السياسة

نتنياهو يتعهد بإعادة الأسرى.. روبيو من إسرائيل: سكان غزة يستحقون مستقبلاً أفضل

البلاد (غزة)
في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية، وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، في وقت تعهّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإعادة الأسرى وهزيمة حماس، غير أن الزيارة جاءت وسط انتقادات إقليمية ودولية للضربات الأخيرة على الدوحة، وتسريبات من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تكشف خلافات داخلية حول إدارة الحرب وخططها المستقبلية.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك في القدس المحتلة، شدد روبيو على أن “سكان غزة يستحقون مستقبلاً أفضل”، لكنه ربط بدء أي مستقبل إنساني بضرورة القضاء على حماس أولاً، مطالباً الحركة بإطلاق جميع المحتجزين وتسليم أسلحتها. واتهم حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية، فيما أثنى على قوة العلاقات الأميركية مع الحلفاء في الخليج، مؤكداً استمرار الضغوط القصوى على إيران.
أما نتنياهو فأكد التزام حكومته بإعادة جميع الأسرى وهزيمة حماس، مبرراً هدم الأبراج في غزة بأن الحركة تستغلها كمعاقل، وداعياً السكان إلى المغادرة بأسرع وقت رغم اتهامه حماس بمنعهم من الخروج. ووصف زيارة روبيو بأنها رسالة واضحة عن متانة التحالف الإسرائيلي-الأميركي، مشيداً بدور الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودعمه المستمر لإسرائيل.
الزيارة جاءت في وقت بالغ الحساسية، إذ أثارت الضربات التي استهدفت الدوحة غضباً واسعاً، بينما تلعب قطر دور الوسيط الأساسي إلى جانب مصر والولايات المتحدة في محاولات التوصل إلى هدنة والإفراج عن المحتجزين. كما تصاعدت الدعوات الدولية لمعاقبة إسرائيل على خلفية ما وصفته أطراف إقليمية بالجرائم في غزة، بالتزامن مع تحركات داخل الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين.
في الداخل الإسرائيلي، كشفت تسريبات لرئيس أركان الجيش إيال زامير أمام لجنة سرية في الكنيست عن غياب توجيهات واضحة من نتنياهو بشأن الخطوات المقبلة في غزة، ما أثار قلقاً بشأن استعداد الجيش لتوسيع عملياته داخل المدينة. وأكد زامير أن السيطرة الكاملة على غزة قد تستغرق عدة أشهر، محذراً من تحديات مدنية وإنسانية كبيرة في حال التوغل إلى المخيمات المركزية، إضافة إلى المخاطر التي قد تهدد حياة الأسرى لدى حماس.
ميدانياً، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته الجوية والبرية في القطاع، وسط نزوح واسع وتفاقم الأزمة الإنسانية التي أعلنت الأمم المتحدة الشهر الماضي أنها بلغت مستوى المجاعة رسمياً. وتشير البيانات إلى أن هجوم السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1,219 شخصاً في إسرائيل، بينما تجاوزت حصيلة القتلى في غزة 65 ألفاً معظمهم من النساء والأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *