متابعات

الأسواق الشعبية.. بجازان عبق التاريح وركيزة التنمية

جازان ـ البلاد

تعد الأسواق الأسبوعية الشعبية ركيزة مهمة في تنمية وتنشيط السياحة بمنطقة جازان، وظاهرةً اقتصادية متميزة من خلال معروضاتها المتنوعة التي تُبرز حياة وعادات وتقاليد أهالي المنطقة. وتتميز منطقة جازان بكثرة أسواقها الشعبية التي تَزخر بالعديد من الحرف والصناعات اليدوية التراثية المتنوعة، بما يبرز التراث الاجتماعي والثقافي بالمنطقة، ويجعل معظم السائحين يحرصون على زيارتها ضمن برامجهم السياحية، حيث امتازت منطقة جازان، عبر أسواقها الشعبية ومنذ فترات طويلة بالتنوّع الاقتصادي والسياحي.

وتتوزع الأسواق الشعبية بمنطقة جازان على أيام الأسبوع، حيث حدد يوم للسوق في كل محافظة عُرف باسم “الوعد”, حتى أصبحت الأسواق معروفةً بموعدها, فمثلًا سوق محافظة بيش يوم السبت، وسوق محافظة صبيا يوم الثلاثاء، وسوق محافظة أبوعريش يوم الأربعاء، وسوق الخوبة يوم الخميس، إضافة إلى مختلف الأسواق الأسبوعية بجميع المحافظات والمراكز.
وتحتل الأسواق الأسبوعية مكانةً اقتصادية متميزة مما يجعل السياح والزائر يقف أمام التاريخ القديم للمنطقة بأصالة الموروثات الجازانية وعراقة إنسان المنطقة واعتزازه بتلك الموروثات التي تقف جنبًا إلى جنب مع التطور الحضاري الذي تشهده جازان في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – .

وفي الأسواق الشعبية تُباع السلع والاحتياجات التراثية التي تستخدم في إعداد الطعام وتزيين المنازل وغيرها من المستلزمات الحياتية، ومنها ” الميفا والحيسية والمطحنة والجرة والفناجين الطينية والصحفة والجبنة والمهجان والزنبيل والقعادة ” فتبدو تلك الأواني والأدوات شامخة شموخ إنسان جازان الذي طوّع من خلالها موارد البيئة الطبيعية لاستخدامها في الحياة اليومية.


كما تُعرض في الأسواق الأسبوعية منتوجات السمن البلدي والعسل والموز والبن الخولاني حيث ينتشر الباعة في تلك الأسواق لعرض ” أنواع البن والقشر والهيل والزنجبيل والبهارات وأنواع التمور والحلويات المحلية بمذاقها الخاص فيما تأسر زائر أسواق جازان روائح النباتات العطرية من فل وكادٍ وبعيثران وشيح.

ويَعرض الباعة أنواعًا مختلفة من الحمام والدجاج والحجل التي تجد رواجًا لدى هواة الطيور ومربي الحمام سواءً من داخل المنطقة أو خارجها، كما يعرض أنواعًا مختلفة من “الجنبية” – الخنجر التقليدي – وسط توافد من هواة هذا النوع من الخناجر التقليدية، حيث يجدون في السوق فرصة أسبوعية لاقتناء أنواع مختلفة منها.


وتمثّل الأسواق الأسبوعية بمعروضاتها التقليدية وحركتها الاقتصادية المشهودة لوحة فنية يتسابق إليها الباعة والمشترون حيث تمثّل مقصدًا متنوعًا للجميع ومصدرًا للرزق على مدار العام. وما زالت هذه الأسواق الشعبية لها حضورها القوي بين العاشقين للبساطة والمحبين للماضي بتراثه وأصالته؛ ليس في منطقة جازان فحسب، بل اكتسبت شهرة واسعة خارج المنطقة، فيفد إليها المتسوقون من المناطق المجاورة كمناطق عسير ونجران والباحة، وتقام هذه الأسواق في محافظات المنطقة وعلى مدار الأسبوع من السبت إلى الجمعة مكونة بذلك ملتقى اجتماعيا واقتصاديا وعائليا أيضاً؛ حتى أن هذه الأسواق كانت قديماً مكاناً لعقد الصلح، وعقد الاتفاقيات التجارية، كذلك كانت هذه الأسواق ملتقى للشعراء لتداول الشعر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *