السياسة

بوتين لا ينوي وقف الحرب.. روسيا تواصل استهداف مدن أوكرانيا

البلاد (كييف- موسكو)
واصلت روسيا تصعيد هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية، مستهدفة مواقع صناعية وأحياء سكنية بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، في وقت تتصاعد فيه اللهجة الدولية حيال استمرار الحرب التي دخلت عامها الرابع. وأسفرت الغارات الأخيرة، التي نفذتها القوات الروسية عن إصابة 11 شخصاً على الأقل في ثلاث مناطق أوكرانية، فيما تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتزويد كييف بمزيد من الأسلحة ومنح موسكو مهلة محددة لإنهاء النزاع.
وبحسب ما أفادت به السلطات الأوكرانية أمس (الأربعاء)، أطلقت روسيا 28 طائرة مسيرة من طراز شاهد إيرانية الصنع، وصاروخاً باليستياً واحداً، استهدفت مناطق وسط وغرب وشرق البلاد. في مدينة فينيتسا (وسط غرب)، أصيب سبعة أشخاص بجروح، بينهم اثنان بحروق خطيرة، نتيجة قصف طال منشآت صناعية، وفق ما أعلنت ناتاليا زابولوتنا، المسؤولة في الإدارة العسكرية المحلية. وفي خاركيف (شمال شرق)، أدى هجوم روسي إلى إصابة ثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة، بحسب أوليغ سينيغوبوف، حاكم المنطقة.
أما في كريفي ريغ، المدينة الصناعية في شرق أوكرانيا، فقد أعلن الحاكم سيرغي ليساك أن “القوات الروسية لم تكتف بإرسال المسيّرات، بل أطلقت أيضاً صاروخاً باليستياً”، ما أسفر عن إصابة شاب يبلغ من العمر 17 عاماً بجروح خطيرة.رئيس البلدية، أوليكساندر فيلكول، أكد أن الهجمات تسببت في تدمير منشأة صناعية كبرى في المدينة، وسط تصاعد المخاوف من استهداف البنية التحتية الحيوية. في المقابل، قالت مصادر مقرّبة من الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي وقف الحرب تحت ضغط التهديدات الغربية، مؤكدة أن الكرملين يرى في صلابة الاقتصاد الروسي، وتماسك الجيش عاملاً كافياً لمواصلة العمليات العسكرية حتى “تحقيق الأهداف الإستراتيجية”.
وأكدت المصادر أن بوتين يعتبر أن “أحداً لا يتحاور معه بجدية بشأن السلام”، ويرى أن الغرب يماطل في التعامل مع شروط روسيا، التي تتضمن ضمانات قانونية لحياد أوكرانيا، ومنع توسع الناتو، واعترافاً بسيادة موسكو على الأراضي التي ضمّتها.
وتسيطر روسيا حالياً على ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ومناطق واسعة من دونيتسك، زابوريجيا، لوغانسك، وخيرسون.
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن خطة جديدة لدعم أوكرانيا، تتضمن إمدادات متقدمة من الأسلحة، بما فيها أنظمة باتريوت للدفاع الجوي، مع منح روسيا مهلة تمتد لـ50 يوماً لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق سلام.
وفي تصريحاته الأخيرة، عبّر ترمب عن “إحباطه” من تعنّت بوتين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات إضافية تستهدف صادرات النفط الروسية، بل حتى مشتريها مثل الصين والهند، إذا استمر الكرملين في التصعيد. كما كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية أن ترمب بحث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيناريوهات عسكرية “محظورة”، تشمل استهداف موسكو، قبل أن يتراجع لاحقاً عن هذه الخيارات، مشدداً على ضرورة التركيز على الدفاع، لا التصعيد.
وتشير بيانات من منصة “ديب ستيت ماب” المتخصصة، إلى أن روسيا حققت تقدماً عسكرياً قدره 1415 كيلومتراً مربعاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتؤكد مصادر مقربة من الكرملين أنه يدرس توسيع عملياته باتجاه مدن جديدة مثل سومي وخاركيف ودنيبروبتروفسك، إذا سقطت الجبهات الحالية.
وتستهدف موسكو، من خلال الضربات الجوية المتكررة، إنهاك الدفاعات الأوكرانية وتدمير البنية التحتية، بينما تحاول كييف الحفاظ على قدراتها القتالية بمساعدة حلفائها الغربيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *