“ترانسفير ماركت” موقع تأسس عام 2000، ويتخصص في بيانات كرة القدم؛ حيث يوفر معلومات عن اللاعبين، والأندية، والعقود، والإحصاءات، إضافة إلى القيم السوقية والصفقات الانتقالية، وفي السنوات الأخيرة أصبح “ترانسفير ماركت” مرجعًا لا غنى عنه لـ (فطاحلة) التواصل الاجتماعي؛ حيث يعتبرونه السلاح الأقوى في محاولاتهم لتفجير جباه الطرف الآخر، فبضغطة زر، يمكنهم التعرف على القيمة السوقية لأي لاعب، أو كشف تفاصيل صفقة انتقاله من نادٍ إلى آخر، ولكن يبقى السؤال: هل هذه الأرقام دقيقة بالفعل؟ وما الذي يُعتبر دقيقًا فيه؟
الحقيقة أن الموقع يقدّم مستويين مختلفين من المعلومات؛ المستوى الأول هو توثيق الصفقات الرسمية عند إتمام انتقال لاعب رسميًا، ويُعلن الرقم من النادي أو وسائل الإعلام الموثوقة، ويقوم الموقع بتحديث المبلغ بدقة، وفي هذه الحالة الرقم صحيح لأنه يستند إلى مصادر رسمية ، كما يعتبر دقيقاً في حالة المقارنة السوقية، فهو يعطي صورة تقريبية لاتجاه السوق (من يرتفع سعره، من ينخفض، قيمة الدوري ككل) ، إضافة الى الإحصاءات التاريخية، وعدد المشاركات، والأهداف، والعقود، ومدة الإصاباتت، وجميعها غالبًا موثقة وموثوقة.
أما المستوى الثاني؛ فيتعلق بما يُسمى “القيمة السوقية” (Market Value) للاعبين، وهنا يدخل عامل التقدير والتحليل؛ إذ يعتمد الموقع على خبراء ومحررين يجمعون بيانات متعلقة بعمر اللاعب، ومستواه الفني، وشعبيته، ومدة عقده، وتجارب انتقال سابقة. النتيجة أشبه بمؤشر اقتصادي يعكس “القيمة النظرية” للاعب، لكنه ليس رقمًا رسميًا أو مُلزمًا قانونيًا.
يمكن القول: إن” ترانسفير ماركت” أداة قياس اتجاهات أكثر منه ميزانًا رسميًا؛ فهو يعكس صورة تقريبية عن حجم السوق واتجاهاته، لكنه لا يُغني عن البيانات الرسمية الصادرة عن الأندية أو الاتحادات، ولهذا السبب، يعتمد عليه الإعلام لإعطاء صورة عامة، بينما يلجأ الوكلاء والمستثمرون إلى مصادر مالية وقانونية أكثر دقة عند تقييم الصفقات.
في النهاية، يظل “ترانسفير ماركت” مرجعًا جماهيريًا مهمًا، لكنه ليس”الحَكم النهائي” على قيمة اللاعب، أو الصفقة بل هو مرآة لحركة السوق أكثر من كونه سجلًا رسميًا لها.
الدليل «ترانسفير ماركت»
