اجتماعية مقالات الكتاب

المرايا

كان هناك قصر يوجد به ألف مرآة بقاعة واحدة سمع به رجل ، فقرر أن يزوره ،وعندما وصل وهو مبتهج وسعيد بهذه التجربة الجديدة ، دخل قاعة المرايا ، فوجد ألف رجل يبتسمون في وجهه ، ‏وسمع رجل اخر بهذا القصر فقرر أن يزوره مثل صديقه لكنه كان حزينا عابسا، دخل إلى القاعة، ‏ولكن الشيء العجيب أنه وجد ألف رجل عابس فى وجهه حزينا.

أن هذه القصة توصل لنا رسالة ربما الكثير منا لا يشعر بها أو غائبة عن وعيه، لانه مشغول بمراقبة الخارج “الناس”، الاجواء ، مواقع التواصل الاجتماعي ، ما كان وما سيكون ” ، ولا يعلم الحقيقة وهي أن غالب وجوه من حولك انعكاس لك ، ‏فأنت الصورة الاصلية

(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هذا، قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
يقول كونفوشيوس: الحياة بسيطة للغاية ، لكننا نصر على أنها معقدة” للأسف هناك فنانون في إلقاء اللوم على الآخر وعلى المجتمع ، يلبسون نظارة التشاؤم والبؤس حتى أنهم لا يرون غيرها ، أن نظرتنا للحياة هي انعكاس لما في داخلنا، لذلك قال الرسول عليه السلام (من قال هلك الناس فهو أهلكُهم).

هناك هوس على عمليات التجميل بسبب عدم قناعة الكثير عن شكلة في المرآة ، فيدفع الآلاف من الاموال ليغير أو يعدل من صورته الظاهرة ، بينما لا يكلف نفسه بالعمل على تحسين صورته الداخلية التي هي أهم بكثير.

فاصلة:
عندما تشاهد المرآة ، فأنت ترى انعكاس جسمك المادي ، بينما أفكارك وتصوراتك ومشاعرك مرآتها ما حولك من أشخاص وأحداث وهي في الغالب رسالة لإصلاح أو ترقية ما بداخلنا ، وكما قيل في المثل الشعبي “اللي في القدر تطلعه الملاس” يقول إمرسون: نجوب العالم بحثاً عن الجمال ولا ندري أننا يجب أن نحمله بداخلنا وإلا لن نجده أبداً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *