متابعات

عودة آمنة في بيئة محفزة على التعليم

البلاد ـ عبد الهادي المالكي ـ ياسر بن يوسف ـ رانيا الوجيه ـ مرعي عسيري ــ تصوير ــ خالد بن مرضاح

ازدانت الفصول الدراسية للمرحلتين المتوسطة ورياض الأطفال بعودة نحو 3.5 مليون طالب وطالبة ، فيما هيأت المدارس استعداداتها بما يسهم في الحفاظ على سلامة وصحة الطلبة وأسرهم والمجتمع ، بتفعيل برنامج التهيئة النفسية، والعمل على طمأنة الطلبة وأولياء الأمور والأسر بالعودة الحضورية الآمنة، والتفاعل مع الأنشطة التعليمية وفق النماذج التشغيلية للمدارس، والعمل على زيادة الدافعية لمواصلة رحلة التعليم لبناء مستقبل هذا الوطن المعطاء. وفي الوقت نفسه وقف مدراء التعليم خلال جولاتهم أمس على جاهزية المدارس وتنفيذها باقة من برامج التهيئة الإرشادية التي بدأت من خلال منصة مدرستي وروضتي، إلى جانب البرامج المشوقة للتكيف مع الدراسة الحضورية والتعريف بمرافق المدرسة والفصول الدراسية وسط إجراءات احترازية للحفاظ سلامتهم.

من ناحية اخرى كان رجال المرور متواجدين في الشوارع لتنفيذ الخطة المرورية المتزامنة مع اكتمال العودة الحضورية للطلاب وذلك في جميع مناطق المملكة ، وقاموا بتنظيم حركة السير ورفع مستوى السلامة لقائدي المركبات.
وأكد عدد من مديري التعليم انه تم اعتماد العديد من الخطط والبرامج التربوية والتعليمية والإرشادية والإعلامية والصحية والتقنية، بجانب التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية، حرصًا من إدأرات التعليم على توفير بيئة تعليمية جاذبة وآمنة ومحفزة على التعلم .

تعقيم المباني
وقالوا لـ”البلاد” أن الإجراءات تضمنت تهيئة البيئة الصفية والمدرسية من خلال صيانة ونظافة وتعقيم المباني التعليمية، وتوزيع المواد الاحترازية ، وإعادة توزيع الكراسي والطاولات ، وتنظيم مسارات للدخول والخروج، بما يحقق التباعد الجسدي، والتقليل من المخاطر، بالإضافة إلى وضع اللوحات الإرشادية والوقائية والملصقات التوعوية، وتجهيز غرف العزل في حالات الاشتباه أو الإصاب’ لافتين إلى أن برنامج التهيئة يهدف إلى تحقيق التكيّف الاجتماعي لاندماج الطلاب في صفوفهم بعد انقطاعهم عن المدرسة ومراعاة الانفصال التدريجي للطالب عن المنزل والأسرة وضمان الاستقرار النفسي له مع معلمه داخل المدرسة، ومن أهداف البرنامج تحقيق التكامل بين الأسرة والمدرسة بما يساعد على تكيّف واندماج الطلاب في صفوفهم الدراسية.

بناء الثقة
في هذا السياق أبدى عدد من أولياء أمور طلاب المرحلة الابتدائية وابنائهم فرحتهم بعودة لكراسي الدراسة بعد ان امضوا العامين خراج أروقة المدرسة بعد ان عانوا من تريس أبنائهم من خلال المنصة اما بسبب ضعف الاتصال او بسبب عدم فهمهم وتعودهم بالتواصل مع المعلم عن طريق المنصة بعد ان مروا بتجربة الحضوري قبل الجائحة ولمسوا الفرق الواضح ما بين هما.
في البداية يقول ولي الامر محمد الشهري: لقد سعدنا بعودة أبنائنا لكراسي الدراسة بعد انقطاع عامين فقط تعب أولياء الأمور من المنصة ووجدوا معاناة مع ابنائهم فحضور الطالب للمدرسة مهم جدا لما يعطي الطالب من بناء ثقته بنفسة امام زملائه واختلاطه بهم حيث ان ابناءنا اصبحوا ملازمين المنزل ولا يختلطون بأحد الا في فترات متباعدة مع أبناء أقاربهم او الجيران ام في المدرسة في تؤلف فيه حب الاجتماع والتخالط مع الناس وغرس التحدي في التحصيل الدراسي فيما بين الطلاب مواجهة افضل من خلف شاشات الحاسب الالي.

فيما عبر أبنائه الطالبين بندر وعبدالله عن سعادتهم بالحضور والاختلاط بأقرانهم في الصف واعطائهم فرصة التنافس في الدراسة وحتى على مجال التربية البدنية ولعب الكورة مع زملائهم في الفصل.

وقال ولي الامر حسن جعفري نحمد الله على عودة الدراسة بعد ان عانينا مع المنصة وخاصة ان الانترنت شبكته ضعيفة فأصبح انقطاع الاتصال يفوت على أبنائنا الكثير من الحصص مما يوثر على المستوى التحصيلي ويصبح في ظلم للطالب المجتهد.
وقال أبنائه اسامه وايمن وحمزة ان عودة الدراسة الحضورية سعدنا بها لنلتقي بأصحابنا في الصفوف وثانيا من اجل ان نحضر دروسنا مع المعلم في الفصل بالإضافة الى استلام الواجبات في واقتها بعد ان كانت ترسل لنا عبر المنصة وقنوات التواصل مع المعلم والتي قد تأتي بعض الواجبات من بعد الساعة العاشرة مساء بالإضافة الى ارسال واجبات في إجازة نهاية الأسبوع التي هي من حقنا ان نستمتع بها بالخروج مع الاهل للتنزه والتغيير من جوا المنزل والمنصة.

أجواء هادئة
قالت المعلمة سلوناس داغستاني ان العودة للمدارس عودة لنور العلم، وأوجه رسالة لأبنائي الطلبة فأقول لهم افتحوا النوافذ للشمس، ولأرواحكم الصغيرة لتحلق ناحية العلم وضيائه، فهو نوركم غدا، والعلم اليوم يتطلب منكم الجهد والنضال، وسيعقبه غدا تحقيق المنال وان الجهود الكبيرة التي قدمتها الجولة خلال هذه الجائحة كان لها الأثر الكبير والمميزة لا بناءنا وبناتنا الطلاب ولله الحمد.

وأشارت اننا اليوم نقف امام تحدٍ كبير لاستقبال الطلاب على مقاعد الدراسة، بعد انقطاع عامين تقريبا وكلنا حماسة لرؤيتهم، مع حرصنا الشديد على توفير الأجواء الهادئة والمثالية والصحية لهم، حيث تم تجهيز المبنى المدرسي بيئيا وصحيا، وتعمل اللجان منها لجنة إدارة الأزمات المعنية بالوقت الراهن لتطبيق الاحترازات الصحية لجائحة كورونا داخل المدرسة، ونحن على ثقة بأن يباشر الطلبة عامهم الدراسي بنشاط وتشوق للقاء زملائهم ومعلميهم، مع تجربتهم لمتغيرات تربوية واجتماعية وتكنولوجية حديثة.


وفي سياق متصل قال المعلم احمد الغامدي توزع التعليم خلال الجائحة بين التعليم المباشر والمدمج، ولا شك أن هناك فرقا بين النظامين، إلا أن التعليم المباشر يبقى خيارا أفضل من التعليم المدمج، فهو يوفر التواصل بين المعلم والمتعلم وجها لوجه، ما يفرض أجواء أكثر انضباطا وتفاعلًا مع النقاشات والأنشطة والأسئلة، ويخلق علاقات مباشرة بين المعلم والطالب وبين الطلاب ببعضهم بعضا ، مشيرا الي تعزز الجوانب الإيجابية وتعالج السلبيات، وتعزز ثقة أولياء الأمور بالمعلمين والمعلمات، من خلال ما قدمه الميدان من نجاحات في التعليم الحضوري والافتراضي وكذلك من خلال المسؤوليات المشتركة، التي تحملتها الأسر مع المعلمين والمعلمات في تعليم الطلاب، والتي أثبتت أن العملية التعليمية عملية تكاملية وتشاركية».

بيئات مناسبة
وكان مدير عام التعليم في منطقة عسير الدكتور أحمد العُمري، قد وقف على عودة الدراسة الحضورية في ابتدائيتي الحفاير وحمد الشغرود، مؤكدا أن الإدارة العامة بمختلف أقسامها ومكاتبها سخرت كافة الإمكانات لعودة طلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال ، من خلال توفير بيئات تعلم مناسبة للطلاب والطالبات، لافتا إلى أنه تم تنظيم زيارات ميدانية للقيادات التعليمية على مستوى الإدارة ومديري ومديرات المكاتب.
يقول المشرف التربوي من قسم الأرشاد الطلابي بتعليم عسير هادي عبد الله الشهراني قبل ايام اقمنا محاضرة عن بعد بعنوان (التهئيه النفسيه لعودة طلاب المرحلة الأبتدائية) ووجدنا اقبال كبير من اولياء امور الطلاب والطالبات وشرحنا كيفية عودة الطلاب والطالبات في المرحله الابتدائية . وفي محافظة محايل عسير يقول منصور آل شريم مدير تعليم المحافظة استقبلت محافظة محايل وضواحيها صباح أمس الأحد طلاب وطالبات المرحلة الأبتدائية في مدارس المحافظة التى قد سبق وهئيت لبدا الدراسة الحضوريه وشاهدت وزملائي المشرفين والمشرفات والإرشاد الطلابي. احمد العرفجي مدير تعليم رجال المع أوضح أن الدراسة انتظمت في مدارس المحافظة بشكل ممتاز ووجدنا من الأباء والأمهات تعاون كبير واثنوا على فكرة الدراسة الحضورية.

 

استعدادات حماسية
مديرة مدرسة براعم الوطن عبير مطر بقولها: كانت استعداداتنا حماسية جدا عند اعلان عودة الصف الابتدائي للدراسة الحضورية ، بالرغم من أن الوقت كان ضيقا إلا أننا استطعنا العمل على قدم وساق في تجهيزات إستقبال طلابنا في الصف الابتدائي، خلال 10 أيام ، من معلمين وإدارة المدرسة ، كما أن هناك مراحل لمن تأتي ولم تتعرف على المدرسة مرحلة ثالث ابتدائي وأولى ابتدائي وثاني ابتدائي بسبب ظروف الجائحة والتعليم عن بعد ، من جانب اخر وجدنا تعاون مع أولياء الأمور بالرغم من توترهم وقلقهم في بداية الأمر ولكن إستطعنا أن نتعامل مع ذلك القلق من خلال إنشاء حساب على الزووم خاص بأولياء الأمور حتى يستطيعوا متابعة أبنائهم من داخل المدرسة، كما أن هناك إلتزام وتجاوب كبير من الأهالي بوضع المعقمات والوجبات في حقائب الطلاب وأيضا التنبيه على أبنائهم بالإلتزام بالإجراءات الإحترازية أثناء وقتهم داخل المدرسة ، من جانب آخر ستكون الدراسة الحضورية للصف الابتدائي بشكل يومي كون الفصول تستوعب اعداد الطلاب في الفصل الواحد لأن الأعداد من فئة منخفضة ليست كبيرة وتحتاج الى تقسيمهم إلى مجموعات.

 

تحديد المسارات
وتقول المرشدة الطلابية رحمه العبدالله : الاستعدادت للعودة الحضورية لطلاب الابتدائية وتهيئتهم نفسيا بدأت من المنصة ، وفي أول يوم دراسي حضر الطلاب وهم في قمة الحماس لرؤية معلماتهن ، وزميلاتهم من المنصة الى الواقع، ومن أول يوم تم تعريف الطلابات بمسارهم ولكل مسار لكل فصل مميز بلون مختلف ، وتم تقسيم أعداد الطالبات الى مجموعات فئة “أ ، ب، ج” بمواعيد حضورهن الى المدرسة ، كما تم تجهيز غرفة متكاملة للعزل كعيادة مصغرة ، في حال لاسمح الله شعر أحد الطلاب بأعراض أو بأي تعب، أيضا مطلوب من الأهالي الوعي التام وعدم التوتر والقلق والحرص على مصلحة الجميع بحيث إذا كان هناك أي مصاب داخل المنزل أو مخالطة يجب ألا ترسل الطفل ابدا الى المدرسة وإخطار الإدارة بذلك.

الفئة المستثناة من العودة الحضورية

كشفت المتحدثة الرسمية للتعليم العام بوزارة التعليم ابتسام الشهري عن الطلاب المستثنين من العودة الحضورية للدراسة.
وقالت «الشهري» خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزارة الصحة «إن هناك فئة من الطلاب لديهم ظروف صحية معتمدة من هيئة الصحة العامة (وقاية)، ستكون دراستهم عن بُعد حفاظا على سلامتهم». من جهتها أكدت هيئة الصحة العامة (وقاية) أن 11 فئة من الطلاب من ذوي الأمراض مستثنون من الدوام الحضوري للفئة العمرية أقل من 12 عاماً، الذي سيبدأ اعتباراً من يوم الأحد القادم الموافق للعشرين من شهر جمادى الآخرة الجاري، وتشمل: مرضى السكري النوع الأول، والسمنة المفرطة، ونقص الوزن، وأمراض القلب، والأوعية الدموية الخلقية، وأمراض الرئة المزمنة، وأمراض الكلية المزمنة، وأمراض ضمور العضلات والأعصاب، وأمراض فقر الدم، والأمراض المتعلقة بالمناعة، والأمراض الجينية.
وأوضحت وقاية أن أي أطفال لديهم أشقاء لديهم عوامل خطورة عالية مذكورة من ضمن هذه الأمراض، أو الأطفال الذين لديهم أشقاء أو أولياء أمور معفيين من تلقي لقاحات كورونا يعتبرون مستثنين من الحضور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *