متابعات

أكدوا أن بعض الجهات تستهدف الشباب.. مختصون لــ«البلاد»: منع الإعلانات المسيئة يصون المجتمع

جدة – مها العواودة – رانيا الوجيه

يستغل البعض المنصات الرقمية المفتوحة لنشر إعلانات مخالفة تضر بالمجتمع، من واقع أنها ذات محتوى يتعارض مع القيم والمبادئ الإسلامية والمجتمعية ومخالف لضوابط المحتوى الإعلامي بالمملكة، ما دفع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لتطلبا من منصة «يوتيوب» بإزالة هذه الإعلانات، وتجاوبت الأخيرة بالسرعة اللازمة معلنة اتخاذها إجراءات فوريّة لإيقاف الجهات المسيئة التي تخالف سياسات الإعلانات على المنصة، مبينة أنها تعمل على إيجاد حلول أخرى، كما شددت على أنه سيتم وضع قيود على الإعلانات غير المقبولة بهدف حماية مجتمع «يوتيوب» في المنطقة سواء من المستخدمين، أو صانعي المحتوى، أو المعلنين.

واعتبر مختصون في الأمن السيبراني وخبراء تقنيون وكتاب، أن مطالبات الجهات المعنية في المملكة بإزالة الإعلانات المخالفة يصب في إطار المحافظة على القيم المجتمعية، مبينين أن كل دولة لها توجهاتها التي تتوافق مع قيمها المجتمعية وكان لابد من إيقاف الإعلانات المسيئة للقيم، مؤكدين أن بيان هيئتي “المرئي والمسموع” و”الاتصالات” يضبط ويقنن محتوى الوسائط السمعية والبصرية وينشئ جيلا بعيدا عن الأمور المنافية للقيم والمباديء الإسلامية والمجتمعية، كما أنه يؤكد قوة الأمن السيبراني في المملكة، ويعد بمثابة رسالة إلى ناشري المحتوى المسيئ بضرورة الالتزام بالمعايير والتصنيفات الخاصة بالمحتوى الرقمي.


ويقول الأستاذ المشارك في الأمن السيبراني والبيانات الضخمة بجامعة الطائف الدكتور سلطان سعد الشمراني، إن الإعلانات أصبحت موجودة في أغلب البرامج عبر “يوتيوب”، ولكن للأسف الكثير منها غير مناسب. وأضاف: “عند الانتقال من بلد إلى بلد آخر سنجد أن هناك فروقا كبيرة في طريقة عرض الإعلانات ومحتواها، فكل دولة لها سياساتها التي تتبعها. وهناك دول تحجب الكثير من الإعلانات بسبب محتواها غير الجيد، وبالتالي سعدنا كثيرا بقرار هيئتي الإعلام المرئي والمسموع والاتصالات بمطالبة شركة جوجل بحجب الإعلانات المسيئة والمخلة، خاصة أنها تمثل خطرا حقيقيا على الأطفال، لذلك نفضل أن يستخدم الآباء ميزة لدى جوجل وهي وضع محتوى يناسب الأطفال من ضمن الخيارات الموجودة على محرك البحث، كما أن هناك ميزة أخرى في يوتيوب، وهي الاشتراك في يوتيوب بريميم لحجب جميع الإعلانات مقابل اشتراك رمزي شهريا، وهذه بعض الطرق التقنية المفيدة للأطفال والكبار”. وتابع: “الجميل أيضا في هذه القضية استجابة جوجل السريعة لمطلب المملكة والقيام بحجب تلك الإعلانات غير الأخلاقية، وإيقاف الشركات المخالفة من الظهور مرة أخرى في السعودية”.


استهداف المجتمع السعودي
أكد الخبير التقني أسامة عصام الدين، أن سبب الإعلانات المسيئة هو أن المعلنين من أصحاب الشركات المخالفة أو بعض التطبيقات يريدون استهداف المجتمع السعودي، لذلك استخدموا أحد أكبر المنصات على شبكة الإنترنت وهي اليوتيوب، ليروجوا عن تلك المواقع والإعلانات الخاصة بهم، فحينما ينشر الإعلان يتم اختيار الدول المستهدفة ومن ضمنها المملكة، غير أن قرار هيئة الإعلام المرئي جاء في الوقت المناسبة لإيقاف هذا العبث.

ولفت عصام الدين إلى أن جميع شركات الإنترنت حول العالم لديها فرق عمل ضخمة تحت مسمى فريق الخصوصية أو الأمان ليقوموا بمراجعة المحتوى قبل تحميلة على المنصة ومراجعة بلاغات المستخدمين عن أي أمر مخالف، وأيضا مراجعة الإعلانات قبل أن ترفع من قبل المعلنين، مضيفا :”وهذه الإعلانات من الممكن مشاهدتها ليس فقط على اليوتيوب بل أيضا على منصات أخرى، وهناك عدة طرق للتخلص منها، ففكرة الاشتراك في بعض التطبيقات التي تخلو من الإعلانات تعتبر حلاً غير متاح للجميع، لذلك هناك خطوات قد تكون مفيدة لتجنب ظهور الإعلانات المسيئة، فعلى سبيل المثال منصة يوتيوب كيدز تعتبر خياراً آمناً جدا للأطفال، وحسب جوجل فإن الإعلانات التي تظهر في هذا التطبيق تعتبر مناسبة للأطفال، وهناك تطبيقات AdBlock وهو مانع لظهور الإعلانات ويمكن تحميله على الأجهزة الذكية والجوالات ويمنع الإعلانات بنسبة 90 %”، معتبرا أن ماقامت به هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاعلام المرئي والمسموع تجاه يوتيوب مطلوب للغاية، لأنه يوضح أن مثل هذه الإعلانات غير لا ئقة ولا تتناسب مع المجتمع السعودي.


طرق للحماية
الخبير التقني محمد الحدائدي، أوضح أن هناك طرقاً مبسطة للحماية من التعرض للمقاطع الإعلانية غير الأخلاقية على يوتيوب، من بينها التطبيقات المخصصة للأطفال وغيرها من التطبيقات المساعدة على حجب مثل هذه الإعلانات.
وقال: “في الأساس تطبيق اليوتيوب مصرح لمن هم فوق 17 عاما، وهناك تطبيق منفصل للأطفال وهو يوتيوب كيدز، مخصص للأطفال وخالي من أي إعلانات، وعلى الآباء تحميل هذا التطبيق المخصص للأطفال، كما أن هناك يوتيوب بريميم الخالي تماما من الإعلانات، سواء كانت لائقة أو غير لائقة فهو لا يعرض الإعلانات ويمكت استخدامه لتفادي الإعلانان غير الجيدة من خلال الاشتراك، إذ يستطيع رب الأسرة التسجيل عبر خمس حسابات لجميع أفراد الأسرة بإشتراك واحد، وفي حال ظهر إعلان عبر هذا البرنامج فهناك خاصية للإبلاغ مع توضيح الأسباب التي دعت الشخص لتقديم البلاغ على الإعلان، وما هي المخالفة بالتحديد.


نهج نبيل
أشارت الكاتبة ميسون أبو بكر، إلى أن لكل دولة قيمها التي تبني عليها سياساتها، فالمملكة تمضي وفق نهج ذي رسالة نبيلة بعيدة عن الإسفاف، وتلتزم بذلك كل المؤسسات، كما أنها تحترم قيم الدول الأخرى، وينبغي أن تحترم قيمها المجتمعية، لذلك تحرص هيئة الإعلام المرئي والمسموع على ضبط المنصات الرقمية وجاء طلبها الأخير من منصة يوتيوب بإزالة الاعلانات المخالفة في إطار حماية المجتمع من الإعلانات المسيئة، إذ أوضح بيان الهيئة أنه من واقع شراكة المجتمع في حماية القيم تهيب بالمجتمع السعودي بضرورة التبليغ عن مخالفات المحتوى الإعلامي، مبينة أن ما قامت به خطوة مهمة بعد انتشار المحتوى السخيف والهابط الذي يدل على الكثير من الانحلال الخلقي والاستهتار لكثير من المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تم الترويج له بما يخدم مصالح شركات معينة ليصبح ظاهرة عالمية تسيء للأطفال والشباب.

وأكدت ميسون أن هيئة الإعلام المرئي والمسموع، كان لها عميق الأثر على المجتمع عبر قراراتها الإيجابية، لتكون رقيبا على هذه المواقع مع فرض غرامات رادعة على كل من تسول له نفسه بخدش الحياء العام لكي يلتفت شبابنا للإنجاز لما فيه صلاحهم وصلاح بلادهم ومجتمعهم، خصوصا أن المجتمع السعودي مستهدف في شبابه من قبل العديد من الجهات المغرضة.

 

 

قرار موفق لتنظيم المحتوى

يرى الكاتب محمد الرشيدي، إن البيان الصادر من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، مهم وشجاع، كون تنظيم المحتوى الإعلاني على وسائل التواصل الاجتماعي لا يعتبر أمراً ثانوياً أو حرية شخصية، إنما تنظيم ضروري لتنمية الجوانب الإيجابية في المجتمع، وحماية الأفراد خصوصا صغار السن، الذين يعتبرون جيل المستقبل.
وقال الرشيدي، إن الدول المتقدمة لا تتوقف عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد أية وسيلة إعلامية تمثل ضرراً لها، وهذا هو الحل الصحيح، مضيفا: “لقد شاهدنا وتابعنا دولا أوروبية اتخذت إجراءات لحجب والتطبيقات المخالفة والتي يتضرر منها أفراد المجتمع ولها عواقب وخيمة في المستقبل”، مشيرا إلى أن يوتيوب وغيره من التطبيقات الكبيرة تأخذ تحذيرات الدول بمحمل الجد، لكي لا تفقد المتابعون، خصوصا أن السوق السعودي من أكبر الأسواق المستهدفة نظراً للتهافت الكبير من قبل المستخدمين الذين يقضون أوقاتا طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة مع دول أخرى، موضحا أن بيان هيئتي المرئي والمسموع والاتصالات يصحح المسار المنحرف لشركات الإعلان التي تستهدف الشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *