مقالات الكتاب

مسحة عنق الرحم

تحدثنا في مقال سابق عن مسحة عنق الرحم، وما أداه الالتزام بعملها دوريًا إلى نقص كبير في حالات سرطان عنق الرحم. وذلك لأنها تؤدى إلى اكتشاف المراحل السابقة على ظهور السرطان وعلاجها. تُنصح كل أنثى بأخذ أول عينة بعد مرور عام واحد على الزواج، وتستمر في عمل الفحص كل ثلاث سنوات، أو كل خمس سنوات حسب نوع العينة؛ لذا يجب أن تسجل الأخت التى عملت العينة التاريخ المستقبلى للعينة القادمة بناء على ما ذكره طبيبها.
ويستمر هذا البرنامج حتى سن الخامسة والستين، ثم يتوقف إذا لم يتبين وجود أى شبهة من خلال الفحوصات التي أجرتها في العشر سنوات السابقة. ولكن دراسات ظهرت مؤخرًا تحبذ الاستمرار في عمل هذه المسحة بعد سن الخامسة و الستين، نظرًا لأن عشرين في المائة من حالات سرطان عنق الرحم في أمريكا يتم تشخيصها عند سيدات في سن أعلى من سن الخامسة و الستين. تُعزى هذه النتائج إلى أن معدل العمر المتوقع للنساء في أمريكا قد ازداد، و تمثل السيدات اللاتي تجاوزن عمر الخامسة والستين ما يزيد على خمس النساء، كما أن نجاح الإجراءات العلاجية في تفادى الحاجة إلى استئصال الرحم يزيد من عدد النساء المعرضات لسرطان عنق الرحم، وتذكر هذه الدراسات أن الاستمرار في ممارسة الجنس بعد هذه السن، وتزايد احتمال الممارسة مع شركاء جدد سببٌ للحاجة إلى الاستمرار في استقصاء الاحتمالات المبكرة لسرطان عنق الرحم عند هذه الفئة من السيدات. علمًا بأن السيدات السوداوات لا زلن أكثر نسبة من البيضاوات في حدوث سرطان عنق الرحم في هذه السن، وهذا يعكس تزايد نسبة الملونين في المجتمع الأمريكى، وعدم تمتعهن بالرعاية الطبية الكافية أسوة بمواطناتهن البيضاوات.
ربما لا تنطبق هذه النتائج على المجتمعات الشرقية، ولكن نظرًا لعدم وجود برامج إلزامية دقيقة لعمل فحوصات عنق الرحم، وترك ذلك لوعي النساء، فإني ٱمل أن تؤدى هذه المعلومات إلى التزام الأخوات طوعيًا ببرامج الفحص الدوري لعنق الرحم، لحمايتهن من خطر محتمل- بإذن الله تعالى.

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *