الدولية

“جدار النواب” يثير غضب المتظاهرين اللبنانيين

البلاد – مها العواودة

في خطوة مثيرة للجدل أغضبت الشارع اللبناني المنتفض على الفساد، والذي أودى ببلاد الأرز إلى حافة الهاوية، رفع مجلس النواب اللبناني أسواره في وجه الشعب الغاضب الذي يواصل انتفاضته للشهر الثالث على التوالي؛ بزعم خوف النواب من عملية اختراق ينفذها المتظاهرون للحواجز الأمنية واقتحام المجلس.

بناء الجدار الأسمنتي قابله اللبنانيون بحالة غضب وسخرية تفاعل معهم نشطاء التواصل الاجتماعي تحت وسم #جدار_العار وتحت هذا الوسم غرد نشطاء لبنانيون ، بقولهم: “المسؤولون الحقيقيون حريصون على مصلحة البلاد والشعب، ينسفون الحواجز ولا يختبئون خلف الجدران”، مؤكدين في الوقت ذاته أن الثورة على الفساد ستتواصل والجدران نهايتها السقوط.

من جانبها قالت الناشطة في الحراك اللبناني رولا ثلج ،إن الجدار يستفز الحراك، ويفصل بين من انتخبهم الناس ليكونوا صوتهم في الدولة وليقوموا بمعالجة أزماتهم ، وأضافت أن هذا المشهد مخجل أمام حراك سلمي يصر على رحيل الطبقة السياسية الفاسدة، داعيةً النواب الذين يخافون من الحساب للاستقالة فورًا والانضمام إلى صفوف المواطنين.

• لن يصمد
وشاركت في الرأي المحامية “ريتا بولس” التي قالت إنه أمر عجيب للسلطة التي تقوم ببناء جدار بينها وبين الناس، في إشارة إلى البرلمان وهو مؤسسة مكونة في الأصل من إرادة الناس ليصبح معزولاً عنهم، مشيرة أن ذلك يعني أن السلطة مازالت آذانها صماء عن مطالب الناس.

وأضافت لـ(البلاد) أن جدار السلطة الفاسدة والمنظومة الملحقة بها لن يصمد أمام المطالب الشعبية المحقة، وأمام الانهيار الاقتصادي والنقدي، ولن يصمد أمام الفقر والجوع وفقدان أكثر من ٦٠٪ من الشعب اللبناني عمله بسبب سوء إدارتهم للبلاد، فالشعب اللبناني ليس الشعب الإيراني ولن يقبل تجويعه.

• غير مقبول
في السياق، ترى الناشطة اللبنانية غيتا مشيك أن هذا الجدار يستحضر في أذهان الثوار الحرب الأهلية التي قتل خلالها الآلاف من ناحية، وقسمت لبنان إلى مناطق من ناحية أخرى.

وأضافت أن هذا التصرف غير مقبول بحق المواطنين الذين يطالبون بلبنان الواحد دون طائفية، ومن غير المقبول وضع كتل اسمنتية وجدران حديدية لأسباب غير مقنعة، تجرنا إلى المناطقية والتقسيم بين المواطنين.

• إزالة الثقة
من جانبه، قال الإعلامي طارق أبو زينب إن هذا الجدار استطاع بجدارة إزالة الثقة بين المتظاهرين ونواب لبنان، وكان الأفضل تذويب الجليد وكسر كل الحواجز والعوائق التي تحول دون تحقيق مطالب المتظاهرين وبناء جسور المحبة، بدلا من وضع العراقيل والحواجز، وذلك للنهوض بلبنان في ظل الأزمات التي تخنق البلاد.

وأضاف لـ(البلاد) أن الجدار ترك بصمة سوداء، خاصة وأنه رفع في وجه متظاهرين سلميين، أبهرت سلميتهم في التظاهر وصورها في الميادين والساحات العالم أجمع، ومطلبهم واحد رحيل الفاسدين ، مشيرا إلى ضرورة إزالة وإسقاط جدار العار في أسرع وقت والاستماع لمطالب المتظاهرين الذين خرجوا من كل المناطق اللبنانية، وتنفيذها بات أمر ملحا لتجنيب البلاد ويلات الضياع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *