ذكريات

نبوءة والد وشهادة قائد

حاوره : عادل بابكير
تصوير : خالد مرضاح

كعادة الاديب والشاعر السيد عبيد مدني عندما يرزق بمولود كان ينظم بيتين من الشعر من باب التفاؤل والتنبؤ بمستقبله .. وعندما جاء نزار الى الدنيا كان نصيبه من شعر والده هاذين البيتين التاليين:
بدت لنزار في النبوغ مخايل
تجلت وضوحا في السياسة والأدب
وسوف بإذن الله يبلغ مستوى
يشيد به التاريخ في نهضة العرب

وقد كان .. وأصبح المولود هو معالي الدكتور نزار عبيد مدني الدبلوماسي ووزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الشورى السابق .. حيث قادته نبوءة الوالد التي لم يكن يدري كنهها في صغره الى دراسة العلوم السياسية ثم وزارة الخارجية التي بدأ مشواره بها موظفا اداريا الى ان اصبح مدير مكتب وزير الخارجية الامير الراحل سعود الفيصل ليغادرها في فاصل قضاه دورتين في مجلس الشورى ويعود إليها وزير دولة للشؤون الخارجية .. وحين يتقاعد ينال شرفين : الاول وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الثانية .. والثاني ان يقلده الوشاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويقول له : من خدم وطنه وعمل عملا طيبا لابد ان اشهد تكريمه بنفسي . وما بين نبوءة الوالد وشهادة القائد محطات ثرية كثيرة في مشوار العطاء للوطن كانت محور هذا الحوار الذي خص معاليه (البلاد) به:

• معالي الوزير.. «سوق القماشة» في طيبة الطيبة وفي بيت علم ودين لأب وعم من الادباء والمفكرين كانت النشأة .. ما تأثير ذلك على حياة ومسيرة د. نزار؟
•• كان للبيت الذي ولدت ونشأت فيه تأثير كبير في صقل شخصيتي و تكوينها.. و كما هو معلوم ومعروف أن شخصية الإنسان تتحدد وتتشكل في السنين الأولى من عمره بناء على التجارب التي تمر عليه ويعيشها.
بالنسبة لي هذا التأثير جاء من جانبين .. الأول هو قدسية وطهارة الموقع الذي كان يقع فيه البيت حيث ولدت ونشأت فيه وكان لا يبعد سوى أمتار معدودة عن المسجد النبوي الشريف، حيث كانت رائحة الدين تعبق في كل ركن من أركان البيت. الجانب الثاني هو الجو الثقافي في المنزل لأن والدي وعمي كانا من رجال الأدب والثقافة في تلك الفترة وكان الزائرون للمنزل من رواد العلم وكانت الكتب تملأ البيت فنشأت منذ الصغر على حب الاطلاع وعالم الكتب بصفة عامة.


هؤلاء أساتذتي
• واصلتم الدراسة حتى المرحلة الثانوية في المدينة المنورة حيث حصدتم المركز الاول على مستوى المملكة.. لماذا كانت الوجهة القاهرة وتحديدا كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ؟ وكيف كانت اجواء الدراسة والحياة فيها ؟ ومن هم اشهر اساتذتك ؟
•• كان أملي وطموحي منذ البداية أن أدرس الدراسات العليا خارج المملكة في مجال العلوم السياسية وكنت أتوقع بحكم أني الأول على مستوى المملكة أن أكون من أوائل المبتعثين للدراسة في الخارج ولكن لأسباب أجهلها حتى الآن قررت وزارة التعليم « وزارة المعارف « آنذاك أن يقتصر الابتعاث في ذلك العام تحديدا على القسم العلمي فقط، ولذلك لم أتمكن من الحصول على بعثة حكومية للدراسة في الخارج فعرض الوالد رحمه الله أن أدرس في جامعة القاهرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكانت الكلية قد افتتحت حديثا في ذلك الوقت وقدمت طلبا وقبلت والتحقت بها، حيث كانت الكلية لا تقبل سوى المتفوقين من الطلبة المصريين والأجانب فكان الجو العلمي والأكاديمي فيها تسوده المنافسة وتمكنت بحمد الله ان أكمل دراستي فيها وحصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية و كان من حسن حظي أنني تلقيت العلم في تلك السنوات على يد بعض من كبار الأساتذة المعروفين في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية منهم الدكتور بطرس غالي وكان أمين عام الأمم المتحدة والدكتور فتح الله الخطيب والدكتور محمد خيري عيسى والدكتور حامد ربيع والدكتور لبيب شقير الذي أصبح فيما بعد رئيس الوزراء والدكتور محمد زكي الشافعي وآخرين لا تحضرني أسماؤهم وكلهم من المشهود لهم في تدريس هذه المواد بالذات.

البداية صفر
• بعد القاهرة .. عدتم إلى المملكة وعينتم في وزارة الخارجية بجدة كيف كانت بدايات العمل؟
•• عملت ثلاث سنوات في وزارة الخارجية بجدة ثم نقلت خدماتي للعمل في السفارة السعودية بواشنطن وأثناء عملي في واشنطن حصلت على شهادتي الماجستير والدكتوراه في العلاقات الدولية. وفي الثلاث سنوات الأولى التي عملت فيها بجدة عملت في بعض اقسام لم يكن لها علاقة بتخصصي الجامعي فكان عملي إداريا بحتا وتقبلت هذا الأمر بصدر رحب وصبرت لأنني أكنت أعرف أنه شيء مؤقت ولن يستمر وتدرجت في العمل الحكومي من أول السلك الدبلوماسي بمرتبة ملحق إلى أن أصبحت سكرتيرا ثالثا وثانيا وأولا ومستشارا ووزيرا مفوضا حتى وصلت إلى سفير وبعدها انتهى بي المطاف قبل أن أحال إلى التقاعد وزيرا للدولة للشؤون الخارجية، فالإنسان عندما يبدأ من الصفر يجد أن الطريق ولو كان صعبا يؤدي به في النهاية إلى تحقيق طموحه ومبتغاه في العمل.

الزلزالان
• انتقلت للعمل بسفارة المملكة في واشنطن بعد ثلاث سنوات وظللت فيها الي عام 1978 .. كيف تعاملت ضمن طاقم الوزارة مع الحدثين/الزلزالين: أزمة الطاقة واستشهاد الملك فيصل رحمه الله ؟
•• أزمة الطاقة كانت تمثل لنا نقطة تحول في عملنا لأننا قبل الأزمة لم تكن المملكة ومنطقة الشرق الأوسط بصفة عامة تحظى باهتمام كبير من قبل الشعب الأمريكي أو حتى الإعلام الأمريكي وكنا نركض وراء الخبر أو المعلومة التي تتعلق بالسعودية ونفرح أشد الفرح حينما نجد صحيفة نشرت خبرا عن المملكة أو تعليقا أو مقالا.
وانقلبت الأمور بعد أزمة الطاقة رأسا على عقب فأصبحت المملكة تتصدر الاهتمام السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة وأصبحت المقالات والكتب والنشرات التي عن المملكة بقدر اكبر مما كنا نستطيع نحن في السفارة متابعته أو تغطيته بشكل كامل.
أما بالنسبة لاستشهاد جلالة الملك فيصل رحمه الله كنت في بداية عهدي في العمل بالسفارة قائما بالأعمال وكانت فترة عصيبة جدا وما اكتشفناه أثناء تلك المرحلة الحرجة أن الملك فيصل رحمه الله لم يكن يحظى باهتمام وتقدير شعبه فقط بل أن الجاليات العربية والإسلامية الموجودة في أمريكا والشعب الأمريكي ذاته كانوا يعبرون لنا عن بالغ تأثرهم بالحادث وتعاطفهم مع المملكة واشادتهم بدور الملك فيصل المهم في العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية وفي العلاقات الدولية بصفة عامة، وهذا مما أثلج صدورنا رغم ألمنا وشدة حزننا على استشهاده.


مدرسة الفيصل
• عدتم الى الوزارة مسؤولا عن الشؤون الاعلامية حيث بدأت رحلتك في العمل تحت قيادة وزير الخارجية الامير الراحل سعود الفيصل ثم نائبا لمدير مكتبه وبعده رئيسا لإدارة الشؤون الغربية عام 1987 وبعد دورتين في مجلس الشورى عدت إلى الخارجية مساعدا للوزير عام 1997 فوزير دولة للشؤون الخارجية عام 2005 .. كيف وجدت العمل مع الامير سعود الفيصل؟ وماذا استفدت منه في رحلتك التي جاوزت ال 35 عاما ؟
•• بداية تعرفي بسمو الأمير سعود الفيصل كان أثناء عملي في السفارة السعودية بواشنطن حيث قدم في زيارة رسمية بعد توليه منصب وزير الخارجية عقب استشهاد الملك فيصل رحمه الله وكلفت بمرافقة سموه أثناء إقامته في واشنطن وبدأت أتعرف على شخصية سمو الأمير عن كثب وبعد عودتي للمملكة عينت في مكتب سموه وكانت نقلة نوعية في عملي لأني كنت أحضر مع سموه الاجتماعات التي كان يعقدها مع وزراء الخارجية والضيوف الذين يأتون لزيارة المملكة في تلك الفترة وكنت أرافقه في رحلاته خارج المملكة للزيارات سواء على المستوى الثنائي أو على المستوى متعدد الأطراف لحضور المؤتمرات والمناسبات الدولية. وقد استفدت كثيرا أثناء مرافقتي لسموه وأنا أدين لله سبحانه وتعالى ثم لتلك المرحلة. الأمير سعود الفيصل كان شخصا له تفكير استراتيجي وتكتيكي في نفس الوقت فرؤيته كانت واضحة في كل الأمور السياسية والاقتصادية وفي نفس الوقت كان يعرف كيف يصل إلى تحقيق ما يريده وهذه ميزة لا تتوفر سوى في العظماء من الناس. وكانت ثقافته موسوعية فيستطيع الإبحار والحديث في أي موضوع مهما كان جديدا في جميع المجالات. وكان على درجة عالية من الذكاء لدرجة أن يعرف عندما تتحدث معه من نظرتك وطريقة كلامك ماذا تهدف له فكانت نصيحتي لكل من يريد أن يعمل مع سموه أن يبتعد عن المراوغة والتحاذق لأنه يكشف الشخص من أول لقاء معه. وكان أيضا حاضر البديهة وسريع النكتة و لديه تعليقات جدا جميلة والجلوس والتحدث معه لا يمل منه أبدا. وقليل من يعرفون هذا الجانب في سموه.

• من خلال عملكم مع سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله هل لكم أن تستذكروا لنا أحد المواقف معه؟
•• هناك مواقف كثيرة حدثت مع سموه ، وأذكر منها ما حدث في إحدى الرحلات ونحن بالطائرة كنت دائما ما أخذ معي كتابا لأقرأه في الطائرة نظرا لحبي للاطلاع ، وكنت في كثير من الأحيان احب ان أظهر لسموه أني مطلع وأقرأ الجديد من الكتب فكنت أطلعه على الكتاب وأخبره أنه جديد وإذا بي أفاجأ أنه اطلع على الكتاب وقرأه ويخبرني بما سأجده في هذا الكتاب فكنت أجد نفسي في حرج دائم معه في هذا الجانب، وهذا يدل على اطلاعه الجيد على كل ما ينشر أو يطبع من كتب ليس فقط في مجال العلاقات الدولية بل في كل المجالات. وكان سموه يتمتع بقدرة عجيبة على الاستماع ويشجعك على أن تقول كل ما في نفسك فكنا لا نتردد إطلاقا في إبلاغه بكل صراحة وبكل شفافية بأفكارنا وآرائنا فيما يتعلق بالعمل وكان يتقبلها بصدر رحب في كثير من الأحيان.

فترة عصيبة
• خلال عملكم بالوزارة حدث زلزالان آخران : الغزو العراقي للكويت وتفجيرات 11 سبتمبر .. كيف تعاملتم معهما ؟
•• كما نعرف أن المملكة تعرضت في تاريخها الحديث للكثير من التحديات التي هددت مصالحها الوطنية في مقدمتها الغزو العراقي للكويت وأحداث 11 سبتمبر.
و كان للحدثين تأثيرات عميقة ليس على المملكة فحسب بل على كافة دول المنطقة .. ونحن في وزارة الخارجية بصفة خاصة عشنا فترة عصيبة فقد كانت علينا مسؤوليات كبيرة ، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بحكمة وحنكة وبعد نظر القيادة السعودية استطاعت المملكة أن تتخطى وتتجاوز كل الظروف التي ترتبت على الغزو العراقي للكويت وأحداث 11 سبتمبر وتمت مواجهة هذا التحدي بالشكل الذي حافظ على أمن واستقرار المملكة ومصالحها في تلك الفترة.

فوائد ثلاثة
• اخترتم لعضوية مجلس الشورى في دورته الاولى عام 1993 وشغلتم مقعد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في السنة الأولى وكنتم ضمن المختارين في الدورة الثانية عام 1997 .. ما الذي كانت تمثله لكم عضوية الشورى على المستوى الشخصي ؟ وماذا اضافت لكم ؟ وكيف استفدتم من التجربة حين عدتم للخارجية ؟
•• استفدت فوائد كبيرة من عضويتي في مجلس الشورى منها أنني حظيت بالعمل مع نخبة ممتازة من خيرة رجالات الوطن خاصة في الدورة الأولى وكان مجموع الأعضاء في هذه الدورة 60 عضوا يمثلون صفوة رجال الخبرة والعلم والثقافة بالإضافة إلى ما يتمتعون به من تعامل على مستوى حضاري راقٍ. والفائدة الثانية أن عضويتي في المجلس أتاحت لي الفرصة أن اطلع على العديد من الأمور والقضايا الداخلية التي تهم أي مواطن سعودي فعملي في وزارة الخارجية كان يركز على القضايا الخارجية فقط ، أما في مجلس الشورى بالإضافة إلى الشؤون الخارجية كانت لنا فرصة أن نتطلع على كافة الشؤون الداخلية في العديد من التخصصات سواء الأمنية أو الاقتصادية أو التربوية أو حتى الإعلامية سواء مما كان يردنا من الجهات الحكومية أو المسؤولين بما فيهم الوزراء الذي كان يطلب حضورهم بالمجلس. أما الفائدة الثالثة فكانت أنني اطلعت من خلال هذه العضوية على كيفية العمل في المجال البرلماني وهو يختلف عن مجال العمل في الأجهزة الحكومية.

ساعتان مع المستشار الألماني
• خلال عملكم وزيرا للدولة للشؤون الخارجية بالتأكيد قمتم ببعض الزيارات الخارجية هل لكم أن تذكروا أحد المواقف التي لم تنسوها؟
•• بحكم عملي تنقسم الإجابة على هذا السؤال إلى قسمين ، القسم الأول في الفترة التي كنت أرافق فيها سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رحمه الله قبل ذهابي إلى مجلس الشورى في تلك الفترة كان يجتمع بمعظم رؤساء الدول ورؤساء مجلس الوزراء ووزراء الخارجية، من المواقف التي أذكرها في أثناء زيارة سموه لألمانيا كان هناك اجتماع رئيسي مع وزير الخارجية الألماني وكان هناك لقاء مع المستشار الألماني هيلموت شميث وكان اللقاء بروتوكوليا لا يتعدى العشرين دقيقة يتم فيها تبادل الأحاديث ، ما حدث في ذلك اللقاء أنه بدأ المستشار يسأل سمو الأمير عن بعض القضايا الخاصة بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي وكان الأمير سعود يسترسل في الحديث والمستشار ينصت باهتمام كبير والوقت تعدى المدة المحددة وكان رئيس المراسم يدخل باستمرار وينظر للمستشار ليشعره بانتهاء الوقت وكان المستشار لا يبدي اهتماما للوقت واستمر اللقاء من 20 دقيقة محددة إلى ما يقارب الساعتين فكان هذا من المواقف التي اثرت علي كثيرا وأثبتت أن سموه له مقدرة على التأثير في المتحدثين الذي يتحدث عليهم. والفترة الأخرى عندما تم تعييني وزيرا للدولة للشؤون الخارجية . وأذكر حدثا طريفا في مؤتمر قمة عقد في كوبا على مستوى دولي حضره عدد كبير من وزراء الخارجية ورؤساء دول ووزراء أفارقة
وكان هناك اجتماعات ثنائية على هامش المؤتمر تعقد بين رؤساء الوفود وطلب أحد رؤساء الوفود الدول الأفريقية مقابلة رئيس الوفد السعودي ونتيجة لضخامة العدد الموجود من المشاركين صار هناك خلط وسوء فهم بين المراسم التي معي والمراسم مع الضيف فكان الضيف الذي جاء لم يكن هو الذي أتوقعه وأنتظره وفي نفس الوقت قابلني الضيف على أساس أني أمثل دولة خليجية أخرى وكانت مفارقة غريبة فأنا لم أعرف أية دولة يمثلها وفي نفس الوقت هو لم يعرف أنا أمثل أية دولة ونتيجة الخبرة والتجربة الدبلوماسية تجاوزنا الأمر ومضى الحديث على أحسن ما يرام.


وشاحان
• ماذا يعني لكم وشاح الملك عبدالعزيز الذي تشرفتم بان قلدكم اياه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله؟
•• تشرفي بحمل وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية يعني لي الشيء الكثير فكان تكريما لا يفوقه تكريم وتقدير لا يفوقه تقدير، مما زاد في قيمة هذا التكريم هو أنه حظيت حضوريا بتشرفي بتقلد الوشاح من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا وهذا أضفى المزيد من التكريم لهذه المناسبة.
ومما زاد من روعة التكريم هو أنني استمعت منه الى بعض الكلمات والعبارات التي لا زلت حتى الآن أعتبرها وشاحا آخرا .
وكان أبرز ما ذكره حفظه الله هو أن «من خدم وطنه وعمل عملا طيبا لا بد أن يشهد بنفسه تكريمه ولو كان معنويا». وقلت له بأني لا أعتبر هذا الوشاح لي أنا فقط بل أعتبره تكريما لوزارة الخارجة كلها.

الرؤية والكتاب والمستقبل
• بعد تقاعدكم انصب اهتمامكم على دراسات المستقبل وقدمتم مؤلفا اعتبر الاول في المملكة وربما عربيا في هذا المجال .. لماذا نال هذا التوجه اهتمامكم ؟
•• اهتمامي بهذا الموضوع والذي أدى في نهاية المطاف لقيامي بتأليف كتاب عنه ينبع من ثلاثة عوامل الاول هو أن الدراسات الخاصة بالمستقبل تطورت في الغرب بشكل كبير إلى الحد الذي أصبح فيه علما له أصوله وقواعده ومناهجه وخبرائه ومراكزه. العامل الثاني هو أنني وجدت شبه ندرة للمراكز العربية الخاصة بدراسة المستقبل سواء على المستوى العربي أو حتى على مستوى المملكة فمع الأسف الشديد لا يوجد حتى الآن في المملكة مركز يعنى بدراسة المستقبل.
العامل الثالث انه تصادف في الفترة التي كنت أكتب فيها كتابي ان تبنت المملكة رؤية 2030 وهذه الرؤية تقع في صلب دائرة الاهتمام بالدراسات المستقبلية وزاد هذا من اهتمامي بالموضوع ورغبتي في أن أساهم قدر المستطاع في توضيح معالم هذه الدراسات وكيفية الاطلاع عليها.
وحظي الكتاب بردود فعل ايجابية كبيرة خاصة من قبل المختصين الأكاديميين والمثقفين في المملكة.

جائزة المدينة والرعاية الكريمة
• ماذا عن جائزة نزار عبيد مدني لتاريخ المدينة الحضاري ؟
•• كانت سعادتي غامرة بتفضل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة بتدشين ما أطلق عليه جائزة نزار عبيد مدني لتاريخ المدينة المنورة الحضاري .. فقد وجه سموه بإنشاء هذه الجائزة وتفضل برعايتها وجاءت لتؤكد اهتمام سموه بتاريخ المدينة المنورة وحرصه على الحفاظ على هوية المدينة التاريخية وعلى مواقع التراث والآثار والحضارة فيها.
وهذا كان شرفا كبيرا لي أن يقترن اسمي بجائزة تختص بالمدينة المنورة التي ولدت ونشأت وترعرعت في أجوائها وعلى أرضها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *