البلاد (الحديدة)
شنّ الجيش الإسرائيلي، أمس (الاثنين)، غارات جوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في مدينة الحديدة والساحل الغربي لليمن، في تصعيد جديد للتوتر بين تل أبيب والمليشيا، التي كثّفت في الأشهر الأخيرة من هجماتها الصاروخية تجاه إسرائيل والسفن المرتبطة بها في البحر الأحمر.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر أمس بدء العمليات الجوية، بينما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن بلاده “تستهدف حالياً أهدافاً للحوثيين في ميناء الحديدة”، مشيراً إلى أن الهجمات تأتي رداً على “الاعتداءات المتكررة من الجماعة”، ومتوعداً إياها بقوله:”الحوثيون سيدفعون ثمناً باهظاً لاستمرارهم في إطلاق الصواريخ”.
وأضاف كاتس أن إسرائيل”ستمنع بقوة أي محاولة لإعادة بناء البنية التحتية للحوثيين في ميناء الحديدة”، في إشارة إلى مساعٍ حوثية لترميم منشآت سبق أن تعرّضت للقصف.
وفي وقت لاحق، أعلن مسؤول حوثي أن الغارات الإسرائيلية استهدفت رصيفاً في ميناء الحديدة جرى إعادة بنائه مؤخراً، دون تقديم تفاصيل إضافية عن حجم الخسائر أو وقوع إصابات.
من جانبها، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بانتهاء العملية العسكرية، التي استهدفت الحوثيين، مشيرة إلى أن الهجوم الجوي شمل عدة مواقع حيوية في الحديدة ومناطق مجاورة على الساحل الغربي لليمن.
يأتي التصعيد الجديد بعد يومين فقط من إعلان الحوثيين تنفيذ عملية صاروخية استهدفت مطار بن غوريون في تل أبيب، حيث قال المتحدث العسكري باسم الجماعة: إن الهجوم حقق”هدفه بنجاح”، وتسبب في “هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وتعليق حركة الطيران”.
وبحسب القناة 12، فإن هذا الصاروخ يُعد الثاني الذي يطلق من اليمن باتجاه إسرائيل خلال 48 ساعة، مشيرة إلى أن الحادثة الأخيرة أجبرت السلطات الإسرائيلية على تعليق الرحلات الجوية مؤقتاً في مطار بن غوريون.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الجمعة الماضي رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار في عدة مناطق، بالتزامن مع تفعيل أنظمة الدفاع الجوي.
ومنذ أواخر عام 2023، كثّفت جماعة الحوثيين من عملياتها ضد إسرائيل، سواء عبر إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، أو عبر تنفيذ هجمات بحرية ضد سفن، يُعتقد أن لها صلة بمصالح إسرائيلية، أو تمر بممرات الملاحة المرتبطة بها.
وفي المقابل، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية عدة ضربات على مواقع الحوثيين، بما في ذلك هجمات شملت نحو 20 مقاتلة قصفت أهدافاً في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، في إطار ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ”الردع الجوي الحازم”.
كما أعلن الحوثيون خلال الأسبوع الماضي عن مسؤوليتهم عن هجومين استهدفا سفينتين تجاريتين قبالة سواحل اليمن خلال 24 ساعة، ما زاد من التوتر الإقليمي في منطقة البحر الأحمر، وأثار قلقاً دولياً واسعاً من تأثير التصعيد على أمن الملاحة الدولية.
ويبدو أن المواجهة بين إسرائيل والحوثيين تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، مع مؤشرات على توسع نطاق الضربات والهجمات المتبادلة، في وقت تتشابك فيه الأزمات الإقليمية على أكثر من جبهة، من اليمن إلى غزة فمروراً بلبنان وسوريا.
تصعيد متبادل بين الطرفين.. غارات إسرائيلية تستهدف مواقع الحوثيين بالحديدة
