الدولية

للفرار من وطأة العقوبات .. إيران تستنجد بالوساطة اليابانية

طهران ــ وكالات

يبدو أن إيران المأزومة للغاية بفعل حزمتي العقوبات الامريكية تبحث عن منفذ يخرجها من عزلتها الدولية والإقليمية، ومن ذلك ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين إيرانيين، إن طهران ستطلب من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، خلال زيارته إلى إيران، التوسط لدى الإدارة الأمريكية لتخفيف العقوبات النفطية المفروضة على النظام الإيراني.

ويبدأ شينزو آبي زيارة إلى طهران تستمر لمدة ثلاثة أيام، في أول زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى إيران منذ 41 عاما، وتأتي الزيارة للضغط على إيران للعودة إلى المجتمع الدولي عبر التخلي عن برنامجها النووي ودعمها للمليشيات الإرهابية في الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد رحب خلال زيارته لليابان الشهر الماضي بمساعدة آبي في التعامل مع إيران، وطالبه بالضغط على النظام للعودة إلى مسار المفاوضات بشأن برنامجها النووي.

وتحرص اليابان على استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط حيث إنها تستورد معظم احتياجاتها من النفط من المنطقة، ولكنها توقفت عن شراء النفط الإيراني هذا العام بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على نظام طهران.

وكانت الولايات المتحدة قد عادت وفرضت عقوبات في نوفمبر الماضي على صادرات النفط الإيرانية بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الربيع الماضي، من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية الست بهدف كبح برنامج طهران النووي.

وتسببت العقوبات في تأثر الاقتصاد الإيراني بصورة كبيرة، فقد واصلت معدلات التضخم في الأسواق ارتفاعها غير المسبوق تاريخيا منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في مايو 2018، في حين يرى مراقبون أن السبب الرئيسي هو تهاوي قيمة الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي بنحو 70%.

وأوضح مركز الإحصاء الإيراني عبر موقعه الرسمي أن معدل التضخم السنوي بلغ نحو 52.1% في مايو الماضي، خلال 12 شهرا مضت.
هذا فيما قلل خبراء ومراقبون من النتائج التي قد تتمخض عنها الزيارة، وقال الدبلوماسي الياباني السابق كونيهيكو مياكي “الهدف من الزيارة ليس الوساطة.. إنها قضايا ثنائية بالأساس وإذا كانت هناك أي أمور إضافية فسنتناولها باهتمام”.

وقال الخبراء إن أقصى ما يمكن لآبي تحقيقه هو إقناع إيران باستئناف المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة، بطريقة تحفظ ماء الوجه.

وورغم مرور 90 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أنه لم يقم أي رئيس وزراء ياباني بزيارة طهران منذ أكثر من 40 عاما، أي منذ قيام ثورة الخميني عام 1979.

كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أعرب عن قلقه إزاء التوترات المتصاعدة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، قائلا: “آمل أن يتم التوصل لسبل لتقليل التوترات الحالية من خلال الحوار”.

وأعلنت إيران، على لسان رئيسها حسن روحاني، مطلع مايو الماضي، تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بالإضافة إلى منح نظام طهران الدول الأوروبية مهلة 60 يوما لتنفيذ التزاماتها الاقتصادية والتجارية بموجب الاتفاق، في ظل تشديد الولايات المتحدة عقوباتها.

وتثار شكوك دولية بشأن مدى التزام إيران بالاتفاق الذي وقعت عليه مع القوى الكبرى، غير أنها استغلت مرحلة الرفع الجزئي للعقوبات، وسعت تحت مظلة الاتفاق النووي لتوسيع نفوذها العسكري في بلدان مجاورة عبر برامج صواريخ باليستية، فضلا عن تمويل مادي ولوجستي للمليشيات الإرهابية في المنطقة

وفى سياق متصل قالت مساعدة وزير الدفاع الأميركي للأمن الدولي، كاثرين ويلبارغر، إن التهديد الإيراني الذي أدى إلى تحريك قطعات عسكرية إلى المنطقة حقيقي ومتعمد ومنسق، مشيرة إلى أن رد فعل واشنطن أعاق تحركات الإيرانيين.

وأضافت ويلبارغر خلال ندوة في واشنطن أن إرسال القطعات العسكرية والقوات إلى المنطقة جاء بناء على معلومات استخباراتية عن تهديدات إيرانية “أقرب ألى حملة، ضد القوات الأميركية في المنطقة”.

وفيما أكدت المسؤولة في وزارة الدفاع أن واشنطن قد تبقي وتعزز وجودها للحفاظ على التوازن في المنطقة، إلا أنها لفتت إلى أن الهدف من وراء ذلك هو جلب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *