البلاد (طهران)
في خطوة تعكس حجم التحديات الأمنية المشتركة، بحث رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، وقائد الجيش الباكستاني، المشير عاصم منير، سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وذلك في اتصال هاتفي جرى أمس .
وأكد موسوي بحسب وكالة فارس الإيرانية، استعداد طهران للتعاون مع إسلام آباد؛ من أجل “اجتثاث الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة”، مشيراً إلى تزايد نشاط الجماعات المسلحة في المناطق الحدودية، لا سيما في إقليم بلوشستان. وأضاف أن “العلاقات بين البلدين ممتازة ويمكن اعتبارها نموذجاً للعلاقات الأخوية”، داعياً إلى اتخاذ خطوات عملية تعزز الجهود السابقة في مواجهة تلك الجماعات.
وأعرب المسؤول العسكري الإيراني عن تعازيه للشعب الباكستاني جراء الخسائر التي خلفتها الفيضانات الأخيرة، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة تقع ضمن إمكانات القوات المسلحة الإيرانية. وفي المقابل، شكر المشير عاصم منير نظيره الإيراني على تضامنه، مقدماً بدوره تعازيه لإيران إثر مقتل عناصر من قوات الشرطة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد.
وأشار القائد الباكستاني إلى توافق كامل مع الطرح الإيراني بشأن أمن الحدود، مضيفاً: “علينا أن نحوّل الحدود الباكستانية-الإيرانية إلى حدود صداقة وأخوّة وتنمية اقتصادية، وبالتعاون المشترك سنحقق ذلك بالتأكيد”.
ويأتي هذا التنسيق في وقت تشهد فيه المناطق الحدودية بين البلدين تصاعداً لافتاً في هجمات الجماعات البلوشية المسلحة، التي تصفها كل من طهران وإسلام آباد بأنها “إرهابية”. ففي إيران، تُعد جماعة جيش العدل من أبرز التنظيمات الناشطة، حيث نفذت في يوليو الماضي هجوماً مسلحاً على مبنى محكمة في مدينة زاهدان، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين آخرين، تلاه هجوم آخر في أغسطس على قوات الأمن بمدينة إيرانشهر أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
أما في باكستان، فيبرز تنظيم جيش تحرير بلوشستان؛ كأكثر الجماعات نشاطاً، حيث استهدف في أوائل أغسطس قافلة لقوات الأمن في إقليم بلوشستان بعبوة ناسفة أعقبها إطلاق نار، ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى. وقد اعتبرت الحكومة الباكستانية العملية دليلاً على استمرار الخطر الأمني في المنطقة، متعهدة بتصعيد الضغط العسكري على هذه الجماعات.
ويرى مراقبون أن استمرار نشاط هذه الجماعات المسلحة على جانبي الحدود يدفع طهران وإسلام آباد إلى تعزيز التنسيق الأمني والسياسي، في محاولة لاحتواء تهديد مزمن طالما أدى إلى توترات بين البلدين. ويُنتظر أن يسفر التقارب الأخير عن خطوات عملية ميدانية، بما في ذلك تكثيف التعاون الاستخباراتي والدوريات المشتركة، سعياً لتحويل الحدود المضطربة إلى منطقة أكثر استقراراً تخدم مصالح الجانبين.
لمواجهة الجماعات المسلحة البلوشية.. إيران وباكستان تتعهدان بتعزيز التعاون لاجتثاث الإرهاب
