متابعات

نقلت الفيروس لأسرتي وأدعو الجميع للبقاء في منازلهم

جدة – عادل بابكير

لم أتخيل يوما أن أكون سببا في ضرر عائلتي ولم أتوقع أن يدخلوا إلى المستشفى بسببي، هذه كانت تدوينة طبيب الجراحة العامة الدكتور عمر حافظ في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تغريدته التي لاقت صدى كبيرا بعد أن أعلن شعوره بالذنب جراء نقله العدوى لوالدته وشقيقته بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد كوفيد19 خلال أدائه عمله البطولي في الحفاظ على صحة المجتمع.
تواصلت ” البلاد ” مع الدكتور عمر هاتفيا وهو يتلقى العلاج في العزل الطبي بمستشفى شرق محافظة جدة وقال خلال المكالمة بأن الإصابة في الغالب انتقلت إليه في المستشفى بحكم عمله المتنقل في بعض المستشفيات الحكومية بجدة.

وقال الدكتور عمر حافظ لـ”البلاد” بأن الأعراض بدأت خفيفة ولم تكن ظاهرة أو واضحة أنها فيروس كورونا وكانت عبارة عن شعوري بالصداع والإرهاق ومن ثم بدأت الأعراض بالازدياد كارتفاع حرارة الجسم والسعال.
وبين الدكتور عمر بأنه حاليا في المستشفى بخضع للعلاج ويحتاج إلى 10 أيام تقريبا تحت العزل بالمستشفى أو في أحد الفنادق المخصصة للعزل الصحي وهذا يعود إلى وضع حالته الصحية ومدى استقرارها وبعدها سيتم إعادة الفحص للتأكد من وجود الفيروس أو لا.


وعن حالة والدته وإخوته قال الدكتور عمر أصيبت والدتي الغالية و2 من أخواتي بالعدوى وجميعهم يخضعون للعلاج في المستشفى وحالتهم مستقرة حماهم الله جميعا يارب واسأل الله للجميع الشفاء العاجل.
وقال عندما دخلت لوالدتي بالمستشفى وجدتها تقرأ القرآن وأول شيء قالته لي عندما أصيبت بالفيروس (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
ووجه الدكتور عمر حافظ رسالته لوالدته بالقول أتمنى أن تكوني فخورة بي لأني كنت واحدا من الناس الذين ساهموا في خدمة المجتمع وأسأل الله لك الشفاء العاجل وبإذن الله نجتمع في العيد سويا.
وقال الدكتور عمر حافظ بأن معالي وزير الصحة رفع من معنوياتنا جميعا كممارسين صحيين حينما رد على تغريدتي فتغريدته لم تكن تخص عمر فقط بل كانت لكافة الممارسين الصحيين وهذا يبين مدى حرصه واهتمامه بجميع الممارسين الصحيين.

وأوضح الدكتور عمر بأنه بحكم عمله كممارس صحي لم يشعر بالقلق فالأعراض مقدور عليها وهي مشابهة لأعراض الانفلونزا الموسمية ويحاول قدر المستطاع أخد أكبر قدر ممكن من الراحة في العزل الصحي حتى يكتمل الشفاء.
ويقوم الأطباء وطاقم التمريض بالاطمئنان على صحتي بشكل دوري عن طريق الهاتف والتواصل دائما يكون هاتفيا إلا إذا استدعت الحالة للدخول أو في حالة موعد الدواء فتدخل الممرضة المخصصة لإعطاء العلاج أما باقي التواصل فيكون هاتفيا.

وأشار الدكتور عمر بأن المعاملة الطبية التي وجدها رائعة جدا وممتازة ودائما يحاول الأطباء والممرضون الرفع من معنوياتي والمزاح معي وذلك لتغيير نفسيتي وعدم الشعور بالوحدة.


نصيحة قيمة
ووجه الدكتور عمر حافظ نصيحته لأفراد المجتمع وقال نحن اليوم جميعنا نشعر بالضيق من منع التجول والبقاء في المنزل ونريد ان ينتهي المنع ونعود لممارسة حياتنا الطبيعية والخروج من المنزل لكن هذا المنع الذي نعيشه اليوم من مصلحتنا جميعا فوجودنا في المنزل بعيدين عن الاختلاط بالناس أفضل بكثير من أن يتواجد أحد منا على سرير المستشفى أو في أحد المحاجر الصحية وهو مصاب بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 وقد يكون نقل العدوى لمحبيه وعائلته بسبب خروجه المتكرر وغير الضروري من المنزل.

لحظات حزينة
وأضاف تخيل عندما تصاب وتنقل العدوى لأحد المقربين لك ستكون لحظات حزينة جدا وسيئة أنا أشعر بها حاليا ولا أتمنى أن يعيشها أحد وبإذن الله سننتصر على الفيروس ونعود لممارسة حياتنا الطبيعية.
وختم الدكتور عمر تصريحه بالقول أنا خادم لديني ومليكي ووطني وجميع المواطنين والمقيمين إلى أن يزول الوباء وسأبقى كذلك طيلة حياتي، حاليا اخضع للعلاج وعند مثولي للشفاء سأعود إلى ممارسة عملي لأقدم كل ما أستطيع من جهد أنا وكافة زملائي في الطواقم الطبية بمختلف تخصصاتهم لننهي فيروس كورونا من الوطن وتعود الحياة إلى طبيعتها التي افتقدناها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *