متابعات

 العلاقات السعودية البحرينية..وشائج متجذرة ورؤى مشتركة

جدة – البلاد

تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – لمملكة البحرين الشقيقة ، تجسيدا للروابط والعلاقات القوية والروابط والوشائج المتجذرة على مدى تاريخ طويل ، تعززها وحدة المصير والهدف المشترك، والتواصل المستمر بين قيادتي وشعبي البلدين، حيث تشهد تطورًا مطردًا في كل المستويات انطلاقًا من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا.

وفي تصريح أمس لوزير الإعلام بمملكة البحرين علي بن محمد الرميحي ، أعرب معاليه عن ترحيب مملكة البحرين، ملكًا وحكومة وشعبًا، بالزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بوصفها بشارة خير ولبنة جديدة في صرح العلاقات الأخوية المتميزة والوثيقة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ على أسس راسخة من المحبة والأخوة ووشائج القربى ووحدة الدم والهدف والمصير المشترك.

وأوضح الوزير الرميحي، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن هذه الزيارة تقدم أنموذجًا لأسمى معاني الأخوة والتلاحم بين مملكتين شقيقتين، تجمعهما قلوب متآلفة، ورؤية موحدة بشأن توطيد أواصر الشراكة التاريخية والاستراتيجية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين.

وأكد اعتزاز البحرين كون السعودية هي أكبر شريك اقتصادي وتجاري وسياحي لها، متوقعًا أن يشكل جسر الملك حمد شريانًا جديدًا لتقوية هذه الشراكة الأخوية إلى جانب جسر الملك فهد الذي استقبل أكثر من 382 مليون مسافر خلال 32 عامًا منذ افتتاحه، وبمعدل 74 ألف مسافر يوميًا، وحقق معدلاً قياسيًا قارب 120 ألف مسافر يوميًا في مارس 2019.

وأشار إلى حرص البلدين الشقيقين على تعزيز التعاون الإعلامي، وتبادل الأخبار والمعلومات ونقل الخبرات الفنية والتقنية والبشرية في مجالات الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، ومواصلة توحيد المواقف في المحافل الإعلامية ‏الإقليمية والدولية.

ونوه الرميحي إلى وقوف البحرين والأمة العربية والإسلامية صفًا واحدًا إلى جانب المملكة العربية السعودية في قيادتها الحازمة والمخلّصة للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتحالف العربي لترسيخ الشرعية وإعادة الأمل في الجمهورية اليمنية الشقيقة، والتصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة وردع التهديدات والمؤامرات الإقليمية والخارجية بجميع صورها وأشكالها.

•• الوفاء للأيادي البيضاء ••
وأضاف وزير الإعلام البحريني ، أن السعودية بفضل حفظ الله ورعايته، وحكمة قيادتها وتلاحم شعبها وتضامن الشعوب العربية والإسلامية معها أحبطت مؤامرات دعاة الشر والتطرف والإرهاب، وأثبتت أنها أقوى من كل الافتراءات والحملات الإعلامية المغرضة والمشبوهة والحاقدة التي لم ولن تفلح في النيل من مكانتها الغالية في قلب المليار ونصف المليار مسلم، أو زعزعة حبهم وتقديرهم واحترام شعوب العالم أجمع لها، وفاءً لأياديها البيضاء في خدمة الإنسانية ودعم السلام والاستقرار وتمويل المشروعات التنموية والاجتماعية في مختلف أنحاء العالم.

وأكد معالي وزير الإعلام بمملكة البحرين أن خادم الحرمين الشريفين رمز للحكمة والاعتدال والعطاء في العالم العربي والإسلامي وزيارته الأخوية تحظى على الدوام بحفاوة وسعادة بالغتين في مختلف الأوساط الرسمية والشعبية والإعلامية البحرينية، في سياق التقدير الواسع لقيادته الحكيمة، بدعم من سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، في توطيد أعمدة حصن العروبة وقلعة الإسلام والمسلمين الحصينة، وتعزيز دورها التاريخي والحضاري في رفعة الأمة ونصرة حقوقها، وإعلاء راية التوحيد والعقيدة الصحيحة، وحمل لواء التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات.

•• التنسق المشترك ••
تؤكد الزيارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين ، الحرص الدائم والاهتمام المتنامي من قبل القيادة السياسية في المملكتين للارتقاء بالتعاون العلاقات الثنائية بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين، وعلى الصعيد السياسي تشهد العلاقات بين البلدين حجمًا كبيرًا من التنسيق في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية ،

وشهد عام 1438 هـ زيارة قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى مملكة البحرين مترئسا وفد المملكة في الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وخلال الزيارة اتفق الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة ، على إجراء دراسة لمشروع جسر الملك حمد موازياً لجسر الملك فهد ليربط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بتمويل من القطاع الخاص.

وفي نوفمبر الماضي قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بزيارة إلى مملكة البحرين ، وعقد سموه في قاعدة الصخير الجوية جلسة مباحثات مع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين، والوفد المرافق لسمو ولي العهد ، وتم استعراض مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بتطويرها، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع والمستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها ، وقد منح جلالته وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة لسمو ولي العهد؛ تقديرًا لجهوده في دعم وتعزيز العلاقات السعودية البحرينية.

وخلال الزيارة دشن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع خط أنابيب النفط الجديد بتعاون سعودي بحريني بين أرامكو السعودية وبابكو البحرينية بمعدل ضخ يبلغ حاليًا 220 ألف برميل يوميًا، وبسعة قصوى تصل إلى 350 ألف برميل يوميًا، وبطول يبلغ 110 كلم يربط بين معامل بقيق السعودية ومصفاة باكو البحرينية .

كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مقر إقامته بمملكة البحرين، ولي العهد نائب القاعد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بحضور وفدي البلدين ، وجرى خلال اللقاء، بحث فرص تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.

•• القيادة المحورية ••
وتحمل البحرين قيادة وشعبا مشاعر الاعتزاز والمحبة المتبادلة للمملكة قيادة وشعبا ، والتقدير البالغ لمواقفها الرائدة تجاه قضايا الأمة ، وقد أشاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بالمساعي الحثيثة والجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لنصرة الأمة ، والتي تُجسد قيادته المحورية للأمة الإسلامية والمكانة الدينية العالية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية والتي بوأتها موقعاً مرموقاً على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعكس الدور الرائد الذي تقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين وفي الدفاع عن قضايا الأمة وحماية مقدساتها ، مشددا جلالته على دعم مملكة البحرين للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية والمساعي الإقليمية والدولية كافة الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل بالمنطقة.

وتعبيرا صادقا عن مكانة القيادة السعودية وقوة العلاقة بين البلدين الشقيقين على المستويات كافة، أكد رئيس الوزراء في مملكة البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ، بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – يقود الأمة الإسلامية والعربية نحو خيرها وصلاحها ووحدتها وأمنها وأمان شعوبها، مضيفًا «إن خادم الحرمين الشريفين يحمل هموم الأمة وهو من كل خير لها قريب وهو الذي بمبادراته سيعزز أمنها واستقرارها وسيقوي وحدتها وترابطها».

كما أكد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين عمق العلاقات الأخوية والروابط التاريخية التي عززتها المواقف المصيرية والأهداف المشتركة الواحدة التي تجمع المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ، مشيدا في تصريح نقلته وكالة أنباء البحرين، بجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع المتميزة في دعم علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين.

وقال ولي عهد مملكة البحرين إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله هي البيت الجامع الذي يحتضن الجميع لدورها المحوري والفاعل تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، بما يسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة ، مؤكدا أن “مملكة البحرين تثمن عالياً المواقف الكبرى للمملكة العربية السعودية، وأن البلدين الشقيقين جسد واحد إزاء مختلف التحديات، وهو واقع أكدته المواقف التي نحفظها إرثاً كنهج رسخه الآباء والأجداد ونتواصل عليه”.

•• تعاون شامل ••
على الصعيد الاقتصادي تعد المملكة الشريك التجاري الأول للبحرين منذ القدم ، وترجمة لتوجيهات قيادتي البلدين يشهد التعاون التجاري نموا متزايدا ، والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين، حيث أسهم ذلك في تعدد المشروعات الاقتصادية المشتركة بين البلدين الشقيقين.

وتمثل المملكة العربية السعودية عمقًا استراتيجيًا اقتصاديًا لمملكة البحرين كونها سوقًاً اقتصادية كبيرة أمام القطاع الخاص البحريني لترويج البضائع والمنتجات البحرينية، كما تمثل البحرين امتدادًا للسوق السعودية في ترويج البضائع والمنتجات السعودية، وفي هذا الإطار يضطلع مجلس رجال الأعمال البحرينيين والسعوديين بدور كبير في سبيل زيادة حجم الأعمال والمشاريع المشتركة.

ويمثل التعاون في الشأن الثقافي مرآة عاكسة للقواسم والروابط المتجذرة بين الشعبين الشقيقين ، من خلال مايجعهما في المجالات الفنية والأدبية والتراثية والإعلامية، إضافة إلى اهتمام البلدين بتنظيم مهرجانات الأيام الثقافية سنويًا، كما أن البحرين تحرص على المشاركات في فعاليات المهرجانات السعودية ومنها مشاركتها في مهرجان الجنادرية بشكل سنوي.

وفي المجال العسكري يقف البلدان على مسافة واحدة تجاه كل ما يمس أمن المنطقة والخليج، ويتعزز ذلك الوقوف من خلال اللقاءات الدورية بين القيادات العسكرية في البلدين وكذلك تنفيذ في تمارين عسكرية مشتركة بينهما، ففي 29 محرم 1439 هـ اختتمت مناورات التمرين العسكري المشترك «جسر 18» بين القوات البحرية الملكية السعودية ممثلة بالأسطول الشرقي والقوات البحرية الملكية البحرينية في مياه الخليج العربي وكانت على مرحلتين.

ونفذت قوة دفاع البحرين في 20 جمادى الأولى 1439هـ التمرين التعبوي المشترك ( قوة العزم ) بالذخيرة الحية، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وبمشاركة قوات من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس قوة دفاع البحرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *