اجتماعية مقالات الكتاب

الصدمة

إن كل فرد منا مُعرض لحالة صدمة في فترة ما في حياته، و هذا هو ديدن الحياة؛ إذ إن هذه الصدمات والظروف التي أوجدتها أمر لابد منه، ولكن يأتي السؤال المهم.. ماذا بعد الصدمة؟ وهل تم التعامل معها بشكل آمن أم أنها مازالت ترسباتها متشبثة بنا وتعيقنا؟

تعد الصدمة إصابة، وقد تكون إصابة نفسية بليغة ومؤلمة جدا للفرد؛ إذ إن بعض الصدمات تحدث أثرًا بليغًا في نفسية الفرد، وقد تحدثُ أذى في عقل الفرد، وذلك بسبب حالة التوتر، و القلق والتفكير والضغط النفسي الذي يتعرض له، مما يزيد من حدة الصدمة.

إن آلية التعامل مع الصدمات يجب أن تمر ببعض المراحل لتفادي الآثار السلبية المترتبة عليها، بعد وقوعها. ويعد الاتزان في تلقي الصدمة أهم عامل؛ حيث إن الفرد كلما كان متزنًا في تلقي الصدمة كلما خفف على ذاته من وطأتها وساعد نفسه على تجاوزها بسلام وهدوء.

ومن المهم جدا على الفرد في هذه المرحلة ألا يظن أنه مسؤول عن سبب حدوث الصدمة، فلا يلقي اللوم على نفسه، ويعاقبها ويشعرها بالذنب، وكذلك عليه أن يتعامل مع الصدمة على أنها مشكلة وقعت في وقت ما، ولا يظن أنها ستؤثر على حياته بالكلية.

كذلك على الفرد ألا يربط هذه الصدمة بحياته كلها، فيبني فكرة أن حياته تأثرت بشكل كامل وتتأثر بسبب هذه الصدمة و علينا أن نؤمن بأن هذه الصدمات وجدت لتصنعنا ولتصقلنا؛ لنكون أفضل حالًا بعدما تعرضنا لها وأن الحياة مستمرة، فعلينا ألا نوقف حياتنا بأكملها بسببها.

ولا ننسى أن ننظر إلى الجانب الإيجابي لهذه المشكلات، و الصدمات حيث إننا نصبح أكثر خبرة وأكثر دراية بطرق إدارتها.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *