الدولية

السودان.. البرهان يضع القوات المسلحة في «الحياد»

الخرطوم – البلاد

في ظل تواصل الأزمة السياسية في السودان، أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أمس (الأحد)، أن القوات المسلحة لن تنحاز لأي طرف في الفترة الانتقالية، مضيفا: “تابعنا المبادرات الوطنية، ونرحب بكل المبادرات، وندعو الجميع للجلوس على صعيد واحد والالتفاف إلى شأن الوطن”. ودعا البرهان في كلمة بمناسبة عيد الجيش القوى السودانية للتعاون لتجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة، وقال “نسعى لصيغة وطنية سودانية لا تقصي أحدا وصولا للانتخابات”، مؤكدا العزم على بذل مزيد من الجهد للانتقال بالقوات المسلحة إلى ما يمكنها من حماية أرض وشعب السودان، لافتا إلى أن السودان يعيش تجربة انتقالية محاطة بتحديات كبيرة لا يمكن تجاوزها إلا بالوقوف صفا واحدا لنقدم المصلحة الوطنية على ما دونها، مؤكداً أن القوات المسلحة ستظل وفية للشعب وتنحاز إلى “تطلعاته المشروعة في نظام ديمقراطي تحت ظل حكومة مدنية منتخبة.

وأضاف: “القوات المسلحة تتفرغ إلى مواصلة دورها في تأمين البلاد وحراسة مكتسباتها الوطنية وتأمينها من كل معتد ومتربص”. وخلال يوليو الماضي، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أنه سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من الجيش والدعم السريع. وقال حينها إن تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيتم بعد تشكيل الحكومة التنفيذية، موضحاً أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيتولى قيادة القوات النظامية ومسؤولية الدفاع والأمن. ومنذ تطبيق الجيش في 25 أكتوبر الماضي إجراءات استثنائية، وفرض حالة طوارئ بعد حل الحكومة، تعيش البلاد أزمة سياسية متواصلة. ومع جلوس الأطراف السودانية إلى طاولة حوار واحدة سمي بـ”المائدة المستديرة”، عاد برز اسم رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك على رأس قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة مجددا على الرغم من زهده في المنصب وفقا لمقربين منه.

توقعات عودة حمدوك دعمتها نتائج استطلاع للرأي طرحته إحدى المنظمات السودانية، مطلع أغسطس الجاري، حول أفضل الخيارات المطروحة لحل سياسي بالبلاد. ويعيش السودان أزمة سياسية “حادة” منذ قرارات قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ‏التي قضت بحل الحكومة الانتقالية وفرض حالة الطوارئ بالبلاد وتجميد بعض بنود الوثيقة ‏الدستورية، في خطوة وصفها بأنها تصحيحية لمسار الثورة.‏ ومع تصاعد موجة الاحتجاجات الرافضة لتلك القرارات، ألغى البرهان حالة الطوارئ وأفرج ‏عن المعتقلين السياسيين في إجراءات هدفت لتهيئة مناخ الحوار الذي تسيره آلية ثلاثية مكونة من ‏الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيجاد وبعثة الأمم المتحدة بالخرطوم “يونيتامس”، غير أن البلاد البلاد دخلت في حالة من الجمود السياسي بعد أن توقف التفاوض الذي كانت تديره الآلية ‏الثلاثية، إثر انسحاب الجيش من هذه العملية بغرض إفساح المجال للقوى السياسية لتشكيل ‏حكومة مدنية لن تشارك فيها القوات المسلحة.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *