الدولية

أوكرانيا تشترط وقف النار وإعادة “القرم”.. وروسيا تتأنى

كييف – البلاد

بينما تواصلت العملية الروسية في أوكرانيا لليوم الخامس على التوالي، أمس (الاثنين)، بغارة جوية على كييف بعد ساعتين من الغارة الأولى التي ضربت العاصمة، أكدت الرئاسة الأوكرانية أن الهدف الرئيسي من المحادثات الجارية على الحدود البيلاروسية هو وقف النار فورا، وسحب القوات الروسية، وبحث التهدئة بين البلدين.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الوفد الذي يقوده وزير الدفاع أليكسي رزنيكوف، بالإضافة إلى المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك، سيطالب الروس بالانسحاب من كل الأراضي التي دخلوها بما في ذلك القرم ودونباس. بالمقابل رفض الكرملين التعليق على الهدف الأوكراني من المحادثات. وقال المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، إن “عملية التفاوض بدأت للتو فلننتظر ونرى”، مشددا على وجوب أن تجري المحادثات في جو هادئ وصامت، دون ضوضاء وصخب. وكان المفاوض الروسي ومستشار الكرملين فلاديمير مدينسكي، أكد أمس من الحدود البيلاروسية، حيث انطلقت المفاوضات، أن موسكو تريد التوصل إلى “اتفاق” مع كييف. ورأى في تصريحات للتلفزيون الروسي أنه “كلما طال النزاع لساعة إضافية قضى مواطنون وجنود أوكرانيون”. وأضاف “اتفقنا على التوصل إلى اتفاق، لكن يجب أن يصب في مصلحة الطرفين”، فيما أشار أحد أعضاء الوفد الأوكراني إلى أنهم سيستمعون إلى كل المقترحات الروسية.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجنود الروس إلى “إلقاء السلاح”، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تدافع عن بلدها ولا تتحمل أي مسؤولية عن إراقة الدماء، مشيراً إلى أن نحو 5200 من القوات الروسية قتلوا خلال المعارك، مطالبا بانضمام بلاده فوراً إلى الاتحاد الأوروبي، لافتاً إلى أنه ناقش مع قادة الدول الأوروبية تشكيل اتحاد لمواجهة روسيا. وقال إن العقوبات الغربية لها تأثير كبير على الاقتصاد الروسي.
ومع تأكيد الاتحاد الأوروبي عزمة تمويل تزويد كييف بالأسلحة من أجل مواجهة العملية العسكرية الروسية التي دخلت أمس يومها الخامس، اعتبر الجيش الأوكراني أن الحرب لم تعد مقتصرة على بلاده والقوات الروسية، بل أضحت أوروبية شاملة، مؤكدا وجود زيادة ملحوظة في عدد الدول التي ترسل للقوات الأوكرانية المعدات العسكرية، مضيفا أن نصف دول أوروبا بات تساعد كييف بالأسلحة والمعدات.

وشدد وزير الدفاع، ألكسي ريزنيكوف، على أن العملية العسكرية الروسية أصبحت حربا أوروبية شاملة. وأضاف: “أصبحت الحرب أوروبية. لقد أدركت أخيراً بهذه الطريقة. نصف أوروبا تقوم بالفعل بجمع وتعبئة وحمل الأسلحة والمعدات المدرعة”. بالتزامن اعتبر ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد يشهد حربا شاملة على حدوده، كما أعلن أن وزراء دفاع الاتحاد سوف يناقشون خطة لتمويل مشترك من أجل تسليم أسلحة بقيمة 500 مليون يورو لأوكرانيا، بينما فرض الغرب عقوبات قاسية على روسيا، جراء إطلاقها هجوما عسكريا على الأراضي الأوكرانية، ما استدعى استنكارا واسعا من قبل المجتمع الدولي، كما فرضت الخزانة الأمريكية، أمس، حظرا فوريا لأي تعامل مع المصرف المركزي الروسي، ورجح العديد من المسؤولين الأمريكيين أن تشل تلك الخطوة قدرة موسكو على نقل الأموال. وكررت الولايات المتحدة، موقفها الثابت من ضرورة محاسبة روسيا على العملية العسكرية التي أطلقتها ضد أوكرانيا، فيما أقرت موسكو أن تلك الإجراءات قوية ومؤلمة، إلا أن المتحدث باسم الكرملين، أكد أن لدى بلاده خطة للرد عليها، مشددا على أن روسيا لديها القدرة على تعويض الأضرار. واتهم الكرملين الاتحاد الأوروبي بالتصرف بعدوانية تجاه موسكو، قائلا إن إمدادات الأسلحة لأوكرانيا خطيرة ومزعزعة للاستقرار، وأثبتت أن بلاده كانت محقة في جهودها لنزع سلاح جارتها الغربية.

وتعليقا على إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الطلب من قوات الردع النووية البقاء في حالة تأهب، وصف رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، تلك التصرفات بالترهيب الجيوسياسي الذي يهدف إلى خلق رعب دولي، حاثا الدول الأوروبية على الرد بحزم وصلابة على مثل تلك المواقف. من جهته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أنه تحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤكداً أن دول الحلف تكثف دعمها لأوكرانيا بصواريخ الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للدبابات.
إلى ذلك، أعرب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عن القلق إزاء تطورات الأحداث الجارية في أوكرانيا وتأييد جميع الجهود الرامية لحل الأزمة من خلال الحوار والدبلوماسية وبما يحفظ أمن وسلامة الشعوب في هذه المنطقة المهمة من العالم، مؤكدا أهمية احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ودعم المساعي الهادفة إلى تخفيف حدة التوتر والدعوة للشروع في إجراءات التهدئة وضبط النفس وبما يكفل عودة الاستقرار والسماح بعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *