الدولية

ربطت الملء بالتوقيع الثلاثي: قمة أفريقية تنزع فتيل أزمة سد النهضة

الخرطوم : هيثم كابو

 نزعت قمة أفريقية طارئة انعقدت أمس (الجمعة) فتيل أزمة سد النهضة التي اندلعت مؤخراً بين السودان ومصر وإثيوبيا بسبب إصرار الجانب الإثيوبي على البدء في ملء السد في شهر يوليو المقبل دون الالتزام بالتوصل لاتفاق مع الدول الثلاث، وأستطاعت القمة الافتراضية الوصول إلي اتفاق يقضي بتأجيل ملء سد النهضة إلي ما بعد التوقيع على اتفاق ثلاثي.

 وسادت القمة التي التأمت بوساطة من رئيس جنوب أفريقيا سيريل راموفوزا بمشاركة رئيس الوزراء السوداني د.عبدالله حمدوك، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي د. آبي أحمد والرئيس الكيني اوهورو كينياتا، ورئيس جمهورية الكنغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، ورئيس وزراء مالي ابراهيم بوبكر كيتا، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي، روح إيجابية بين كل الرؤساء الذين تحدثوا عن ضرورة أن يصل الجميع لحل يرضي كل الأطراف، وبإرادة ودعم  من القادة الأفارقة.

وأكد المتحدثون في القمة الأفريقية أن المفاوضات السابقة قد حلت ما ببن ٩٠ ٪؜ الي ٩٥ ٪؜ من القضايا ولم يتبق إلا القليل الذي سيتحقق بفضل توفر الإرادة والعزيمة.

وأمن الحاضرون على القمة الطارئة أن تبدأ مفاوضات على مستوى اللجان الفنية فوراً، بغية الوصول إلى اتفاق في غضون فترة أسبوعين اقترحها الجانب الأثيوبي.

 وبدأت القمة الأفريقية بكلمة ترحيب افتتاحية من رئيس جنوب أفريقيا سيريل راموفوزا، وتحدث د. حمدوك شاكراً الزعماء الأفارقة لحرصهم على الحضور، وقال إنه يؤمن بشعار (الحل الأفريقي للقضايا الإفريقية)، وأن القادة الأفارقة لديهم من الحكمة والقدرة ما يؤهلهم لحل مشكلاتهم بأنفسهم. وتحدث رئيس الوزراء السوداني عن ضرورة الوصول إلى اتفاق يحفظ مصالح الدول الثلاث، مؤكداً أن السودان ليس وسيطاً محايداً، ولكنه طرف أصيل في قضية سد النهضة، وأكبر المستفيدين من السد، كما أنه سيكون أكبر المتضررين في حال وجود مخاطر، ولذلك فهو يحث مصر وإثيوبيا على ضرورة العودة العاجلة للتفاوض وبإرادة إفريقية للوصول إلى تفاهم حول القضية.

  يذكر أن أن جولة المفاوضات التي جرت في الأيام الماضية بين وزراء المياه في السودان ومصر وإثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبى بدعوة من السودان وتم تعليقها، لم تصل لاتفاق يرضي الأطراف الثلاثة بسبب ما وصفته مصر بالتعنت في المواقف الإثيوبية على الجانبين الفنى والقانوني، بينما قال وزير الرى والموارد المائية السوداني، بروفيسور ياسر عباس أن التفاوض هو الطريق الأمثل للوصول لحل للأزمة، مؤكداً أنه ما لم يتم التنسيق والاتقاف بخصو البدء في ملء سد النهضة، فإن هنالك مخاطرة في تشغيل سد الروصيرص السوداني، موضحاً إن سد الروصيرص يبعد حوالى 100 كيلومتراً عن سد النهضة، مشيراً إلى أن بحيرة سد الروصيرص تمتد إلى الحدود السودانية- الإثيوبية، وتبعد 15 كيلومتراً من سد النهضة، ولفت إلى أن السعة التخزينية لسد النهضة 74 مليار متر مكعب، وهى تساوى 10 أضعاف السعة التخزينية لسد الروصيرص، وأكد عباس موافقة السودان على إنشاء سد النهضة باعتباره مبدأً أساسياً في القانون الدولي للاستخدام «المنصف والمعقول» من غير إحداث أثر ذي شأن، منوهاً بمواصلة السودان في التفاوض بنفس المبدأ، وجدّد التزام حكومة بلاده بمراعاة مصلحة السودان في جميع مراحل مفاوضات سد النهضة التي لا تتعارض مع مصلحة مصر وإثيوبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *