الدولية

جهود دولية مكثفة لتثبيت الهدنة وإعادة إعمار غزة

 الرياض – البلاد / عواصم – وكالات

لليوم الثالث على التوالي لا تزال الهدنة بين إسرائيل وغزة صامدة، فيما تتواصل المساعدات الإنسانية الطارئة إلى سكان القطاع ، للتخفيف من معاناة الفلسطينيين الناجمة عن القصف الجوي والمدفعي الاسرائيلي على مدى 11 يوما.
وبذلت المملكة العربية السعودية جهودا وتحركات مكثفة على كافة الأصعدة وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته لوقف التصعيد الاسرائيلي . وعبرت وزارة الخارجية عن ترحيب حكومة المملكة بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وثمنت الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية الشقيقة والأطراف الدولية الأخرى في هذا الشأن.
ومجددا كشف التصعيد الأخير بين الاحتلال والفلسطينيين، ضرورة العمل على إيجاد الحل السياسي الشامل ، وهو ما شددت عليه وزارة الخارجية تأكيدا للموقف السعودي الثابت بأهمية تضافر الجهود لإيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ، كما جددت المملكة تأكيدها على مواصلة مساعيها بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة للوصول إلى تحقيق تلك التسوية.

مواقف مشرفة
في السياق أشاد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، بالمواقف المشرفة والراسخة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، تجاه القضية الفلسطينية، مثمناً الجهود المقدرة والرائدة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية من أجل وقف العدوان الغاشم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً ضد أبناء الشعب الفلسطيني، والجرائم التي ارتكبتها في مدينة القدس المحتلة، وقطاع غزة، وأدت إلى استشهاد المئات ووقوع آلآف الجرحى.
وشدَّد العسومي، في بيان على أن التحركات العاجلة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين منذ وقوع هذه الانتهاكات، بدايةَ بالدعوة لعقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي، وصولاً إلى تكليف سمو وزير الخارجية بمواصلة التحرك في إطار منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة والأطراف الفاعلة لدعم الموقف الفلسطيني ونصرة قضيته، كانت لها آثار بالغة في حشد الدعم الإقليمي والدولي للشعب الفلسطيني، وحث الأطراف المؤثرة للضغط على سلطات الاحتلال لوقف الاعتداءات الهمجية ضد الشعب الفلسطيني، والتأكيد على حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها مدينة القدس.
وأعرب رئيس البرلمان العربي، عن خالص شكره وعظيم تقديره لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ ولحكومة المملكة، على الجهود الحثيثة المبذولة في المنظمات الدولية والإسلامية والعربية لوقف عدوان قوات الاحتلال ونصرة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

إعادة الإعمار وحل الدولتين
ومع وقف اطلاق النار بين اسرائيل وغزة ، تكثف العواصم المعنية جهودها لتثبيت الهدنة ، فيما تتسع دوائر الاهتمام بالقضية على مسارين ، أولهما إعادة إعمار غزة بعد الدمار الواسع الذي خلفه القصف الاسرائيلي للبنية التحتية والمنازل والمرافق العامة ، والثاني يتمثل في العمل على تحريك مفاوضات اسرائيلية فلسطينية من أجل التوصل إلى حل للقضية.
وكشفت مصادر عن اتصالات جارية لعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة بمشاركة دولية في القاهرة، لافتة إلى أن مسؤولين أمنيين مصريين يراقبون وقف إطلاق النار في غزة ، واستئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
دوليا أكد الرئيس الأميركي جو بايدن على حل الدولتين لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال إنه لا تغيير في التزامه تجاه إسرائيل، وإن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكوري الجنوبي في واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي عن سعيه لطرح حزمة لإعادة إعمار غزة، داعيا المجتمع الدولي للمشاركة في هذه العملية ، مشيرا إلى ما شهدته القدس ومدن إسرائيلية مختلطة على مدى أيام عدة، من صدامات بين سكان عرب وآخرين يهود، أشعل فتيلها احتمال صدور قرار قضائي بإخلاء منازل في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة من سكانها الفلسطينيين لصالح مستوطنين يهود.
وأوضح بايدن أنه طلب من الإسرائيليين وقف “الصدامات” بين الفلسطينيين والإسرائيليين في مدينة القدس، لكنه شدد على أن التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل لم يتغير.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى المنطقة خلال أيام لإجراء محادثات مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين، في محاولة لترسيخ الهدوء الهش وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة ودفع عملية السلام بين الطرفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *