البلاد (موسكو، كييف)
تتواصل التعقيدات في الملف الأوكراني مع غياب أي تقدم في المسار السياسي، وسط تصاعد التوترات الميدانية والدبلوماسية بين موسكو وكييف وحلفائها الغربيين، فقد أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس (الاثنين)، أنه لا توجد أي مؤشرات إيجابية على عقد قمة روسية – أمريكية – أوكرانية رغم تصريحات الرئيس الأمركي دونالد ترمب التي رجّح فيها انعقادها قريباً.
وقال بيسكوف إن كييف لا تبدي استعداداً للدخول في مفاوضات جدية للتسوية السلمية، متهماً السلطات الأوكرانية بعرقلة العملية السياسية بشكل متعمد، بينما شدد على أن موسكو لا تزال منفتحة على حل دبلوماسي للأزمة.
وفي سياق متصل، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف من أن أي خطوة من جانب حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإسقاط مسيّرات روسية فوق أوكرانيا ستُعد إعلان حرب مباشرة مع موسكو، واصفاً مقترحات كييف وحلفائها بإنشاء منطقة حظر طيران بأنها “استفزازية وخطيرة”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن روسيا “تختبر الغرب” من خلال انتهاكاتها المتكررة للمجال الجوي في بولندا ورومانيا، مؤكداً ضرورة زيادة الضغط على موسكو وتعزيز الدفاعات الجوية للناتو على حدوده الشرقية. وحذر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يبدي أي رغبة في إنهاء الحرب، داعياً إلى وحدة الموقف الغربي وتشديد العقوبات.
وفي تطور آخر، استدعت الخارجية الرومانية السفير الروسي في بوخارست بعد اختراق مسيّرة أجواء البلاد، معتبرة الحادث انتهاكاً لسيادتها. غير أن السفارة الروسية وصفت الأمر بأنه “استفزاز أوكراني”، ونفت أي مسؤولية لموسكو عن الحادث.
ميدانياً، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته حققت تقدماً في مناطق سومي الحدودية شمالي البلاد، مؤكداً تكبيد القوات الروسية خسائر كبيرة في دونيتسك وخاركيف. يأتي ذلك فيما تواصل القوات الروسية تقدّمها البطيء في شرق أوكرانيا، معلنة السيطرة على قرى جديدة قرب حدود دنيبروبيتروفسك، وسط استمرار القصف المكثف على المدن الأوكرانية، بما في ذلك سومي وخيرسون.
وفي خضم هذه التطورات، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على رغبته في إنهاء الحرب، لكنه وصف الخلافات بين بوتين وزيلينسكي بأنها “غير قابلة للتصور”، منتقداً في الوقت نفسه ما اعتبره تهاوناً أوروبياً في تطبيق العقوبات ضد موسكو.
وتبقى الأزمة الأوكرانية معلقة بين انسداد المسار الدبلوماسي، والتصعيد العسكري الميداني، والتجاذبات بين روسيا والغرب حول مستقبل الصراع وحدود تداعياته الإقليمية والدولية.
وسط تعثر الجهود الدبلوماسية.. استمرار التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا
