الدولية

أردوغان أم أوغلو.. من يحسم إنتخابات الرئاسة التركية؟

البلاد – وكالات

يترقب الشعب التركي اليوم (الأحد) جولة الإعادة للإنتخابات الرئاسية، التي يسعى الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان من خلالها لتمّديد حكمه إلى عقد ثالث، في ظل زخم يبدو أنه يسير لصالحه بعد أن انتهت الجولة الأولى بتقدّمه على منافسه مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
ويعزّز فرص أردوغان في الفوز الأغلبية البرلمانية التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفاؤه في 14 مايو، بينما قويت حظوظه، بعد أن حصل على دفعة دعم أخرى بفضل إعلان السياسي القومي سنان أوغان، الذي حل ثالثاً في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، تأييد الرئيس التركي في جولة الإعادة، فيما حصل كليتشدار أوغلو، على دعم جديد أيضاً من حزب الظفر، بالإضافة إلى تحالف من ستة أحزاب معارضة منها حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه، فماذا الذي ينتظر تركيا بعد هذه الانتخابات التي لن تحدّد فقط من سيقود البلاد، بل طريقة حكمها وإلى أين يتجه إقتصادها ومسار سياساتها الخارجية.
ومنذ تولي أردوغان الحكم قبل سنوات، أبعد البلاد تديرجياً عن نهج مؤسسها كمال أتاتورك العلماني. كما ركَّز الصلاحيات في رئاسة تنفيذية مقرها قصر يضم ألف غرفة على مشارف أنقرة، وترسم السياسات فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية. واقتصادياً يتخوف العديد من الخبراء من أن يتمسك أردوغان بسياسته السابقة، بخفض أسعار الفائدة، ما سيؤدي بالتالي إلى مزيد من التضخّم، الذي بلغ أعلى مستواه في 24 عاماً، كما يتوقعون هبوط الليرة التي وصلت أصلا إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدار العقد الماضي.
في المقابل، تقدم المعارضة التي تشكّلت بوجه الرئيس المنتهية ولايتة وعوداً مختلفة تماماً، فقد تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع أربعة أحزاب أصغر على أساس برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي ميّزت حكم أردوغان، إذ تعهدت هذه الأحزاب بإعادة إستقلال البنك المركزي وإلغاء سياسات أردوغان الإقتصادية غير التقليدية، كما وعدت بتفكيك رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، فضلا عن إرسال اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وحصل كيليتشدار أوغلو على 44.9 % في الجولة الأولى مقابل 49،5 % لأردوغان، ما يعكس الدعم القوي الذي يتمتع به هذا الأخير على الرغم من تفاقم أزمة غلاء المعيشة واستطلاعات الرأي التي أظهرت قبل الإنتخابات تقدم كليتشدار أوغلو. فيما عزت استطلاعات الرأي في وقت لاحق تلك النتيجة إلى زيادة غير متوقعة في دعم القوميين وقت التصويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *