متابعات

العلا تستعد لـ3 أفلام أحدها أمريكي

العلا ـ عبد الهادي المالكي

بعد أن جذبت أنظار السياح وسياحة المؤتمرات والحفلات، أصبحت العلا محط أنظار صناع الفن السابع، بما تتميز به من مناظر طبيعية غير مألوفة؛ حيث توفر إدارة «فيلم العُلا» التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، التسهيلات اللوجيستية لتصوير الأفلام السعودية والعالمية. وأوضحت إدارة «فيلم العُلا» عن توقيع اتفاقية لتصوير فيلم أمريكي في المحافظة من إخراج وبطولة نخبة من نجوم هوليوود، وهو الفيلم الثاني بعد فيلم Cherry ، إضافة إلى اتفاقها على تصوير فيلمين سعوديين آخرين، هما فيلم «بين الرمال» للمخرج محمد العطاوي وفيلم «نورة» للمخرج توفيق الزايدي، وفقا لما ذكرته «العربية». وتعد العلا متحفا نابضا بالحياة منذ آلاف السنين، والذي يرتكز على كوكبة من العجائب الطبيعية والبشرية التي تنتشر عبر أرجائه، والسفر في رحلة عبر الزمن للتعرف على المواقع التاريخية التي حُفظت على مرّ القرون، والاستمتاع بمشاهدة تشكيلات الصخور الرملية والمساكن القديمة والمعالم الأثرية التي نحتتها يد الطبيعة وصنعتها إرادة الإنسان.

تلك المعالم التي تزخر بإرث بشري يعود إلى 200 ألف عام لم يستكشف معظمه بعد، فإذا كانت المملكة العربية السعودية تشكلّ ملتقىً للحضارات القديمة، فإن العلا هي نبع تلك الحضارات. وعبر آلاف السنين كانت محافظة العلا وجهة لكل من أراد الاستفادة من الموارد الوفيرة التي تجود بخيراتها أخصب الأودية في المملكة. وكانت العلا أحد تلك الأودية حتى أصبحت ملتقىً حيوياً على طول طرق تجارة البخور الشهيرة الممتدة من جنوب شبه الجزيرة العربية شمالاً باتجاه مصر وما بعدها. حيث انتشرت في أرجائها الواحات الخضراء التي رحبّت بضيوفها من المسافرين ووفرت لهم الماء الغذاء وجميع سبل الراحة، فذاع صيتها بين المسافرين حتى غدت محطة يضعون فيها رحالهم ويجددون نشاطهم.

وتميّزت العلا أيضًا بأنها احتضنت عاصمة مملكتي دادان ولحيان القديمتين، اللتين كانتا تسيطران على تجارة القوافل. وكان موقع الحِجْر الذي يشكل العاصمة الجنوبية للمملكة النبطية التي اشتهرت بواجهاتها الصخرية المنحوتة والباقية شامخة حتى يومنا هذا. واليوم، تعد البلدة القديمة في العلا بأزقتها المتقاربة وبيوتها المتجاورة شاهدًا على تراث أهلها، تجاورها واحات النخيل وما تبقى من آثار العيون المائية التي كانت تمد أهالي العلا ومزارعهم بالمياه طوال العام. ولم تكشف هذه الواحة المترامية الأطراف سوى عن جزء ضئيل من ثرواتها الطبيعية والأثرية التي سكنتها الجماعات البشرية عبر آلاف السنين. حيث لا زالت هناك طبقات من التاريخ البشري وثروة من العجائب الطبيعية تنتظر استكشافها في تلك التشكيلات الصخرية الرائعة والكثبان الرملية والآثار المعمارية المثيرة للاهتمام والتي تنقل صوراً من حياة الثقافات القديمة التي شيّدت تلك المدن. والتي ستتمكن من اكتشافها وتجربتها بنفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *