اجتماعية مقالات الكتاب

الإنترنت بين السلبية والإيجابية

الإنترنت هو حلقة الوصل بين الحداثة والأصالة، فهو يقدم بدائل التواصل للعالم الخارجي في ظل انعدام تلك الوسائل قديماً فعلي سبيل المثال سمح الإنترنت للأشخاص بالتواصل مع أفراد أسرهم بالخارج بضغطة زر، فتستطيع بكل سهولة في دقائق مشاهدة أفراد أسرتك صوتا وصورة عوضاً عن الانتظار طويلاً لمحاولة إتمام مكالمة هاتفية أو وصول بريد، كما أنه يفتح آفاقا جديدة خاصة المتعلقة بالدراسة أو تعلم اللغات أو العمل وتطوير النفس، لأنه يوفر تقديم المعلومة بسهولة ويسر

بل ويسمح للمستخدم باقتناء مكتبة ضخمة إلكترونية من الكتب لأن صفحات الإنترنت تحتوي على ثقافة عامة وتبادل خبرات بين المستخدمين يسمح لمن يرغب في زيادة معرفته وثقافته في تغذية عقله فكرياً وعلمياً، لكل شيء جانب سلبي وآخر إيجابي، ومما لا شك فيه أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فمن الجوانب السلبية للإنترنت هي ظهور الممارسات الغريبة والدخيلة على المجتمعات لأن الفضاء الإلكتروني يسمح بتناول أية معلومة دون قيد وبحرية مطلقة خاصة أمام مثيري الفتن والمغرضين،

كما أنه يشعر الشخص بوحدة لأنه يعزله عن العالم الخارجي للدخول في عالم افتراضي يسمح له بتكوين شخصية افتراضية وفق أهوائه وهنا يمكن استخدامها إما بالسلب أو الإيجاب فمن السلبيات أنه يمكن أن يكون شخصية قائمة علي سرقة مجهودات وأفكار الأخرين عن طريق نسخ المعلومة ونسبها لنفسه أو سرقة كتابات الآخرين، و الجانب الإيجابي هو السماح له بالإبداع وإيصال الصوت والفكرة بطريقة مرتبة يمكن التحكم بكافة تفاصيلها جيداً. وهنا نحن أمام طريقين، طريق معرفة وثقافة لا حدود له،

وطريق وحدة وانعزال عن العالم الخارجي مع سيطرة خارجية من أشخاص متطرفي الفكر لا نعلم عن حقيقتهم شيئا، وفي الاثنين تأثير كبير من الناحية النفسية والفكرية والسلوكية، ويجب أن لا يغيب المحور التربوي في الحالتين خاصة علي الأطفال والمراهقين لأن الدور الرقابي من الأسرة والمجتمع يحد من التطرف الناجم عن التعمق في معلومات الإنترنت الذي ينمي الشخصية بحسب المعلومة المتوفرة أمامك، مع مراعاة إبراز سلبيات وإيجابيات الإنترنت امام المستخدم حتي يستطيع بنفسه تحديد ما الذي يجب عليه أن يتجاوزه وما الذي يجب أن يتوقف أمامه ليستفيد منه ويستطيع تحديد كل ما هو غريب وغير مألوف او خارج عن عاداتنا أو لا يتناسب مع خصوصية الطفولة والمرحلة العمرية التي يمر بها، لأن ترك زمام الأمور بدون رقابة يجعله عرضة لأن يجنح عن الواقع ويغذي فكره بقيم سلبية قائمة علي الصراعات والاضطرابات والانعزال عن الواقع.
Nevenabbas88@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *