البلاد (عمان)
أعلن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أمس (الثلاثاء) من العاصمة الأردنية عمان عن وضع خارطة طريق واضحة؛ لإعادة الاستقرار إلى محافظة السويداء الجنوبية، في خطوة وصفها المسؤولون بأنها أساسية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة بعد سنوات من النزاعات والتوترات المحلية.
جاء الإعلان خلال مؤتمر صحافي مشترك جمع الشيباني بنظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، حيث شدد الوزير السوري على أن الحكومة السورية ملتزمة بمحاكمة مرتكبي الجرائم والانتهاكات وإعادة الخدمات الأساسية للسكان، مؤكداً أن الاتفاق يشمل إطلاق مسار للمصالحة الوطنية وضمان عودة النازحين إلى منازلهم.
وأكد الشيباني أن هذه الخطوة تأتي بدعم من الأردن والولايات المتحدة، في إطار جهود مشتركة لاستعادة الاستقرار إلى الجنوب السوري، وإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد فترة من الاشتباكات العنيفة.
من جانبه، وصف المبعوث الأمريكي توم براك هذه الإجراءات بأنها خطوات تاريخية، مشيداً بالدور الأردني في تسهيل الاتفاق ودعم الحكومة السورية، وقال: “ساعدنا سوريا والأردن في التوصل إلى خارطة الطريق بشأن السويداء”.
في المقابل، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن خارطة الطريق تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية؛ رغم اتهامه تل أبيب بمحاولة تقسيم الأراضي السورية، قائلاً:” إسرائيل هي الجهة الوحيدة التي تريد تقسيم سوريا، إلا أن هذا الاتفاق يراعي مخاوفها الأمنية”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في أغسطس الماضي أن حكومته تعمل على تحويل الجنوب السوري إلى منطقة منزوعة السلاح، مؤكداً في أكثر من مناسبة أن إسرائيل ستدافع عن “الموحدين الدروز” في السويداء.
من جهته، ندد الرئيس السوري أحمد الشرع بأي محاولات تمس وحدة البلاد، مؤكداً أن المفاوضات مستمرة مع إسرائيل حول المنطقة العازلة في الجنوب، ومشيراً إلى أن بعض الدعوات المحلية كانت تستقوي بإسرائيل لكنها لن تحقق أهدافها.
يذكر أن السويداء شهدت في 13 يوليو الماضي اشتباكات عنيفة استمرت أسبوعاً بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، تدخلت خلالها قوات الأمن الحكومية لوقف العنف، ما أدى إلى نزوح نحو 200 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة. ومنذ 19 يوليو، تشهد المحافظة وقف إطلاق نار مستمراً وعودة تدريجية للنازحين، مع بقاء المخاوف الأمنية والإنسانية قائمة.
الحكومة السورية ملتزمة بمحاكمة مرتكبي الجرائم.. خارطة طريق لاستقرار السويداء
