الدولية

المرتزقة يهددون أمن واستقرار ليبيا

طرابلس – البلاد

كشف تقرير سنوي لخبراء الأمم المتحدة حول ليبيا، تم تقديمه إلى مجلس الأمن، أن حظر الأسلحة الأممي على ليبيا المفروض منذ عام 2011 لا يزال غير فعَّال، مشدداً في الوقت عينه على أن وجود مرتزقة أجانب يشكّل خطراً على أمن المنطقة، كما أفاد بأن دولًا أعضاء في الأمم المتحدة تواصل انتهاكها مع إفلات تام من العقاب بإرسالها أسلحة. وأكد التقرير أن القسم الأكبر من الأراضي الليبية لا يزال تحت سيطرة جماعات مسلحة، وفقًا لوكالة “فرانس برس”، معتبرًا أن أن استمرار وجود مقاتلين أجانب وشركات عسكرية خاصة في البلاد لا يزال يشكل تهديدًا خطيرًا على أمن ليبيا والمنطقة برمّتها، متهمصا مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة بزرع ألغام في مناطق مدنية في ليبيا دون تحديد مواقعها. وشجب الخبراء الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي على نطاق واسع في ظل إفلات تام من العقاب، مؤكدين أنهم رصدوا حالات قرصنة بحرية ضد سفن تجارية. وشددت منظمة الأمم المتحدة على أهمية التمسك بالقرارات الأممية لجهة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، معتبرة إياها “نقطة جوهرية”، مطالبة بوجوب تعزيز هذا القرار.

وشهدت ليبيا الغارقة في الاقتتال منذ سنوات حوادث كثيرة فقد رصدت سفن مشبوهة في موانئ ونقاط مختلفة، بالإضافة إلى رحلات عسكرية ومهابط. في حين وصل إليها آلاف المرتزقة توالت الدعوات الدولية خلال السنوات الماضية، حتى بدأت مراحل إبعادهم بعد مؤتمرات شددت على وجود طرد كافة القوات الأجنبية. ويتصاعد التوتر بين رئيس حكومة الوحدة المقالة عبد الحميد الدبيبة والحكومة المكلفة فتحي باشاغا؛ إذ كرر الأخير التأكيد مجددًا أنه لا ينوي دخول طرابلس، فبعد أن أثارت محاولته الانتقال إلى العاصمة الأسبوع الماضي، اشتباكات ومخاوف من عودة الصراع والاقتتال، شدد باشاغا على ألا خطط لديه في الوقت الراهن للعمل من طرابلس. وقال: إن حكومته ستباشر عملها من مقرها الرئيس في مدينة سرت، على ساحل البحر المتوسط. وأضاف: “قلت إنني لن أدخل العاصمة ما لم تكن الظروف مواتية بنسبة 100 %”، مشككًا في قدرة خصمه على توحيد البلاد وتنظيم الانتخابات، زاعمًا أن الدبيبة لا يحظى بما يكفي من الولاء خارج طرابلس. وأوضح باشاغا أن حكومته تبحث إجراء انتخابات على مستوى البلاد في غضون 14 شهرًا. وازداد الخلاف بين الحكومتين، بعد اندلاع نزاع مسلّح الأسبوع الماضي، إثر محاولة باشاغا الدخول إلى طرابلس للمطالبة بالسلطة، فيما جوبهت خطوته هذه بردّ عنيف من قبل المجموعات الموالية للدبيبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *