الدولية

خلافات عميقة حد التصفية بصفوف الحوثي

البلاد – محمد عمر

يتوسع الخلاف داخل صفوف مليشيا الحوثي الانقلابية لحد تصفية قيادت عليا في التنظيم، إذ كشف قيادي سابق في الميليشات أنه تلقى رسالة تحذيرية من الحوثيين تهدد باغتياله، محملا إياهم المسؤولية كاملة في حالة تصفيته، مؤكداً أن أحد قيادات الحوثي أرسل له مقطع فيديو، يتضمن تحذيره من وجود طرف ثالث يستغل الوضع للاعتداء عليه. وقال رئيس المكتب السياسي السابق للحوثيين صالح هبرة على صفحته الرسمية على “فيسبوك” مخاطباً الحوثيين: “لا يوجد لا طرف ثانٍ، ولا ثالث، أنتم الطرف الأول والثاني والثالث”، مشيراً إلى محاولة قتل سابقة طالته والدكتور عبد الكريم جدبان (برلماني حوثي اغتيل في 2013)، سارداً قصة محاولة قتله مع جدبان عام 2008 قائلاً: “اقتحم الحوثيون منزلًا كان يسكن به وطوقوه من كل جانب، وكان حينها جدبان ضيفًا عنده ثم دخلوا وهم يشهرون أسلحتهم في وجهه فرفض، وقالوا له: معنا توجيهات- كانت بحسب كلامهم فيما بعد- تتضمن اعتقال جدبان، فإن رفض فاقتلوه، فإن اعترض عليه (أي صالح هبرة) فاقتلوهما معا”، مضيفاً: “هذا التصرف تم مع برلماني يمتلك حصانة ومعروف بدوره، وكان نازلًا من صنعاء برسالة تتضمن وقف الحرب عليهم – أي الحوثيين – ومع ذلك لم تشفع له عندهم تلك المواقف فكيف بنا اليوم؟ هكذا يحول الفكر المتطرف أتباعه إلى وحوش”. وتعيش مليشيا الحوثي انقسامات حادة للغاية منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث دخلت قيادات في خلافات حادة مع نظرائهم في الجماعة الإرهابية منذ سنوات بعد إقصائهم من جميع مناصب الجماعة، ضمن صراعات الأجنحة المبكر داخل صفوف ميليشيا الحوثي.

وبينما تواصل المليشيا خروقاتها للهدنة الأممية، أكد مجلس القيادة الرئاسى في اليمن التزام ضبط النفس تجاه هذه الخروقات لما يخدم استمرار الهدنة الأممية، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فرضها الحوثيون، وذلك خلال اجتماع عقده المجلس أمس (السبت)، للاطلاع على تقارير بشأن الوضع العسكري والاقتصادي، إضافة الى مستجدات المفاوضات الجارية لإنهاء حصار المليشيات الحوثية عن مدينة تعز، والمحافظات الأخرى. واستمع مجلس القيادة الرئاسي إلى تقرير من وزير الدفاع، الفريق محمد المقدشي، حول خروقات المليشيا الحوثية للهدنة الأممية على مختلف الجبهات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش والمقاومة. وأشار تقرير وزير الدفاع إلى أن مليشيات الحوثي مستمرة بدفع المزيد من مسلحيها المغرر بهم الى مناطق التماس المختلفة. وفي هذا السياق، جدد التأكيد مجلس القيادة الرئاسي على الالتزام بضبط النفس إزاء خروقات مليشيا الحوثي بما يخدم استمرار الهدنة وتخفيف الأوضاع الإنسانية في البلاد. إلى ذلك، قال السفير الصيني لدى اليمن كانغ يونغ لـ”البلاد”، إن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي له أهمية كبيرة فهو يفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن مع أمل في حل الأزمة، من واقع الروح الوطنية التي يعمل بها في ظل التعاون والتشاور لخدمة الشعب. وأضاف: “نحن على يقين بأن المجلس سيحقق النجاح في اتجاه حل الأزمة اليمنية في وقت مبكر ليعود السلام والخير إلى الأراضي اليمنية”، معتبراً أن الجهود الخليجية ستلعب دورًا بارزًا في حل الأزمة وتحقيق السلام والأمن الاستقرار لليمن.

ونوه السفير الصيني، بجهود المملكة تجاه اليمن، مؤكدًا أنها تسعى لحفظ أمن واستقرار شقيقتها وجارتها، وبالتالي لم تتوقف عن تقديم المساعدات لإنهاء الأزمة؛ إذ نجحت في تقريب وجهات النظر بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للتوصل إلى “اتفاق الرياض”، كما طرحت مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن، وأعلنت “مبادرة السلام” المتمثلة في إنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حل سياسي شامل، وقدمت دعمًا محوريًا للمشاورات اليمنية – اليمنية برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتابع: “ظلت المملكة تقدم مساعدات كثيرة لليمن عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وتنفيذ مشاريع تنموية عديدة في اليمن”. وأشار إلى أن الجهود السعودية تعكس الموقف الصادق لدعم اليمن وروح المساعدة بين الدول الشقيقة، كما يعكس دعم المملكة لليمن الشعور العميق بين الأشقاء العرب. ولفت كانغ يونغ إلى أن دول الخليج بشكل عام تولي مزيدًا من الاهتمام بالسلام والتنمية في المنطقة، وتعرف بشكل أكبر دور اليمن المهم؛ لذلك تسعى بجدية كبيرة لحل الأزمة وتوفير الأمن للشعب اليمني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *