اجتماعية مقالات الكتاب

الطلاق وأثره الاجتماعي

كان الزواج قديما يرتبط بالاستقرار مدى الحياة ومهما كانت الظروف حلوها ومرها وبجميع المراحل، لأن الأسرة هي اللبنة الاولى الاساس والاهم.

كان عمر الزوجين سابقا صغيراً ومع ذلك تستمر الحياة الزوجية إلى ان يشيخ الزوجان.لان الطلاق يعتبر فضيحة ووصمة عار على العائلة، ولنضج الزوجين وأهلهما في حالة حدوث أي خلاف ،فيتم تقريب وجهات النظر، واخذ التعهد بعدم تكرار الخطأ وضرورة الاحسان للطرف الاخر، ويندر أن يتكرر الخطأ.

كان الزواج يتم على معايير ناضجة من اختيار الزوج او الزوجة الى العائلة للايمان بأن الزواج هو ارتباط بين عائلتين.
اختيار الزوج لدينه ورجولته والزوجة لأخلاقها ثم جمالها حتى بدون الرؤية الشرعية ! ومع ذلك ينجح الزواج لأن الحب ينشأ مع العشرة الطيبة مع التجارب بعد الزواج ويدوم مدى العمر.

الان نسمع عن حدوث مشاكل وغالبا تؤدي الى الطلاق، لان الزواج تم على انتشار المعايير الخاطئة ،مثل جمال الزوجة والاكتفاء الذاتي بمالها او متطلبات سطحية.
يظن الزوج ان الزوجة ستظل (موديل) مثل مشاهير السوشيال ميديا ؟وقد يتضايق منها بعد الحمل والولادة، كما يتضايق من طلباتها لأنه لم يتحمل المسؤولية سابقا.

وكذلك الحال بالنسبة للزوجة تظن انها حصلت على مصباح علاء الدين فتغضب من كلمة (لأ) مهما كان الطلب تافها وتفضل انهاء الزواج قبل أن تتورط أكثر وقبل أن تقع الفأس في الرأس ويترتب على هذا الزواج أبناء!

الزوجان غير ناضجين رغم كبر عمرهما عن الاجيال السابقة ، والأفكار وأنانية ، ومتجردة عن العطاء وتحمل المسؤولية للحفاظ على العلاقة طول العمر! أو الاهتمام بمصلحة الأبناء أولًا وأخيرا وعدم تعريضهم لأي مشاكل مستقبلا.

وللاسف حتى العائلة قد تخبب وتحفز الانانية بين الزوجين ، فأهل الزوج ينحازون لابنهم !وأهل الزوجة ينحازون لجانب ابنتهم ! متجاهلين ما مروا به من مصاعب زوجية ! وكأن أبناءهم أفضل من الناس ليستحقوا حياة غير الحياة الزوجية التي من الطبيعي أن تتواجد بها مشاكل بالذات في بداية الحياة بسبب الخلفية الاجتماعية وبداية امور جديدة على كلا الزوجين.
ونلاحظ حدوث الطلاق حتى بين أزواج طال العمر بينهما بحجة انتهاء المهام بحصول زواج الأبناء، وكأن وظيفة العائلة هي تزويج الابناء والبنات !متجاهلين أن الحياة مراحل ولكل مرحلة مسؤولياتها ومشاكلها للحصول على الرضا والسعادة.
نحتاج تثقيفا مكثفا للأزواج والعوائل لحسن الاختيار وعدم عقد الامال الكبيرة على الطرفين وتعهد الصبر والتحمل مهما حصل.

NUJOODQASSIM@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *