متابعات

نقلة مجتمعية كبرى .. تأكيد الوسطية ومواكبة التطور

البلاد – مها العواودة

تحولات عملاقة يعيشها المجتمع السعودي، وإنجازات وطنية كبرى تتحقق من خلال رؤية طموحة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، معززة بحكمة ومباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، التي تهدف إلى تسريع التطور الاجتماعي والاقتصادي وتحسين نمط وجودة حياة السعوديين وصولاً إلى تعزيز تقدم المجتمع واستقرار بنيانه المتين، الأمر الذي ساهم في تأصيل مكانة المملكة المتقدمة بين مصاف الدول الكبرى، لتصبح رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قائد الإصلاحات نموذجا يحتذى به، وقبلة للمجتمعات العربية التوّاقة إلى الانخراط في مسيرة الحداثة ومواكبة العصر مع الحفاظ على الخصوصية العربية.

تؤكد الكاتبة السعودية د. شيمة الشمري أن النقلة الكبيرة التي حققتها قيادة المملكة نحو تطوير أنظمة المجتمع وتمكين المرأة عبر مشاريع جبارة وقفزات حضارية من خلال أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله – سيخلدها التاريخ، الأمر الذي جعل من مملكة الحزم والعزم نموذجا يحتذى به عالميا.
وتشير الشمري إلى أن هذه الحقبة المضيئة التي أخذت المجتمع السعودي إلى أعلى القمم، أظهرت الاعتزاز بالوطن وخيراته ومميزاته، وكان للمرأة في ذلك نصيب حيث منحت حقوقها وافية وفي وقت وجيز، من حيث احترام أهليتها في إجراء وإنجاز معاملاتها والسفر من دون تقييد والسماح لها بقيادة السيارة، الأمر الذي سيعزز دور المرأة وحضورها المهم والفاعل، وسينعكس إيجابا على أهمية إسهامها في مواصلة الرقي بوطن المنجزات.


صنع التاريخ
وتقول الإعلامية السعودية غادة ناجي طنطاوي:” في كتاب (تحديات القيادة) كتب كل من جيمس كوزلس وباربوسنر أنه لا يوجد هناك شيء أعظم في الحياة من أن تكون موجودًا لصناعة حياة الناس وبناء مستقبلهم، وعندما أتحدث عن ولي العهد لا أجد وصفًا أبلغ من ذلك”، مؤكدة أن المملكة حظيت بولي عهدٍ شاب، صاحب حلول مبتكرة وآليات نجاح تجلت في قراراته، وذلك برهانًا عمليًا على مدى فاعليته وقوة عزيمته في صنع التاريخ الجديد، حيث حظيت المملكة بالكثير من التعديلات الدستورية في التنمية المستدامة وحقوق المرأة تحديدًا، لافتة إلى أن من أصل أكثر من ٦٠ قرارا كان للمرأة نصيب يعادل ثلثيها، بمعدل ٢٢ قرار أعطاها عهدًا فريدًا لتصبح صاحبة قرار في بناء و تأسيس المجتمع السعودي، بدءا من قرار القيادة حتى حقوقها في محكمة الأحوال الشخصية، اسقاط حق الولاية في بعض الأمور، عقوبات التحرش والعنف الأسري واعطائها حق العمل في جهات لم تكن مصرحة لها من قبل، مثل الوزارات والنيابة العامة.

وترى طنطاوي أن اتباع سياسة ضخ دماء جديدة من فئة الشباب لتطوير المجتمع، دفع المملكة لتحقيق نقلة عظيمة في مجال الاقتصاد والسياسة الخارجية والداخلية على حدٍ سواء وكذلك التعليم والصحة، فمن الطبيعي أن يتذكر الجميع الأمير محمد بن سلمان عند الحديث عن أي نقلة نوعية في المجتمع السعودي.

التوازن والاعتدال
من جهته يقول أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي في مملكة البحرين الدكتور مراد الجنابي إن ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، وبرعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين ساهم في الاهتمام بالمتغيرات العصرية من الجوانب الثقافية والسياحية، التي تنسجم مع القيم والثوابت الأخلاقية وتتفاعل مع الوجوه الحضارية لأمتنا الغراء، وهذا يشكل رافدًا حضاريا يسجل للمملكة العربية السعودية بين الأمم وهي ترعى المشاعر المقدسة وتحرس أمنها وراحة زوارها وتحفظ للأمة قيمها ومبادئها السامية في آن واحد، وهذا يليق بمكانتها في نفوس المسلمين في القارات السبع “.

ظاهرة غير تقليدية
من جهته، يؤكد العميد الركن خالد حمادة مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يشكل ظاهرة غير تقليدية في تاريخ المملكة من خلال إنجازاته المجتمعية التي تهم الشباب والمرأة على حد سواء، فهو يسابق الزمن من أجل أخذ المملكة والعالم العربي والشرق الأوسط لمكان آخر لمواكبة التطورات العالمية على المستويات الاقتصادية والتقنية والأمنية.

وينوه إلى أن بصمات الأمير محمد بن سلمان بدت واضحة في كل مناحي الحياة في المملكة سواء اجتماعيا أو ثقافيا وحتى على مستوى العلاقات الخارجية للمملكة، وأن الخطوات التي سار عليها ولي العهد مكنته من بناء علاقة وطيدة مع الجيل الصاعد في المملكة، والذي كان يرى انسدادا في الأفق ولا دور واضح له، وأن الإنجازات على المستوى الاقتصادي كان لها كبير الأثر على المناحي المجتمعية في المملكة، فقد استطاع الأمير محمد بن سلمان بحكمته وحنكته نقل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد استثماري متطور يطمئن الأجيال على مستقبلهم.
ولفت حمادة إلى أن انفتاح الأمير محمد بن سلمان على كبرى الدول الاقتصادية عزز اقتصاد المملكة، وجعل المجتمع السعودي يشعر بالاستقرار في الدخل والحياة المعيشية، وكذلك اتاحة الكثير من الفرص للشباب السعودي.

ويرى أن التطوير العظيم والمهم في مجال التعليم والثقافة والفنون والانفتاح على عمالقة الثقافة والفنون في العالم، وردم الهوة الموجودة في السابق، وفر للشباب وللأجيال الصاعدة جزءا كبيرا من مظاهر الحياة الثقافية والترفيهية التي كان يعيشها في الخارج، حيث أصبحت متوفرة له في بلده وبما يتناسب مع أخلاق هذا البلد العربي.
وبحسب مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات، التحول الرقمي وهو أحد أهم سمات اقتصاد المعرفة، خطت فيه المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة وواسعة على يد ولي العهد من أجل الرقي والتطور في مستوى الخدمات الوطنية، الأمر الذي انعكس على الأمن الصحي والتعليمي للمواطن السعودي.

استثمار كل الطاقات
ويشير السياسي اللبناني نوفل ضو إلى أن الانعكاسات الإيجابية لرؤية الأمير محمد بن سلمان الاجتماعية والاقتصادية والتنموية على جيل الشباب وعلى دور المرأة في المجتمع وعلى مواكبة العولمة ومتطلباتها الفكرية والثقافية والعلمية، لم تعد محصورة في حدود المملكة العربية السعودية ومجتمعها، وإنما باتت قبلة تطلّع المجتمعات العربية التوّاقة إلى الانخراط في مسيرة الحداثة ومواكبة العصر مع الحفاظ على الخصوصية العربية كقيمة مضافة تميّز هذه الرؤية.

ويتابع بأن من يواكب النقلات الوثابة في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات القليلة الماضية التي تولّى خلالها الأمير محمد بن سلمان المسؤولية يلاحظ، بكل وضوح وسهولة، الروح المعنوية العالية التي بات يتحلى بها الجيل الشاب في المملكة، بوحي من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والاندفاع اللافت الى الانخراط في المشاريع والخطط التنفيذية التي تهدف الى استثمار كل الطاقات والإمكانات في بناء مستقبل واعد على أسس ثابتة ومتطورة، وأن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أصبح رمزاً شبابياً للمثابرة والأحلام، وقوة تغيير معنوية، وطاقة ملهمة لأصحاب الأفكار والمشاريع، ومرجعاً نموذجياً لمشاريع الحداثة والتطور المبنية على الثقة بالنفس والقدرات الذاتية.

ويضيف ضو أنه” بسرعة فائقة، تحوّل اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد إلى محطة استثنائية ومفصلية في معانيها ودلالاتها الرؤيوية والمستقبلية، وما يجدر التوقف عنده في هذه المناسبة هو التناغم والتفاهم والتكامل العميق بين جيلي الكبار والشباب في المملكة العربية السعودية، فرؤية صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حظيت منذ اللحظة الأولى بمباركة ودعم وتأييد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في شراكة مميزة بين أجيال المملكة، وتعبئة شاملة لطاقاتها، وتوظيف لكل الإمكانات والمقدرات في خدمة اقتصاد قوي، وازدهار واسع، وتنمية مستدامة تكون كلها ركيزة دولة قوية بسياساتها ودورها الإقليمي وشراكتها مع مواقع القرار والتأثير الدولية.

ويعتبر السياسي اللبناني أن المملكة العربية السعودية، باتت نموذجاً يحتذى به بالنسبة إلى كل الشباب العربي التواق إلى العلم والمعرفة ومواكبة التطور وتوظيف المهارات والإمكانات والطاقات في بناء اقتصادات محلية صلبة ومتينة، وبلوغ مراحل متقدمة من التنمية المستدامة في كل المجالات، لمواجهة الفقر والعوز والأمية والجهل التي غالباً ما يستغلها التطرف والضلال والتكفير في مشاريع الحروب والموت والدمار والإرهاب وزعزعة الاستقرار.

التنمية الشاملة
ويري الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير بوابة روز اليوسف، عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين، أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نجح في استراتيجة التنمية الثقافية بالمملكة، والنهوض المجتمعي، إلى استراتيجيات التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل القومي.
ويضيف عبدالمجيد أن الاهتمام بالمرأة السعودية بوصفها أحد أعمدة بناء المجتمع بدا بوضوح، حيث مكنت المرأة من قيادة السيارة، وقيادة السيارة خطوة على طريق منح المرأة مزيدا من الحقوق الاجتماعية، فالمرأة العربية عامة والسعودية في القلب منها مؤهلة لشغل مواقع وظيفية قيادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *