المحليات

تدمير الطفولة بالأجهزة المحمولة

إعداد مهند قحطان

اصبح العديد من الأطفال في الراهن يتعلقون بأجهزة الهواتف الذكية، بسبب ما تقدمه من خيارت عدة، منها الألعاب الالكترونية بشكل كبير، وتصفح الموقع الشهير يوتيوب بغرف الأفلام الكرتونية، وغيرها، مما جعلهم يقضون اغلب اوقاتهم على هذه الأجهزة، ومنهم من لا ينام الا بيده هذا الجهاز، والذي يعتبر سلاحا ذا حدين, منهم من يستطيع التعلم والآخر من يدمن عليه ولا يستطيع الابتعاد عنه، حيث يميل الطفل للعب بشكلٍ فطري، فهي من الأنشطة المهمّة في حياته التي تكشف عن مكنوناته، وعواطفه وجوانبه الخفيّة، وباللعب تتكوّن شخصيّة الطفل، وتظهر اتجاهاته وميوله الفكرية والعاطفية والاجتماعية.

«البلاد » استطلعت آراء عدد من المواطنين والذين أكدوا أن الأجهزة الذكية بقدر ما هي ذات أهمية لتنمية قدرات الطفل ولكنها في الوقت نفسه اذا تم استخدامها بصورة عشوائية فإنها سوف تتسبب في تدمير نفسية الطفل.
وفي هذا السياق أكدت آية بسام أن مصطلح هاجس يجب أن يستبدل بكلمة (إدمان) بل إننا لا نبالغ بهذا المصطلح لأنه أصبح تشخيصا رسميا من بين الاضطرابات النفسية، ويجب أن لا يكون علاج هذا الإدمان للأطفال والمراهقين فقط، بل يجب أن تمتد حلول مشاكل الإدمان الإلكتروني لتشمل الآباء و الأمهات أيضا، لأن الأهل مذنبون بالإدمان أكثر من الأطفال.

وأضافت آية أنه وباعتقادي قد اصبح مرض العصر الحديث ويجب أن يسلط الضوء عليه إعلامياً أكثر من ذلك، لافتة إلى أنه وللحد من هذه الأضرار يجب وضع خطة علاج استراتيجية تشمل جميع أفراد العائلة والتفكير من منطلق (هل نحن من نمتلك الأجهزة أم هي من تمتلكنا) ؟.


وختمت اية أنه ومن هنا يبدأ تقييم وتشخيص في اية مرحلة من التعلق او الإدمان نحن، وعليه مهما حاولنا كأهل من منع الاطفال استخدام الأجهزة الذكية فإننا ننفخ في قربة مقطوعة طالما نحن أنفسنا ننشغل بها عن أطفالنا ونعطيها وقتا أكثر مما ينبغي.

متعة الألعاب
من جهتها أكدت هيفاء العبدي بقولها : دائما ما نرى أطفالنا يدمنون سريعا على الالعاب الالكترونية ولها عدة أسباب ومسببات لعل أقربها إلي حاليا هو “الابتعاد عن إزعاجهم ” فحين يأتي الطفل باكيا مرتجيا بكل براءة لوالديه طالبا منهم شراء لعبة جديدة او جهاز العاب جديد يكون الرفض سباقا حين يكرر الطفل طلبه عشرات المرات يستسلم الوالدين له ويصل لمبتغاه، ومن ثم يُهْمَلُ الطفل بألعابه وأجهزته ليقضي عليها أغلب يومه، هنا أتساءل دائما ويراودني شعور الاستغراب ليس لأنني لا أتذكر متعة هذه الألعاب بل لأنني أذكرها جيدا أتساءل تكرارا ما اذا كان إدمانها يؤثر سلبيا على الطفل لماذا لم تُحَلْ هذه السلبية؟، فأجيب نفسي دائما الابتعاد عن إزعاجهم ” وأصمت وأمضي قدما، تحدثت إلى صديق لي قد امتهن هذا المجال وذكر لي بأن ايجابيات الالعاب الالكترونية تتوجب بأن تكون لا محدودة بشرط متابعة الوالدين او من ينوبهم من الابناء الاكبر عمرا.

وأضافت أنه قد اصبح في هذا المجال العديد من المشاهير بل والذين اصبحوا اثرياء في هذا المجال على أثر مقنن لم يؤثر عليهم سلبا بل وحتى فاق دخلهم المادي من وراء هذه الالعاب والشبكات دخل ابائهم وليست فقط هذه الايجابية بل لتنشيط الذاكرة وسرعة البديهة لها نصيبها ايضا من الايجابيات، ليس هناك ما يمنع ولكن هناك من يحذر وينبه وينتبه، أصبحت الالعاب الالكترونية في محل لا استغناء عنه ابدا لذلك لا هواجس سلبية بل لنجعلها منفعة إيجابية.

سلاح ذو حدين
أكد أخصائي التقنية والمعلومات والبرمجيات طائل محمد أن مجالات الألعاب الإلكترونية عديدة يُمكن من خلالها اللعب بها، وهي تعدّدت بعد التطوّر التقني الكبير الذي شهده مجال الألعاب، ومنها:
الألعاب الإلكترونيّة على الهَواتف المَحمولة، والألعاب الإلكترونية على جهاز الكمبيوتر، والألعاب الإلكترونية على الإنترنت، والألعاب الإلكترونيّة على عارضات التحكّم، وهو جِهاز حاسب إلكتروني يتميّز بمواصفات عالية الدقة وكفاءة بالغَة الجودة، وأجهزة قاعات الألعاب الإلكترونيّة العمومية.

واشار طائل إلى أن تأثيرات الالعاب الالكترونية على الاطفال، صحية، وانفعالية، وثقافية، وسلوكية، فهي سلاح ذو حدين.


إيجابيات الألعاب الإلكترونية
تظهرُ فوائد الألعاب الإلكترونيّة ومَيّزاتها في نواح عديدة من حياة الفرد، فهي إلى جانبِ التّعليم الذي يَكتسبه الطّفل منها من خلال زيادة المَفاهيم والمعلومات وتطوير المهارات فإنّها تُنمّي الذكاء وسرعة التفكير لديه حيث تَحتوي العَديد من الألعاب على الألغاز، وتَحتاج إلى مَهاراتٍ عقليةٍ لحلّها، وكذلك تَزيد من قُدرته على التّخطيط والمُبادرة، وتُشبع خيال الطفل بشكلٍ لا مثيل له، وتزيد من نشاطه وحيويّته، ويُصبح ذا معرفةٍ عالية بالتقنية الحديثة، ويُجيد التّعامل معها واستخدامها وتَكريسها لمَصلحته.

واضاف طائل ايضا من سلبيات الألعاب الإلكترونية على الرّغم من وُجود العَديد من الفوائد والإيجابيّات للألعاب الإلكترونية إلا أنّ لها جوانب سلبيّة متشعّبة تظهر آثارها على الفرد خاصة وعلى المُجتمع عامة، فهي على الصّعيد الشخصي تُنمّي لدى الطفل العُنف وحسّ الجريمة وذلك لأنّ النّسبة الكُبرى من هذه الألعاب تَعتمدُ على تسلية الطفل واستمتاعه بقتلِ الآخرين، وتُعلّم المراهقين أساليب وطُرق ارتكاب الجريمة وحيلها، كما تُنمّي في عقولِهم العُنف والعدوان من خلال كثرة ممارسة مثل هذه الألعاب، فيكون الناتج طفلاً عنيفاً وعدوانياً، وأيضاً تَجعلُ هذه الألعاب الطفل يَعيش في عُزلةٍ عن الآخرين، والهدف الأسمى لديه إشباع رَغَباته في اللعب، وبالتالي تتكون الشخصية الأنانيّة وحب النفس عند الطفل، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الأطفال الذين يميلون لألعاب العنف ويمارسونها بشكلٍ كبير لديهم تراجع وضعف في التحصيل الأكاديمي، وتؤثر أيضاً على الصحّة العامّة للطفل على المدى البعيد، فهي تؤدّي إلى إصابته بالتهابات المفاصل، وقلّة المُرونة الحركيّة، والاضطرابات النفسيّة، كما أنّ اللعب لفتراتٍ طَويلة يُكوّن لدى الطفل السلوك الإدماني الوسواسي.


أغلب الألعاب الإلكترونية غير مفيدة

قالت وهاج خالد حسين: في ظل حضور التقنية المتطورة أصبح من الصعب تعليم وتربية الاطفال التعليم الصحيح، حيث تمركزت الجوالات بين ايديهم لتخبرهم بالمعلومات المفيدة وغير المفيدة لهم كأطفال بينما هناك اوقات ومستويات للطفل لتعليمه كل شيء في وقته المناسب والصحيح.

وأضافت أن اغلب الالعاب الالكترونية الجديدة غير مفيدة للطفل في تنمية عقله او تفكيره او تصرفاته او حتى أخلاقه بينما هي ضياع لوقت الطفل وايذاء لجسده كقصر النظر بسبب الشاشات او كهرباء زائدة في الجسد بسبب الجوالات وغيرها.وختمت بقولها إننا لسنا ضد الجوالات او الالعاب الالكترونية او التقنية المتطورة ولكن يجب مراقبة الاطفال في وقتها وتكون في ساعات محدودة في اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *