متابعات

“عكاظ” آخر محطاته الصحفية.. والمرض لم يمهله طويلًا.. الموت يغيب “غزاوي” تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من محبة الزملاء

جدة – ياسر خليل

غيّب الموت الزميل الإعلامي عبدالعزيز غزاوي من الزميلة” عكاظ” بعد معاناة مع المرض، ألزمه السرير الأبيض بمستشفى التخصصي بجدة؛ إذ قدم غزاوي طوال سنوات عمله في صحيفتي” الاقتصادية وعكاظ” الكثير من العطاء الصحفي، والجهد المخلص في مهنة صاحبة الجلالة.


وعبر الزملاء الإعلاميون عن حزنهم الشديد، وسط دعوات بالرحمة والمغفرة له.

في البداية، يقول الزميل الإعلامي محمد داوود: رحم الله الأخ والزميل عبدالعزيز غزاوي، الذي رحل تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من محبة الزملاء، عملنا سويًا سنوات طويلة في “عكاظ”. وقد عُرف بإخلاصه وهدوئه في العمل، بالفعل فقدنا زميلًا عزيزًا وغاليًا اكتسب محبة جميع الزملاء من مختلف الأقسام؛ إذ كان مخلصًا في عمله ووفيًّا ومتميزًا في تقاريره الاقتصادية، كما لا يفوتني أن أنوه بحرصه على أداء الصلوات في أوقاتها، فرغم تواجدنا في مختلف الأقسام، إلا أن مسجد” عكاظ” كان يجمعنا بشكل دائم، ولا أخفي أن قلت: عندما علمت بخبر رحيله، انتابني حزن شديد. فاللهم ارحمه رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.


من جهته، قال عبد الله الراجحي مدير تحرير صحيفة” سبق” بالغربية: الزميل” المكاوي” عبد العزيز غزاوي، كان دمث الأخلاق. عرفته منذُ أكثر من عشرين عامًا، بعد انتقاله من صحيفة الاقتصادية للعمل بصحيفة عكاظ. كان محيطه الصحفي القسم الاقتصادي، وكنا نلتقي سويًا في تغطية المناسبات، إبان عملي بصحيفة الوطن. لم أشاهده في يوم ما غاضبًا؛ بل كان يمزح ويضحك ويتبادل الكلام الجميل مع زملائه، وكانت له مصادر جيدة، ويبحث دائمًا عن الخبر، ويلاحق التميز لصحيفته.
غادر عبد العزيز غزاوي الدنيا بعد صراعه مع المرض، الذي لم يمهله طويلًا. رحمك الله يا عبدالعزيز.

أما الصحافي والكاتب الاقتصادي جمال بنون، فقال: حينما دخلت الصحافة كهاوٍ في صحيفة الندوة، عندما كنت طالبًا- حينذاك- كان اسم عبد العزيز الغزاوي، هو الاسم الأبرز في الصحيفة، وفي مختلف الإدارات الحكومية ولدى المسؤولين، وكانت الصحيفة تنشر له أكثر من خبر في أماكن متعددة، ما بين الصفحة الأولى والصفحات المحلية الداخلية، ولأننا كنا شبابًا مبتدئين في هذا المجال، كنا نشعر بشيء من الخجل والخوف في مواجهة المسؤول وطرح الأسئلة، وكثيرًا ما كنت أجلس معه، وأطلب منه كيف أستطيع الحصول على الأخبار، وكيفية طرح الأسئلة. بالفعل كان شعلة من النشاط، والحماس، ودارت بنا الأيام ومارست العمل الصحفي كمحترف، والتقيت به في عكاظ، وأيضًا في الاقتصادية. ورأيت كيف أن رؤساء الأقسام كانوا يستعينون به في الحالات الطارئة، عندما يواجهون أزمة أخبار لتغطية مساحات في صفحاتهم، وبالفعل، بعد دقائق يعود ومعه مجموعة من الأخبار. عبد العزيز كان صحفيًا لماحًا وماهرًا، يعرف كيف يصطاد الأخبار، وأيضًا المسئول.
أذكر مرة، أنه جمعتنا مناسبة صحفية، وكان حاضرًا فيها الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة- يرحمه الله، وأردنا تسجيل حديث مع الأمير بعد المناسبة، فتقدم الصحفيون لأخذ الحوار، وفتح مسجلاتهم للتسجيل، وعفويًا بدلًا من يضغط عبدالعزيز على زر التسجيل، وقع إصبعه على زر التشغيل، فانطلقت أغنية لأم كلثوم، فارتبك الزميل عبد العزيز، وضحك الأمير ماجد من هذا الموقف العفوي، وطمأنه الأمير أنها تحدث أحيانًا، وامتدح الأغنية.


عُرف عبد العزيز بدماثة خلقه، وأدبه في التعامل مع الجميع، وحبه للصحافة، واستطاع أن يكسب حب المسؤولين وزملائه ومرؤسيه. رحم الله عبد العزيز غزاوي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلون.
أما الإعلامي سعيد العمودي فيقول: أتضرع إلى الله، الرحمن الرحيم، أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، فلقد جمعتنا طوال السنوات الماضية علاقة إعلامية قوية، فقد تميز الراحل بتقاريره وأخباره الاقتصادية المصنوعة؛ سواء خلال فترة عمله في الاقتصادية أو عكاظ ، وكان يحرص في المناسبات والمؤتمرات الاقتصادية أن تكون له بصمته في الطرح والأسئلة.
ويقول الزميل غازي مهدي، من الزميلة” الشرق الأوسط”: فجعنا جميعًا بخبر رحيل الزميل عبدالعزيز غزاوي، الذي عرف عنه كل خير؛ إذ كان محبًا لعمله في المجال الاقتصادي، وكان يعتبر أحد أعمدة الإعلام الاقتصادي، فقد تميزت مواضيعه بالطرح الجميل، الذي يخدم المجتمع والحصول على المعلومة الاقتصادية أولاً بأول، وخصوصًا في زمن ما قبل وسائل الإعلام الجديد، والشبكة العنكبوتية، فرحم الله أخانا عبدالعزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *