الدولية

روسيا تضع قوات الردع النووي بحالة تأهب قصوى

موسكو – البلاد

صعّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لهجته إلى أقصى حد أمس (الأحد)، موجها وزارة الدفاع بتحويل قوات الردع النووي إلى نظام الاستعداد القتالي، بالمقابل وافقت أوكرانيا على إجراء محادثات مع روسيا على الحدود بين بيلاروس وأوكرانيا، وفقا لما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما قال وزير خارجية أوكرانيا إن بلاده لن تستسلم خلال المحادثات التي بدأت فعليا أمس، مضيفا: نحن ننزف ولكن لن نسقط. وتدخل الحرب الروسية الأوكرانية، يومها الرابع، في وقت وصل القتال إلى مشارف العاصمة الأوكرانية كييف، وقت أمر بوتين القيادة العسكرية بـ”وضع قوات الردع النووي في حالة تأهب قصوى بعد التصريحات العدوانية من دول حلف شمال الأطلسي”. وقال: “الغرب لا يتخذ خطوات عدائية اقتصادية فحسب بل أدلى مسؤولون بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بتصريحات عدوانية ضد بلادنا”.

وقوات الردع هي مجموعة من الوحدات هدفها صد أي هجوم على البلاد “بما في ذلك احتمال نشوب حرب تتضمن استخدام أسلحة نووية”، بحسب وزارة الدفاع الروسية، كما أنها مجهزة بصواريخ وقاذفات استراتيجية وغواصات وسفن. وتتضمن درعا مضادة للصواريخ وأنظمة مراقبة جوية ودفاعات مضادة للطائرات وللأقمار الصناعية.

وعلى وقع الحرب في أوكرانيا، يتزايد التوتر بين الغرب وروسيا، إذ تفرض دول كبرى عقوبات اقتصادية قاسية على السلطات والمسؤولين الروس، ودشنت عملية إغلاق لمجالها الجوي أمام الطائرات المدنية الروسية، فقد أعلنت كل من إيطاليا، هولندا، ألمانيا، السويد، بجليكا، بريطانيا، فرنسا، فنلندا، والنمسا، إغلاق الأجواء أمام رحلات الطيران الروسية، بينما قال زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إن الحلفاء الغربيين قرروا فصل “بنوك روسية معينة” عن نظام التراسل العالمي بين البنوك المعروف باسم سويفت.

وأكد مسؤول السياسة الخارجية والأمن الأوروبية جوزيب بوريل أنه سيعرض على وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اقتراحين بشأن تسليح الجيش الأوكراني. ويقضي الاقتراح الأول بتمويل مشتريات الجيش الأوكراني من الأسلحة والذخيرة، أما الاقتراح الثاني يتمثل في تمويل مشتريات القوات الأكرانية من العتاد غير الفتاك. واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، وفقا لشبكة “سي بي إس إن”، أن الأمر الذي أصدره بوتين بشأن القوات النووية يظهر أنه يصعد الصراع بطريقة غير مقبولة، مشددة على أن “طريقة التصعيد هذه غير مقبولة على الإطلاق”، مضيفة “علينا أن نواصل وقف أفعال الرئيس الروسي بأقوى طريقة ممكنة”. وأعلنت الولايات المتحدة، أنها سترسل مساعدات إنسانية جديدة لأوكرانيا بقيمة 54 مليون دولار فيما تعاني البلاد جراء الهجوم الروسي. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، إن هذه المساعدة تشمل “توفير الغذاء ومياه الشرب والمأوى والرعاية الصحية الطارئة والاستعداد لمواجهة الشتاء والحماية”. وحشدت العديد من الدول الأوروبية فضلا عن الولايات المتحدة والناتو، قوات عسكرية في دول قريبة من أوكرانيا، بعد أن أطلقت القوات الروسية عملية عسكرية، ودخلت الشرق الأوكراني، كما قصفت العاصمة كييف، عقب حشد آلاف الجنود على حدود الجارة الغربية على مدى الأشهر الماضية.

من جهته، كشف رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، أمس، أنه لا توجد قوات روسية في العاصمة الأوكرانية المتمسكة بدفاعاتها في مواجهة الهجوم، مشيراً إلى أن الأولوية هي الدفاع عن أوكرانيا. وأكد مقتل 15 مدنياً في العاصمة اليوم بينهم طفل، موضحاً أن 31 شخصاً في المجمل لقوا حتفهم في كييف منذ بدء الهجمات منهم تسعة مدنيين في حين أصيب 106 بجروح، بينما كشفت الداخلية الأوكرانية أن آليات عسكرية روسية تتجه لكييف، مؤكدة أنها مستعدة للمواجهة. في موازاة ذلك، أفادت وسائل إعلام أوكرانية بحدوث انفجار قوي هزّ العاصمة كييف. وقالت وسائل إعلام أن خط أنابيب غاز في مدينة فاسيلكيف على بعد 30 كلم من كييف تعرض للقصف. وأظهرت مقاطع مصورة أعمدة الدخان تتصاعد، فيما تحدثت مصادر عن استهداف مستودع للنفط في المدينة.

إلى ذلك، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأحد أن أكثر من 368 ألف شخص فروا من أوكرانيا بعد الهجوم الروسي. وقالت المفوضية في تغريدة “بات العدد الإجمالي حاليا 368 ألفا ويواصل ارتفاعه”، مضيفا أن العدد الجديد مبني على “بيانات قدّمتها السلطات الوطنية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *