السياسة

استهداف معسكرات “الرضوان” وتوتر متجدد على الحدود.. 3 غارات إسرائيلية على شرق لبنان

البلاد (بيروت)
تجدد التصعيد العسكري بين لبنان وإسرائيل، أمس (الاثنين)، بعد ساعات من استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية في الجنوب، إذ شنت الطائرات الإسرائيلية ثلاث غارات متتالية على مناطق في جرود الهرمل شرقي البلاد، في تطور ميداني يهدد الهدنة الهشة القائمة منذ أواخر العام الماضي.
واستهدفت الغارات مواقع في محيط بلدة حربتا في البقاع، ما أدى إلى سماع دوي انفجارات عنيفة في أرجاء المنطقة، وسط أنباء عن أضرار مادية من دون ورود تقارير عن خسائر بشرية حتى الآن.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، أنه نفذ ضربات ضد أهداف تابعة لحزب الله في البقاع، مشيراً إلى أن من بين المواقع المستهدفة معسكرات تدريب لوحدة الرضوان، وهي القوة النخبوية في الحزب، حيث تم رصد نشاط لعناصر مسلحة خلال تدريبات عسكرية تشمل استخدام أسلحة متطورة.
وأكد البيان أن تلك التحركات تمثل انتهاكاً واضحاً للاتفاق الأمني المبرم بين إسرائيل ولبنان في نوفمبر 2024، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية ستواصل العمل لإزالة أي تهديد من الأراضي اللبنانية.
كما استهدفت غارة إسرائيلية بصاروخين سيارة على طريق زبدين – النبطية جنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل القيادي الميداني السابق في حزب الله حسن عطوي وزوجته، وإصابة شخص ثالث، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.
وتعد “قوة الرضوان” أبرز وحدات النخبة في حزب الله، وقد تعرضت لخسائر فادحة خلال الحرب الأخيرة بين الحزب وإسرائيل، التي أطلقت عليها بيروت اسم “حرب الإسناد لغزة”، وأسفرت عن مقتل واغتيال عشرات القادة العسكريين. وتضاعفت تلك الخسائر مع اغتيال الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله في سبتمبر 2024، وخلفه هاشم صفي الدين في أكتوبر من العام ذاته.
وكان الطرفان قد توصلا، في اتفاق رعته الولايات المتحدة أواخر نوفمبر 2024، إلى وقف إطلاق نار يقضي بابتعاد حزب الله عن الحدود الجنوبية وتفكيك بنيته العسكرية، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض النقاط المتوغلة. لكن إسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، وتواصل منذ ذلك الحين شن ضربات متفرقة تقول إنها استباقية ضد نشاطات الحزب.
ويخشى مراقبون أن تؤدي العمليات الإسرائيلية الجديدة في العمق اللبناني إلى نسف التفاهمات السابقة، في وقت يعيش فيه لبنان مرحلة سياسية وأمنية حساسة بعد تراجع نفوذ حزب الله وتزايد الضغوط الداخلية لتثبيت سلطة الدولة على كامل أراضيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *