الأولى

“الطيران المدني”: إجراءات الطيران للإقلاع والهبوط تعزز السلامة

الرياض : واس

يستعين قائد وملاحو الطائرة أثناء تحليقهم بالجو، بإجراءات ومعلومات وأجهزة ملاحية جوية يتبعها ويحرص على تنفيذها بهدف سلامة وإدارة الحركة الجوية والوصول بأمان إلى محطته ووجهته الأخيرة.

وتعد إجراءات الطيران من أهم عناصر الملاحة الجوية والتي يعتمد عليها قائد وملاحي الطائرة أثناء رحلتهم، وهي عبارة عن مسارات محددة تتضمن الإقلاع والهبوط وخط الرحلة، وبارتفاعات معينة مبنية على الأجهزة الملاحية الأرضية أو الأقمار الصناعية ومصممة وفق مناطق حماية رئيسة وثانوية لمسار الطائرة للحفاظ عليها من التضاريس والعوائق الصناعية.

وتنعكس هذه الإجراءات، على أداء وكفاءة وسلامة وانسيابية الحركة الجوية من خلال تنظيم وإدارة المجال الجوي وتحقيق الموازنة بين الطلب وكثرة الرحلات الجوية والقدرة الاستيعابية للمطار مما يؤدي لسلامة أجواء المملكة وخلوها من حوادث الطيران.

ويتم نشر إجراءات الطيران والتي تتضمن خرائط وبيانات وعوائق بتواريخ محددة مسبقاً، في دليل الطيران السعودي (دورة منتظمة الإصدار (AIRAC Cycle) وذلك لضمان وصولها لمستخدمي المجال الجوي السعودي بوقت كافي قبل تاريخ التفعيل للتدريب عليها وتحديث أنظمة الطائرة لتكون جاهزة للاستعمال.

ولسلامة ودعم وتنظيم ودقة الإقلاع والهبوط، يُزود الطيارين بخرائط تشمل: “خرائط الإقلاع” وتبدأ من نهاية المدرج وحتى بداية الطريق الجوي وتوفر للطيار زاوية الإقلاع والمسار الذي يضمن فيه سلامة الطائرة من العوائق وكذلك استقبال إشارة الأجهزة الملاحية والاتصالات، و”خرائط الوصول” وفي هذه المرحلة يتم الهبوط التدريجي للطائرة من الطريق الجوي وفق المسار المحدد استعداداً للهبوط كما تساعد في تنظيم الحركة القادمة إلى المطار من كل الاتجاهات.

فيما تشمل “خرائط الهبوط” بيانات ومعلومات أكثر دقة حيث يتم حساب الارتفاع الآمن للطائرة فوق التضاريس والعوائق الصناعية مع تحديد السرعات وزوايا الانحدار وتكون على عدة مراحل تتضمن: “المرحلة الأولية” وهي مرحلة الاستعداد ، “المرحلة المتوسطة” ويتم فيها تجهز الطائرة للهبوط وذلك بإنزال العجلات وتخفيض السرعة بإنزال الجنيحات، بينما يتم في “المرحلة النهائية” الهبوط التدريجي بزاوية محسوبة مسبقاً حتى تلامس عجلات الطائرة المدرج، في حين هناك مرحلة تستخدم في حال لم تستطيع الطائرة الهبوط لأي سبب كان يتعلق بالطائرة أو المطار أو الأحوال الجوية وهي مرحلة تعثر الهبوط.

وتنفذ الهيئة العامة للطيران المدني، معايير السلامة فيما يتعلق بالملاحة الجوية، وذلك من خلال الترخيص والتفتيش على مزودي خدمة تصميم إجراءات الطيران والعمل على تحديث القوانين واللوائح التنفيذية للهيئة العامة للطيران المدني بما يتماشى مع قوانين الطيران المدني الدولي (ICAO)، وذلك بهدف ضمان سلامة وجودة إدارة الحركة الجوية في أجواء المملكة العربية السعودية وفق أدق معايير السلامة العالمية.

وتقوم الهيئة العامة للطيران المدني، بالتدقيق على إجراءات الطيران وتقارير تقييمها واختبارها بجهاز الطيران التشبيهي للتأكد من سلامتها وإمكانية الطيران عليها ومن ثم المصادقة عليها لنشرها بدليل الطيران السعودي (AIP).

مما يذكر أن الهيئة العامة للطيران المدني، تسعى إلى تطوير صناعة النقل الجوي وفقاً لأحدث النظم بما يتوافق مع المستجدات في صناعة الطيران على الصعيد الدولي، كما تعمل على استمرار الحفاظ على أعلى معايير السلامة في المملكة، والعمل على تحديث القوانين واللوائح بما يتماشى مع تطورات قطاع الطيران عالمياً، كما تقوم الهيئة بإصدار وتجديد التراخيص والاعتمادات والشهادات الخاصة بصناعة الطيران المدني وفقاً للقوانين واللوائح ويضمن الامتثال للأنظمة والإجراءات، إضافة إلى إجراء فحوصات منتظمة لمراقبة وضمان أعلى مستويات السلامة الممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *