البلاد (نيويورك)
تشهد الساحة الدبلوماسية الأوروبية تحركات متسارعة نحو الاعتراف بدولة فلسطين، بدفع من فرنسا وتنسيق مع المملكة العربية السعودية، وذلك في ظل تصاعد الجهود الدولية الرامية لإعادة إحياء مسار حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن دولًا أوروبية أخرى ستنضم إلى باريس في إعلان نيتها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، خلال مؤتمر أممي تستضيفه نيويورك يومي الاثنين والثلاثاء، تحت عنوان: “تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين”.
وأكد بارو في مقابلة صحفية مع أسبوعية لا تريبون ديمانش، أن الوضع في غزة والضفة الغربية يتطلب أكثر من مجرد اتفاقات مرحلية، مشددًا على أن”إمكانية قيام دولة فلسطينية باتت ضرورة ملحّة”، ومحذرًا من الاعتقاد بإمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن دون أفق سياسي واضح.
وأشار إلى أن بلاده، بالتعاون مع السعودية، ستطرح خلال المؤتمر رؤية شاملة لما بعد الحرب، تشمل إعادة إعمار غزة، وضمان الأمن والحوكمة، بما يفضي في نهاية المطاف إلى تمهيد الطريق أمام تطبيق حل الدولتين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلن الخميس الماضي أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وفي رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد ماكرون أن فرنسا “ستحشد كل الشركاء الدوليين الراغبين في دعم هذه المبادرة”.
وعلى الرغم من انتقاد الموقف الفرنسي من قبل إسرائيل، تمسكت باريس بموقفها الرافض لممارسات الاحتلال، ونددت بتدمير غزة، وتصعيد الاستيطان في الضفة الغربية، و”تقاعس الأسرة الدولية” عن فرض حل عادل وشامل.
من جانبها، اعتبرت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا سويسكا، أن مؤتمر نيويورك “يمثل لحظة حاسمة ليس للشرق الأوسط فقط، بل لأوروبا أيضًا”، داعية إلى ترجمة المواقف السياسية إلى إجراءات ملموسة تدعم الاستقرار الإقليمي.
ومن المقرر أن يترأس المؤتمر كل من وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ضمن مبادرة بدأت قبل أشهر بين البلدين؛ بهدف كسر الجمود السياسي وبلورة ملامح حل دائم للصراع في المنطقة.
ويحمل المؤتمر آمالًا فلسطينية بتحريك المياه الراكدة، وإعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي، في ظل الانقسام الداخلي الفلسطيني والتصعيد المستمر في قطاع غزة، وتواصل الانتهاكات في الضفة الغربية.
وسط دعم فرنسي– سعودي لحل الدولتين.. تحركات أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطين
