الإقتصاد

شوكولاتة العيد .. سعادة وموسم أرزاق

جدة – عبد الهادي المالكي

في عيد الفطر يكون للشيكولاتة المكان الأهم في قائمة أولويات الأسر وميزانيتها لهذه المناسبة ، فهي متعة الكثيرين وعنوان تحية الضيوف. وتشهد محلات التسوق إقبالا كبيرا هذه الأيام طلبا لمنتجات الشيكولاته بأنواعها وأسعارها، وعبواتها التي تليق بهذا المنتج المحبب اسما ومذاقا لدى عشاقه. في التالي نرصد حجم سوق الشيكولاتة في المملكة واستثمارات صناعتها وحجم الاستيراد لتلبية احتيجات السوق وأذواق المستهلكين.
الشيوكولاتة منتج غذائي يحبه مليارات البشر بمختلف الأجيال في العالم على مدار العام ، كما تدخل في العديد من الاستخدامات ، كصناعة أنواع الحلويات الأخرى التي تتناسب مع مختلف أذواق الناس في الاستهلاك اليومي والمناسبات كالأفراح.
وفي المملكة يشير مستثمرون بقطاع الحلويات ، إلى ان ذروة مبيعات الشيكولاته يكون عادة خلال موسم عيد الفطر الذي يمثل أكثر من 40 % من إجمالي المبيعات بعائدات تزيد 6 مليارات ريال ، وتختلف الأسعار في المواسم عن الأيام العادية وكذلك من صنف إلى آخر ، وحسب العرض والطلب والجودة وبلد المنشأ.

خارطة الاستثمار
يعكس حجم الاستثمار في التصنيع والاستيراد والتسويق، الطلب المتنامي لمنتجات الشيكولاتة، حيث يقدر الاستثمار في هذا القطاع بالمملكة بحوالي 35 مليار ريال، تم ضخها في 1066 مصنعاً، طبقا لتقرير المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية ، الذي يسلط الضوء على تفاصيل القطاع ، ومنها أن الاستثمار في مصانع الحلويات والشوكولاتة يشكّل 1.38% من إجمالي الاستثمارات في المصانع السعودية، وبلغت نسبة المستثمرين السعوديين 92 %، والاستثمارات الأجنبية 3 %، فيما توزعت 5 % بين رؤوس أموال مشتركة.
من الناحية الجغرافية تسنحوذ منطقة الرياض على النصيب الأكبر من عدد المصانع بـ 377 مصنعاً تمثّل 35% من إجمالي عدد المصانع، تليها منطقة مكة المكرمة بعدد 294 مصنعاً، فيما بلغ عدد مصانع الحلويات والشوكولاتة في منطقة القصيم 133 مصنعاً.
أما حجم المنشآت الصناعية العاملة في نشاط الحلويات والشوكولاتة، فشكلت المصانع الكبيرة 50 %، فيما بلغت حصة المنشآت الصغيرة 36%، و14% للمنشآت المتوسطة.
أما توزيع المصانع بحسب حجم الاستثمار، فتأتي مصانع (الجاتوه) و(البيتيفور) والكعك أولاً بـ 235 مصنعاً باستثمارات تصل إلى 11.9 مليار ريال، ثم مصانع (البقلاوة) و(الكنافة) والمعمول بـ 430 مصنعاً يبلغ حجم استثمارها 9.2 مليارات ريال، وحلّت مصانع الكاكاو على شكل كتل أو معجون ثالثة بـ 134 مصنعاً وصل حجم استثمارها إلى 5.6 مليارات ريال، تليها مصانع الحلويات السكرية التي بلغ عددها 123 مصنعاً باستثمار يفوق 3.3 مليارات ريال.
أيضا ، وبحسب تقرير وزارة الصناعة ، يبلغ عدد مصانع الشوكولاتة البيضاء يبلغ 73 مصنعاً بإجمالي استثمارات يزيد على 3.2 مليارات ريال، وبحسب نوعية المنتجات النهائية جاءت مصانع معمول التمر في المرتبة الأولى بـ 81 مصنعاً، ثم مصانع الشوكولاتة بـ 55 مصنعاً، وحلّت مصانع الكيك ثالثة بـ 43 مصنعاً.

فنون وأذواق
لكن ماذا عن الطلب ورغبات المستهلكين في رحلة التسوق لهذه المنتجات؟
يقول المستثمر فارس العنزي صاحب مصنع شوكولاتة: لقد اختلفت الطلبات على الحلويات والشوكولاتة عما كان في الماضي نظر لتغير الأجيال وأيضا تطور هذه المنتجات ، حيث أصبح كل جيل له مزاجه الخاص في الحلويات خلال العيد وحتى طوال العام ، فكبار السن يميلون بدرجة أكبر الى الحلو من المعجنات كالمعمول والصناعات اليدوية المنزلية الشعبية التي اعتادوا عليها وتناسب صحتهم وأعمارهم ، ويرون أنهم تجاوزوا الطلب على الحلوى المركزة كالشيكولاته ، مع أنهم يهادون بها أحبائهم وأحفادهم .
اما الشباب فيرغبون في الشوكولاتة بكافة أنواعها ، وكلك النساء بشكل عام ، ويتناولونها وحها أو مع مشروب ساخن. اما الصغار فتستهويهم الحلويات ذات الطابع الذي يحتوي على منكهات صناعية ، والتي يجدونها بكثرة في كافة محلات التموينات الصغيرة منها والكبيرة ، لذا تتجه الكثير من المصانع إلى تشغيل خطوط انتاج لحلوى الأطفال ذات التغليف الجذاب الذي هو العامل الأهم في إقبال الأطفال على هذه المنتجات ، وهي رخيصة لكنها سريعة البيع.
أيضا لا ننسى ان مادة الكاكاو أصبح لها جانب إيجابي في تسويق المعجنات حيث هناك من يقوم بتغطية التمور بالشوكولاتة لتقديم أذواق جديدة ترفع من معدلات بيعها ، وفي كل الأحوال تختلف الأذواق تجاه أنواع الحلويات وطريقة صناعتها من منطقة لأخرى ، لكن تظل الشيكولاتة حالة خاصة في السوق خاصة في المناسبات كالعيد والهدايا ، بل تأخذ اشكالا وقوالب ويبدع فيها فنانون متخصصون لطرحها في المناسبات.


أنواع وفروقات
سألت رجل الأعمال فارس العنزي عن أنواع الشوكولاتة .. وسر فروقات صناعتها؟ فأجاب:
هناك عدة أنواع منها يميزها المستهلك بسهولة خاصة محبيها الذين يقبلون على أنواع بعينها اعتادوا على مذاقها ويدركون اختلاف مكوناتها وشكلها حتى من مغلفاتها، ومن هذه الأصناف:
• الشوكولاتة السوداء: الشوكولاتة السوداء هي الأغنى في مادة الكاكاو ، لذا تسمى أيضاً بـ “الشوكولاتة النقية” أو الغامقة، وتحضر بإضافة السكر والدهون ونسبة ضئيلة من الحليب قياسا بمعجون الكاكاو الذي هو الغالب ، وتعّد الأنواع التي تحتوي فيها على نسبة كاكاو 99% هي أغلى أنواع الشوكولاتة.
• الشوكولاتة بالحليب: تصنع هذه الشوكولاتة بإضافة مسحوق الكاكاو إلى الحليب سواء كانَ حليباً سائلاً أو مكثفاً أو جافاً، وغالباً ما تحتوي هذه المنتجات على 20% من الكاكاو كحد أقصى. وهذا النوع من الشوكولاتة يتوفر بشكلين الشوكولاتة بالحليب الصلبة، والشوكولاتة بالحليب السائل.
• الشوكولاتة البيضاء: هذا النوع من الشوكولاتة تتكون من الحليب والزبدة والكاكاو والسكر.

• الشوكلاته المعدلة ولهاعدة أنواع:
– الشوكولاتة غير المحلاّة ، وتعرف أيضاً بشوكولاتة الخبز أو الطبخ، وهذا النوع من الشوكولاتة يصنع بإضافة نوع خاص من الدهون إلى مطحون بذور الكاكاو المحمصة، والسكر أيضاً وهذا النوع من الشوكولاتة يمتاز بطعمه العميق، ويستخدم في صناعة الحلويات والكيك، والبسكويت.
– الشوكولاتة نصف المحلّاة ، وتصنع بخلط مقدار من السكر يساوي نصف مقدار مطحون الكاكاو، وغالباً ما تستخدم هذه الشوكولاتة في الطهي. الشوكولاتة المرة: وتسمى أيضاً بالشوكولاتة غير المحلاّة، وهي أيضاً عبارة عن مستحلب الشوكولاتة، وتصنع هذه الشوكولاتة من خلال إضافة زبدة الكاكاو والفانيليا وبعض السكر، إلى مطحون الكاكاو، كما أن نسبة السكر والخميرة في هذا النوع من الشوكولاتة أقل بكثير من الشوكولاتة النصف حلوة.
لكن هذه الشوكولاتة تتطابق مع الشوكولاتة النصف حلوة في طريقة تصنيعها، وهناك العديد من العلامات التجارية المطبوعة على غلاف هذا النوع ، حيث يحتوي على توضيحات عن زبدة الكاكاو ومستحلب الشوكولاتة ، وهناك علاقة عكسية بين نسبة الكاكاو وحلاوة الشوكولاتة، أي كلما ارتفعت نسبة الشوكولاتة قلت نسبة حلاوة الشوكولاتة.
* الشوكولاتة المركبة: هذه الشوكولاتة تجمع بين الدهون الاستوائية والدهون النباتية، وغالباً ما تكون هذه الدهون مدرجة وهذه الدهون تستخدم كبديل لزبدة الكاكاو، وهذا النوع من الشوكولاتة يستخدم لطلاء الحلويات.

رحلة الشيكولاتة

عرف العالم شجرة الكاكاو منذ القدم ، لكن أول مصنع شيكولاتة تم افتتاحه في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1765 م بولاية ماساتشوستس. وفي عام 1828 اخترع الكيميائي الهولندي “فان هوتين” أول ماكينة لإزالة نصف الدهون الطبيعية من الكاكاو المر ، وتحويله إلى قوالب ، واصبحت مرغوبة بشكل كبير في انحاء العالم ، لتتقدم صناعة الشوكولاتة وزيادة الإنتاج بالتقنيات الحديثة.
وبعد أن عرفت أوروبا الشوكولاتة بدأت في تطوير نكهاتها وأنواعها المختلفة ، وإلى جانب المانيا وسويسرا وفرنسا ، تشتهر بلجيكا في صناعة الشوكولاتة على مدار قرن و نصف ، ويوجد بها متحف كبير يحتوي على مجسمات من الشوكولاتة توثق اختراعات الأصناف واسمائها.

معلومات تهمك

يُطلق على الشوكولاته تسمية “دواء السعادة” لاحتوائها على مادة التريبتوفان التي تساعد الدماغ على إفراز هرمون السيروتونين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن شعورنا بالسعادة والرضا. كذلك تحتوي على مادة “الفينيثيلامين”، وهي مادة طبيعية تعمل كمضاد للإكتئاب، وتعمل على تحفيز مراكز السعادة في الدماغ ، كما أن الشوكولاته الداكنة تحتوي على مضادات الأكسدة التي تؤخر الشيخوخة، وتحافظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي.
لكن يوصي خبراء التغذية بالاعتدال في تناولها لما تحتويه على مادة “الثيوبرومين” التي تماثل إلى حد ما الكافيين الموجود في الشاي والقهوة، وتحمل نفس التأثير في الدماغ لجهة اليقظة والنشاط ، كما ينصحوا عشاق الشوكولاتة بالتقليل من تناول أصنافها البيضاء مهما كانت حشواتها لذيذة، نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون ، ناهيك الأنواع المحلاة بالنسبة لمرضى السكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *