الإقتصاد

المملكة تتصدر مجموعة الـ20 في تقنيات الطاقة النظيفة

الرياض – البلاد

تولي المملكة اهتماما بالغا بسياسات كفاءة الطاقة وخفض انبعاثات الكربون ، وهو أحد الملفات المهمة في جدول رئاستها لمجموعة العشرين الأكبر اقتصادا في العالم ، حيث تتصدر السعودية دول المجموعة في الخفض الكربوني، في خطوة تدل على نجاح برامجها وسياساتها لرفع كفاءة الطاقة وضبط الاستخدام.

وفي هذا الشأن أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز وزير الطاقة ، أن المملكة تعد عضواً نشطاً ومسؤولاً في مبادرات المجتمع الدولي المختلفة لمواجهة تغير المناخ ، مشيرا إلى المبادرات السعودية للاستثمار في تطوير تقنيات جديدة لحلول الطاقة النظيفة بما يتضمن تقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وأن بعض هذه الاستثمارات قائمة بالفعل وتُحدث فارقاً ملموساً ، وتحقق منافع اقتصادية وبيئية تساعد على تحقيق الأهداف في المجالات المستهدفة بشكل متزامن. وقال سموه خلال رعايته افتتاح فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي لاحتجاز واستخدام وتخزين الكربون ، بالتشارك مع الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط في مملكة البحرين، إن الوقت قد حان لمضاعفة الجهود في مجال احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه،

مبينًا أن التطور التقني سيلعب دوراً محورياً في إيجاد حلول فعالة لتحدي الانبعاثات الكربونية، إلى جانب إسهامه في توفير أشكال من الوقود النظيف، وإنتاج أنواع من اللقيم عالي القيمة، لتقديم منتجات مفيدة ، مشددا على ضرورة العمل سوياً من أجل خلق الفرص وإزالة العوائق الماثلة أمام مشاركة القطاع الخاص بالاستثمار في هذا المجال الحيوي لكي تصبح تقنيات ومنظومات احتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه مستدامة وقابلة للتوسع بسرعة كبيرة. ويعد المؤتمر والمعرض الدولي لاحتجاز واستخدام وتخزين الكربون ، والذي ترعاه أرامكو السعودية ، من أهم المحافل الدولية التي تجمع وزراء وقادة قطاع الطاقة من أرجاء العالم ، حيث تناقش جلسات المؤتمر سبل التقدم فيما يتعلق بالاقتصاد الدائري منخفض الكربون وتأثير المناخ، وكذلك دور تقنيات استخلاص الكربون واستغلاله وتخزينه.

نموذج أرامكو وسابك
يمثل التوازن بين إمداد العالم بمزيد من الطاقة لتمكينه من النمو والازدهار الاقتصادي، وبين تخفيض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ، أولوية كبيرة لشركة أرامكو السعودية وتوجهاتها الاستثمارية . وبحسب رئيسها وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر ، تعد تجربة أرامكو السعودية في التعامل مع الانبعاثات الكربونية، رائدة على الصعيد العالمي. وفي هذا تشغل أرامكو السعودية واحدًا من أكثر مشاريع المنطقة تقدمًا في استخلاص الكربون في (الحويّة)، والذي يتم فيه استخلاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون يوميًا.

من جهته قال كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية، أحمد الخويطر إن الشركة تعمل حاليًا مع شركائها على تطوير ونشر تقنيات جديدة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون، مثل تحويل الكربون إلى بوليمرات، واستخلاص الكربون في الأسمنت، في الوقت الذي تركز فيه مشاريع أبحاث الاستدامة بالشركة على تطوير حلول جديدة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في التطبيقات الثابتة والمتحركة.

توثيق علمي
ومؤخرا أوضحت دراسة تحت عنوان «مقارنة أداء المملكة العربية السعودية في مجال الطاقة بأداء الدول الأخرى في مجموعة العشرين»، أن المملكة سجلت أقل معدل نمو انبعاثات من المتوسط العالمي، لافتة إلى أن انبعاثات غاز الكربون في المملكة انخفضت بنسبة 1.1 % في عام 2017 و4.3 % خلال 2018 بينما زادت في العالم بنسبة 1 و2 % على التوالي.

وتشير الدراسة إلى أن الفترة بين عامي 2015 إلى 2018 انخفضت انبعاثات غاز الكربون في السعودية بنسبة 7.2 % ، مؤكدة أن سياسات كفاءة استخدام الطاقة بدت ناجحة في تحقيق الأهداف المرجوة منها، وأن التأثيرات الكامنة لتلك البرامج أصبحت واضحة في المؤشرات العلمية لتراجع انبعاثات الكربون.

في السياق نفسه تأتي تجربة شركة سابك التي بدورها تسهم إسهاماً ملحوظاً في جمع وتخزين الكربون من خلال مبادرات نوعية متكاملة، منها إنشاء أكبر مصنع في العالم لجمع وحجز الكربون ، وتنقية ما يصل إلى 500 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون الناتج من عمليات إنتاج جلايكول الإيثيلين كل عام، ويتم ضخ ثاني أكسيد الكربون المنقى من خلال شبكة أنابيب لاستخدامه في إنتاج منتجات عظيمة الفائدة، بما يلبي حاجات قطاعات الأغذية والمشروبات والصناعات الطبية وغيرها.

ويُعد المصنع الجديد أكبر مشروع للاستدامة يُنفَّذ من خلال التعاون المشترك بين مواقع (سابك) التصنيعية العديدة، وتمثلت الخطوة الثانية في تمكين المواقع التصنيعية القريبة من المشاركة والاستفادة عبر بناء شبكة لنقل ثاني أكسيد الكربون النقي إلى مواقع الشركات التابعة القريبة، لاستخدامه في تصنيع منتجات متنوعة مثل اليوريا، والميثانول الكيماوي، والهكسانول الإيثيلي، وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *