الدولية

النووي الإيراني بين لعبة الوقت «ومربع صفر»

عواصم – وكالات

تواجه مفاوضات فيينا بشأن النووي الإيراني ، تحديات كبيرة في حال استمرت دون اتفاق خلال الـ 40 يوما القادمة ، حيث يتسلم الرئيس الجديد مهامه في أغسطس المقبل، ويشير مراقبون إلى أن فوز المرشح المتشدد يشكل أكبر دافع للمفاوض الإيراني لابتزاز الدول وأطرافها المفاوضة التي قد تتتعجل الوصول لاتفاق ، خاصة مع رفض رئيسي في أول مؤتمر صحافي أمس الإثنين لما أسماه “مفاوضات استنزافية لإيران” ، وأن “برنامج الصواريخ الباليستية ليس موضع نقاش” مطالبا واشنطن برفع كل العقوبات. ولايزال الرئيس الإيراني الجديد “رئيسي” ضمن قائمة العقوبات الأمريكية التي فرضتها على الحرس الثوري وعدد من المسؤولين الإيرانيين المتورطين والنافذين في دعم وتمويل الإرهاب.

ومع انتهاء الجولة السادسة من المفاوضات بين إيران والقوى الست العالمية، تأرجحت التوقعات بين تفاؤل أوروبي إيراني توقع أن تكون الجولة القادمة حاسمة ومحملة بقرارات نهائية من الأطراف المتفاوضة، وتحذيرات أميركية من أن الهوة ما تزال كبيرة بين المتفاوضين، وأن أهم النقاط ما تزال عالقة.

وتأتي تصريحات رئيسي لا سيما ما يتعلق منها بالمفاوضات النووية، متزامنة مع تأكيد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن تلك المحادثات صعبة ، معربا عن أمله بألا يؤدي تغيير القيادة في إيران إلى تعطيل جهود التوصل لاتفاق. وكان مُستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قد فند التفاؤل الإيراني ، مذكراً بأن القرار الحاسم متعلق بما يُمكن للمرشد الإيراني علي خامنئي اتخاذه تجاه القضايا العالقة، وذكر بأن “المسافة ما تزال طويلة في مسار مفاوضات فيينا، قبل حل عدد من القضايا الرئيسة، بما في ذلك العقوبات والالتزامات النووية، التي يتعين على إيران أن تتعهد بها”. ويرى المراقبون أن تصريحات سوليفان تشير إلى المطالبات الإيرانية “التعجيزية” خلال المرحلة السادسة من المفاوضات، مثل المطالبة بتعويضات عن العقوبات التي فرضتها الولايات المُتحدة بسبب الملف النووي، أو وضع شرط مُلزم للولايات المُتحدة، يمنع أية إدارة أميركية جديدة من الانسحاب من الاتفاق النووي.

كما يشير المراقبون إلى مايسمى “لعبة الوقت” التي يتجاذبها المفاوضون وتؤثر على آليات تفكيرهم للتوصل إلى اتفاق ، خاصة وأن ما يقارب أربعين يوماً ، هي الوقت الفاصل منذ الآن وحتى تسلم الرئاسة الجديدة في طهران ، فيما تسعى القوى الأوروبية لإقناع الولايات المتحدة استغلال هذه الفرصة، لأن الرئاسة الإيرانية الحالية تريد أن تحرز كسباً معنوياً ما من جراء الاتفاق، لتختم بها سيرتها السياسية، وهي مصلحة مشتركة بين الطرفين، وعدم الحسم يعني العودة إلى نقطة الصفر مع الرئاسة الجديدة، التي ستحاول ابتزاز الأطراف المفاوضة خصوصاً خلال شهورها الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *