الدولية

ضخ الأسلحة يطيل الصراع بأوكرانيا

موسكو – البلاد

بينما يتواصل تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا لمواجهة موسكو، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أن تلك التصرفات من شأنها أن تطيل أمد الصراع، مؤكدا أن توريد أنظمة دفاع جوي متوسطة وطويلة المدى إلى القوات الأوكرانية من قبل الولايات المتحدة، ستكون له نتائج عكسية وضارة. وقال لافروف في ختام اجتماع وزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين: إن التصريحات الغربية حول عدم جواز استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف في هذه المرحلة أشبه بالـ”الفصام”، مشيرا إلى أن الغرب يغرق القوات الأوكرانية بالسلاح، معتبرا أنه لا يجوز في الوقت الحالي العودة إلى طاولة المفاوضات. وفيما يتعلق بتعزيز الناتو لوجوده على الجانب الشرقي، اعتبر أن هذا التصرف “استمرار لنهج توسعي غير مقبول”، مؤكدا أن موسكو ترفض الاقتراب من حدودها.

وحول مواقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة، فوصفها بـ”غير المهمة”، لأنه “لا يتخذ القرارات بنفسه”، في إشارة إلى تبعيته للغرب، لاسيما الولايات المتحدة، مبينا أن بلاده غير مهتمة بما إذا كان زيلينسكي سيشارك في قمة مجموعة العشرين أم لا.

ومع اشتعال المعارك في الشرق الأوكراني، أكدت روسيا أن القتال سيتوقف فور استسلام القوات الأوكرانية؛ إذ أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف أمس، أن الهجوم الروسي في أوكرانيا سينتهي عندما تستسلم السلطات والجيش الأوكرانيان. وقال: “يمكن للجانب الأوكراني إنهاء النزاع في غضون يوم واحد، إذا أصدر أوامر للوحدات القومية وللجنود الأوكرانيين بإلقاء أسلحتهم”، مطالبا بضرورة “تنفيذ كل الشروط التي وضعتها بلاده لإنهاء القتال في يوم واحد. تأتي تلك التصريحات فيما تشهد مناطق عدة في دونباس أعنف المعارك، حيث سجل الطرفان خسائر بشرية ومادية هائلة، لاسيما في لوغانسك، التي شهدت معارك شرسة خلال الأسابيع الماضية، أفضت إلى تقدم الروس مقابل انسحابات صغيرة للأوكرانيين.

وتسعى روسيا إلى السيطرة على كامل حوض دونباس، بعدما سيطر على بعض أجزائه الانفصاليون الموالون لها عام 2014، بهدف فتح ممر بري يصل الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بنفس العام، إلا أن كييف ورغم الخسائر التي منيت بها لا تزال تؤكد عزمها تحرير كافة أراضيها، وعدم التنازل عن أي شبر، معولة على الدعم الغربي المتواصل لها بالسلاح، لاسيما بعد التعهد الأميركي برفدها بأنظمة صاروخية متوسطة وبعيدة المدى، بهدف إبعاد القوات الروسية. إلى ذلك تعهّدت دول مجموعة السبع أمس، بدعم إعادة إعمار أوكرانيا من خلال مؤتمر دولي وخطة نسقتها سابقاً السلطات الأوكرانية مع شركائها الدوليين، كما دانت المجموعة إضافة إلى خمس دول ناشئة بينها الهند، ما وصفته بـ”الغزو الروسي غير الشرعي لأوكرانيا”. وقالت في بيان بختام قمّتها: إنها “مصمّمة على إعادة إعمار أوكرانيا من خلال مؤتمر وخطة إعادة إعمار دولية”. وأكدت أنها ستتخذ إجراءات فورية لتأمين إمدادات الطاقة وتقليل الزيادات المفاجئة في الأسعار المدفوعة بظروف السوق غير العادية، بما في ذلك من خلال استكشاف تدابير إضافية مثل تحديد سقف الأسعار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *