شباب

مها الكافي .. تروّض صمت الصخور بألالوان

جدة – مهند قحطان

الفنانة التشكيلية مها الكافي معلمة للغة الإنجليزية وفي نفس الوقت تساهم في تكريس ثقافة اللوحة اتساقا مع موهبتها في مجال الفنون وألوان قوس قزح حيث تمتلك التشكيلية الكافي أدوات فنية للتعامل مع جميع ” ألوان الطيف “في المدارس الفنية”، وتبدع ريشتها في رسم اللوحات الواقعية والتكعيبية والسريالية، واحدث ابداعاتها الرسم على الصخور الكبيرة في الطائف بتشكيلات لونية غير معتادة مستمدة من التراث،وبالإضافة إلى موهبتها في الرسم فهي ايضا كاتبة في مجالات النقد التشكيلي.

وفِي حوار خاص لـ(البلاد) قالت مها إن بدايتها في عالم الألوان إنطلقت من ” خربشات ” عفوية على دفاتر اخوتها ، حيث كانت تعيد رسم الصور الموجودة في الكتب، وهى تمني نفسها بارتياد المدرسة والتعامل مع عالم الطباشير الملون ، لافتة إلى انها حينما التحقت بالمدرسة انطلقت في الرسم وفي المرحلة المتوسطة شاركت في معرض المدرسة السنوي ومعارض مكاتب رعاية التي قادتها الى معارض جماعية داخلية وخارجية اخرى.

وعن تجربتها بالرسم على الصخور قالت: هذه تعد احدث تجاربي الفنية فقد بدأتها منذ شهرين وكنت اهدف من ورائها الى نقل التراث العريق لوطني من خلال ما تحمله ثقافتنا من تاريخ وارث زخرفي ونقوش رأيناها حولنا من خلال ما نقش ورسم على الشبابيك والأبواب وكذلك الحلي والأواني وايضا “الشراشف ” كما إنني أردت أن ارسم الزخارف حسب كل منطقة في المملكة، فعلى سبيل المثال اشتهرت المنطقة الوسطى بالزخارف النباتية وقمت بتجسيد ذلك من خلال توظيف الورود واوراقها وايضا الزخرف الهندسي الذي استقيناه من الفن الإسلامي، وفي منطقة عسير نجد “القط” العسيري وقد قمت بمزج الألوان لإبداع لوحات فيها الهوية المحلية والتي اتوقع ان تدهش السياح وتنمي آليات التبادل الثقافي وذلك من منطلق الرؤية 2030 التي تدعم الفنون بكافة أنماطها، وانتظر أن تجذب اعمالي على الصخور السياح.وأذكر إنني بدات برسم تراث منطقة القصيم على الصخور وكذلك الطائف وسوف استمر في هذا المشروع إن شاء الله.

وعما اذا كانت لديها مواهب اخرى غير الرسم قالت مها: أنا شغوفة بالقراءة واهوى تحديدا كتب ومراجع التاريخ وكذلك الفلسفة وعلم الآثار، وقادني شغفي بالقراءة الى التعمق أكثر في الفن وتاريخه ومدارسه المختلفة والتنوع في النتائج فرسمت لكل مدارس الفن من واقعية وتعبيرية وتأثيرية وتجريدية وكذلك رسمت للمدرسة “الوحشية” التي ظهرت في روسيا خلال السنوات الماضية، وما زلت اتعلم واقوم بالتجريب في مجال الفن، خصوصا وان العطاء الفني بالنسبة لي هو رسالة وتاريخ فجميع الأمم عرفنا تاريخها من خلال الفن فهو اللغة التي يقرأها الجميع. وطالما وضع الفنان هذا التصور في ذهنه إذن سيكون بالتأكيد فنه ولوحاته ذات هدف ومدلول.


واضافت: حتى الآن اعتبر نفسي ما زلت في بداية الطريق ولي طموحات كبيرة في نقل هويتنا وثقافتنا إلى الآخر خصوصا ان المملكة تمتلك ارثا ثقافيا عريقا كما إنني حاولت أن أخرج بهوية للوحة سواء باستخدام الرمزية أو من خلال تجسيد قضايا تهم المجتمع وتثري ثقافته ودوما احاول التركيز على الانتماء للوطن وعلى تراثنا وثقافتنا وتاريخنا.

وفيما يتعلق بأبرز لوحاتها التشكيلية قالت: على سبيل المثال في المدرسة الواقعية لدي لوحات أبرزها تتمثل في رسومات الطبيعة الصامتة للسيول. وفي المدرسة التأثيرية أو الانطباعية استخدم في لوحاتي الفواكه والمزهريات وشواطئ بلادي.
وأما في البورتريه فلدي لوحات كثيرة منها لوحة لمجلس إدارة “جمعية إعلاميون” كوني عضوة فيها، وكذلك شخصيات إعلامية أخرى أثرت في الوسط الإعلامي، وكذلك مفكرو ومثقفو بلادي ، واطمح ان ارسم اعلاميين ومثقفين لهم حضورهم في الوطن العربي.

وفي سؤال عن المدرسة الوحشية وفيما اذا كان لديها لوحات تمثلها قالت مها: عندي سلسلة لوحات للطفل والحرب علما بأن هذه المدرسة ظهرت في روسيا وانتشرت في جميع ارجاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *