متابعات

ابتكارات سعودية تبهر العالم

جدة – رانيا الوجيه

قاد شغف البحث والابتكار مجموعة من شباب وفتيات الوطن إلى إبداعات في مجالات مختلفة، استطاعت أن تحقق أصداء عالمية وتتصدر أخبار التكنولوجيا، ومن انتزاع المراكز الأولى في مسابقات مختلفة وهو ما يعكس ما تبذله السعودية من جهود لدعم المخترعين والموهوبين من شباب الوطن وما يملكه هؤلاء الشباب من إبداع وقدرة على المنافسة وإلهام العالم.

البداية مع الطالب مؤيد خياط في كلية علوم وهندسة الحاسب في جامعة جدة الذي نجح في ابتكار خوارزمية ذكاء اصطناعي تساعد على الهبوط الاضطراري الآمن للطائرة من دون طيار وتصدر بذلك أخبار التكنولوجيا في أكثر من 60 صحيفة عالمية. وتم تكريمه من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج ومدير جامعة جدة الدكتور عدنان الحميدان.

وعن فكرة الإختراع والتعرف إلى فكرة اختراع لخوارزمية الذكاء الإصطناعي والهبوط الاضطراري والآمن لطائرات من دون طيار ، يوضح خياط بقوله: الفكرة جاءت بسبب المعاناة من تعطل رحلات التصوير الجوي التي كنت أقوم بها بالطائرات من دون طيار؛ جراء الرياح واصطدامها بالطيور وغير ذلك. والاختراع عبارة عن شيفرة برمجية تتضمن خوارزمية مبرمجة خصيصاً للطائرات من دون طيار للاستخدام الترفيهي والتجاري، تقدم هذه الشيفرة حماية من تعطل المحركات المفاجئ والتعامل مع اتزان الطائرة والهبوط بشكل آمن حتى في أصعب الظروف.

وبدون أدنى شك سيحد الاختراع من مشاكل الطيران ويسهم في السلامة الجوية وبنسبة 70 % من مشاكل السقوط تحديداً، نتكلم اليوم عن حاجة عالمية لأنظمة السلامة الجوية في الطائرات من دون طيار بحكم أنه يمكن لأي شخص استخدامها للأغراض الترفيهية والتجارية.

وعن الأصداء التي نالها الاختراع بشكل رسمي محلياً وعالمياً قال: الاختراع تم تداوله بشكل واسع، وفور انتشار الخبر قدمت شركة صينية عرضاً تتجاوز قيمته 30 ألف دولار أمريكي للخوارزمية والشيفرة البرمجية. ولكن قمت بالرفض لأن كلي ثقة بأنه من الأجدر بنا أن ندعم الصناعة المحلية وأن نطبق هذه الخوارزمية لدينا محلياً في مجال تأمين الطائرات المسيرة من دون طيار. ومن جانب اخر الشباب السعودي عموماً شباب مبدع، وهنا في السعودية، الشباب لا تنقصه الموارد ولا ينقصه العقل ولا تنقصه مصادر التعلم، ولكن تنقصه فقط رغبة مُلحة للابتكار والتفكير خارج الصندوق. وعن الطموحات المستقبلية يقول خياط: طموحاتنا المستقبلية بإذن الله هي في مجال الدفاع الجوي، بحيث نكون قادرين على صناعة منظومة كاملة متخصصة للتصدي للطائرات من دون طيار بجميع أنواعها سواء كانت عسكرية أو ترفيهية أو الخاصة بالتطبيقات الصناعية لحماية المنشآت الحساسة ضد الدرونز.

طوق ذوي الاعاقة
سارة الجبيلان طالبة ابتكرت طوقا يساعد على تشخيص حالات ذوي الإعاقة الفكرية والحالة الصحية والنفسية ، ممن يعانون صعوبة في الحديث ومشكلات في النطق، والذين يصعب عليهم توصيل رغباتهم وما يشعرون به بسهوله للأفراد المحيطين بهم بشكل كاف. وقالت الجبيلان: إن الاختراع عبارة عن طوق يوضع على رأس ذوي الإعاقة الفكرية ، مزود بحساسات يستشعر الإشارات العصبية ويرسلها لاسلكيا عبر تطبيق مثبت على الهاتف النقال، وعندها تترجم هذه الإشارات للغة مفهومة يستطيع الفرد بها معرفة الحالة الصحية والنفسية ومتابعتها باستمرار في زمن وجيز وكفاءة عالية.

وأن فكرة الإبتكار جاءت عندما اطلعت وتعمقت في عالم التقنية، وتحديدا عالم « الربوت» فوجدت أنه بإمكاننا أن نتحكم في الربوت بواسطة دماغه فقط، كما تعمقت في سلسلة البحوث العلمية التي تستهدف فئة ذوي الإعاقة الفكرية بدرجاتها ومن ربط الموضوعين معا استوحت فكرة الابتكار.

وعن تمثيلها المملكة في البرنامج الإقليمي لليونسكو: تقول الجبيلان: طرح المنظمة برنامجا إقليميا تأهيليا في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية يختصه بـ « الوصم والتميز» وأعلنت مؤسسة « موهبة» عن البرنامج، فتقدمت وتم قبولي واختياري لتمثيل المملكة في البرنامج ضمن وفد يمثل رابطة « موهبة» التابع للمؤسسة وللمملكة ، وكانت مدة البرنامج نحو شهر، وكانت المخرجات مرضية جدا، ولكنني ما زلت أحلم بتمثيل المملكة في محافل دولية وعالمية أكبر. ومن جانب اخر تقول الجبيلان : أنصح كل شباب الوطن بالبحث عن الابتكار وتقديم كل ماهو جديد ويخدم الوطن، فالابتكار ليس مجرد فكرة على حبر وورق فقط، بل هم شغف وإلهام وموهبة تمكنك من فعل شيء خارج الصندوق والمألوف وأن تخالف المعتاد لكن بطريقة مميزة، فالإبتكار هو إما خلق فكرة جديدة وإما إضافة جديدة لسلسلة أفكار سابقة. كما أن المملكة توفر بيئة خصبة للابتكار والمبتكرين، فهناك حاضنات ومشاريع ومؤسسات قدمت مبادرات عديدة لتبني الابتكارات والمشاريع الناشئة، وينقصها فقط الدعم الإعلامي ، ونتمنى من الإعلام أن يسلط الضوء على المشاريع الصغيرة، وأن يأخذها بعين الاعتبار والاهتمام، فعادة المشاريع الصغيرة ستصبح عالمية في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *