الثقافية

المملكة في أكبر تمثيل لها في مهرجان كان السينمائي

الرياض : واس

برهن الجناح السعودي المُشارك في مهرجان “كان” السينمائي على الدور القيادي الذي تؤديه المملكة لصناعة السينما في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، حيث احتوى الجناح على أكبر تمثيل من نوعه في تاريخ المملكة، بعدد الجهات المشاركة فيه، ومستوى المبادرات التي انطلقت منه، والتي أخذت بُعداً إقليمياً لافتاً، ويأتي ذلك نتيجة للدعم اللامحدود الذي وجده قطاع السينما بشكل خاص، والقطاع الثقافي عموماً، من لدن مهندس رؤية السعودية 2030 ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.

وقدمت المبادرات السعودية المعلن عنها من الجهات المشاركة في الجناح السعودي في مهرجان “كان” السينمائي، خارطة طريق لمستقبل صناعة السينما العربية والوصول بها إلى العالمية، ووضعت نقطة تحول تختصر الكثير من الخطوات وتسابق الزمن لتحقيق قفزة في منظومة سوق الإنتاج والإبداع السينمائي، حيث أعلن القائمون على مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن تلقيهم منحةً إضافية بـ 4 ملايين دولار من هيئة الأفلام لدعم صانعي الأفلام العرب، في حين أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” عن إنتاج فيلمين جديدين “بحر الرمال” و”طريق الوادي” بشراكات بين سينمائيين سعوديين وعرب.

كما تنوع المبادرات السعودية وشموليتها في تبني الإنتاج السينمائي ودعم المواهب والفاعلين في الصناعة، تكفّل ببث الحيوية والتحفيز المعنوي والمادي لكافة أطراف منظومة السينما العربية، وخلق مسارات جديدة للمنافسة بما يرفع جودة المنتجات وسقف الطموح باعتبار أن المبادرات السعودية المعلن عنها ضمن مهرجان كان السينمائي نوعية، وتبرهن على أن مستقبل السينما العربية يحظى بمناخ وبيئة جاذبة واحترافية تعزز من فرص العطاء، كما توفر مساحة ووجهة للمبدعين لتبادل الخبرات والتجارب بما يحاكي ورشة عمل تعليمية وعملية لنهضة تحمل بصمة عربية فريدة على الشاشة السينمائية.

وتعد الجهات السعودية المشاركة في الجناح السعودي بمهرجان كان السينمائي، من الجهات القيادية في صناعة السينما العربية، ومن عناصر الحراك المؤثرة والداعمة لمبدعي الأفلام السعوديين والعرب، ما يجعل من المملكة قائدة للحراك السينمائي العربي، ومحطة مهمة لصناعة السينما في منطقة الشرق الأوسط ومهرجان البحر الأحمر.. حاضنة رئيسة للإبداع العربي.

وتعد مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي منظمة مستقلة غير ربحية أُنشئت لدعم صناعة السينما، وقد أعلنت عن تأسيس “صندوق البحر الأحمر” بميزانية بلغت 10 ملايين دولار بهدف إنتاج 100 فيلم طويل وقصير، بالإضافة إلى حلقات مع مخرجين من العالم العربي وأفريقيا، في حين كشفت المؤسسة خلال الأيام الماضية ضمن مشاركتها في الجناح السعودي بمهرجان “كان” أن الصندوق يتلقى 4 ملايين دولار إضافية من هيئة الأفلام، وسيدعم هذا التمويل تطوير 40 فيلماً جديداً من صانعي الأفلام السعوديين والعرب، لتمكين مجموعة أكبر من صانعي الأفلام الموهوبين في المنطقة، من خلال المساعدة في مراحل التطوير ومراحل الإنتاج وما بعد الإنتاج، مما يتيح أن تخرج هذه الأعمال إلى النور. وبحيث سيتم توزيع التمويل من الصندوق، المفتوح حالياً لتقديم الطلبات، على مجموعة مثيرة وفريدة من نوعها من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والأفلام الوثائقية، والرسوم المتحركة، ومشروعات المسلسلات،كما سيتم إعادة ترميم ما يصل إلى 10 أفلام كلاسيكية من العالم العربي، حيث يهدف الصندوق إلى تسريع نمو الصناعة وازدهارها وإطلاق جيل جديد من صانعي الأفلام، فضلاً عن تقديم المساعدة للمبدعين الراسخين.

صندوق البحر الأحمر هو جزء من التزام مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي تجاه قطاع الشاشة الإقليمي، والذي يشمل أيضاً إطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الافتتاحي في الفترة من 6 إلى 15 ديسمبر 2021، والذي من المقرر أن يجلب أفضل ما في السينما العربية والعالمية إلى مَعلَم منطقة جدة التاريخية القديمة ذات الإرث الراسخ، المنتمية لسجلات منظمة اليونسكو العالمية.

مركز “إثراء”.. نافذة الضوء

يعد مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء” منتجاً مستقلاً رائداً في المملكة العربية السعودية، ويهدف إلى دعم صناعة السينما من خلال تنمية المواهب المحلية ورعاية قطاع السينما وصناعة الأفلام فيها، ويحرص على تقديم العديد من المبادرات التي تدعم قطاع الأفلام، وتوفر مساحة لتمكين ودعم المواهب وتنمية مهاراتهم، إلى جانب إتاحة الفرصة للمبدعين في عرض أعمالهم الفنية، من خلال مهرجان “أفلام السعودية” لمساعدة مخرجي وصنّاع الأفلام على تحقيق أحلامهم، ولكونه أحد أكبر منتجي الأفلام في المملكة بحيث أنتج أكثر من 20 فيلماً، وحاز 15 منها على جوائز محلية وإقليمية ودولية، كما يوفر المركز تجربة تعليمية فريدة من خلال برنامج التدريب الذي يقدم للموهوبين في مجال صناعة الأفلام.

وأعلن مركز “إثراء” عن إنتاج فيلمين جديدين خلال المشاركة في الجناح السعودي المقام في مهرجان “كان” السينمائي بدورته الـ 74 ، حيث سيقدم كاتب السيناريو والمنتج المصري محمد حفظي فيلم “بحر الرمال”، كما سيقدم المخرج السعودي والحائز على العديد من الجوائز خالد فهد فيلم “طريق الوادي”، واللذين من المقرر إطلاقهما في عام 2023م، حيث يحرص المركز على استقطاب المواهب السعودية ومبتكري صناعة الأفلام، ويتبع إطلاق هذين الفيلمين النجاح الدولي للفيلم التجريبي الأول الذي أنتجه المركز عام 2018م تحت عنوان “جود” والذي يتمحور حول انعكاسات تأملية غير تقليدية لدورة الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *