها الوقوف مباشرة في وجه المتسوق؛ لإعطائه قطعة ورقية معطرة، دون أي إذن أو مراعاة للمساحة الشخصية، وكأن الزائر مجبرعلى التفاعل معهم! هذا التصرف، وإن كان بحسن نية، إلا أنه يُعد تدخلاً غير مقبول في خصوصية الشخص، ويُسبب انزعاجًا للبعض.
نتمنى من الجهات المنظمة للمراكز التجارية، أن تُلزم هذه الأكشاك بضوابط واضحة في أسلوب التعامل مع الزبائن، وأن تُدرّب العاملين فيها على أساليب تسويق راقية، تحترم المتسوق وتُراعي راحته. فالتسويق لا يعني الإلحاح أو رفع الصوت، بل يعتمد على الذوق، واللباقة، وفهم نفسية الزبون.
الاحترام في التعامل يعكس رقي المكان، ويُسهم في بناء تجربة تسوق إيجابية تعود بالنفع على الجميع؛ الزائر، والبائع، والمركز التجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *