البلاد (موسكو)
تتفاقم الضغوط الدبلوماسية والعسكرية هذا الأسبوع؛ إثر تداخل رسائل متضاربة بين واشنطن وموسكو وحوادث أمنية في أجواء أوروبا الشرقية، فيما تعلن عواصم غربية تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة موجة مسيرات واختراقات جوية.
وعلى هامش المحادثات المتكررة، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن خيبة أمله من نظيره الروسي، بعدما تواصلت الضربات الروسية في أوكرانيا رغم سعيه للوساطة. من جهته، قال الكرملين: إن فلاديمير بوتين «يبدي اهتماماً وانفتاحاً» على دفع الملف نحو تسوية عبر المفاوضات، مع توقع موسكو أن تبذل إدارة واشنطن جهوداً مكملة في هذا الاتجاه.
وأثارت حادثة دخول ثلاث مقاتلات روسية (MiG-31) المجال الجوي الإستوني وبقائهن فيه نحو 12 دقيقة استدعاءً دبلوماسياً وتحركاً سريعاً لدى الناتو، فيما أعلنت إستونيا أنها ستعرض الواقعة على مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة، في مؤشر إلى ارتفاع حدة التوتر بين موسكو وحلفائها الأوروبيين.
ووسط تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة كسلاح فعّال في ساحات القتال، أعلن قائد الجيش الألماني تسريع إدخال أنظمة مضادة للمسيّرات وإجراءات اختبارية ستمهّد لاستخدام ذخائر مضادة في إطلاق نار حي قبل نهاية العام، في خطوة تندرج ضمن جهود أوروبية لمواجهة تهديدات هجينة من جهة الشرق.
تأتي هذه التطورات بعد موجات هجمات روسية شملت إطلاق مئات المسيّرات والصواريخ على أهداف أوكرانية، ما دفع دولاً مثل بولندا إلى تشديد إجراءاتها الدفاعية وإعادة تنسيق مهام حماية الأجواء على الجبهة الشرقية، بينما يناقش الحلف كيفية الردّ دون انزلاق إلى مواجهة مباشرة أوسع.
المشهد الراهن يمزج بين محاولات وساطة رفيعة المستوى وتصعيد تكتيكي على الأرض والجو، بينما نجاح أي مبادرة للسلام سيتوقف على مدى قدرة الولايات المتحدة وروسيا على تحويل التصريحات إلى خطوات ملموسة، وفي الوقت نفسه قدرة حلفاء الناتو على ضبط توازن الردّ الحازم والحدّ من خطر تصعيدٍ أوسع.
أوروبا تتوتر وألمانيا تسرع دفاعاتها.. بوتين منفتح على تسوية أوكرانية
