السياسة

بزشكيان: طهران لن تسعى أبداً لصنع قنبلة.. إيران تتعهد بإعادة بناء منشآتها النووية المدمرة

البلاد (طهران)
دخل الملف النووي الإيراني مرحلة أكثر تعقيداً مع إعلان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن بلاده ستعيد بناء المنشآت النووية التي تعرضت للقصف خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو الماضي، مؤكداً أن طهران لن ترضخ للضغوط ولن توقف تخصيب اليورانيوم.
وقال إسلامي في تصريحات صحافية، أمس (الأربعاء): إن “المنشآت المستهدفة ستُعاد بناؤها”، مشيراً إلى أن التكنولوجيا النووية في إيران “ذات جذور راسخة لا يمكن اقتلاعها بالضربات العسكرية”. كما شدد على أن رفع نسب التخصيب لا يعني بالضرورة التوجه لإنتاج سلاح نووي، بل يرتبط بالحاجة إلى وقود وتقنيات خاصة لإدارة المفاعلات والقياسات الدقيقة.
المسؤول الإيراني أعلن بوضوح أن “لا تفاوض مباشراً مع الولايات المتحدة”، في موقف ينسجم مع ما أكده المرشد الأعلى علي خامنئي، حين اعتبر أن أي حوار مباشر مع واشنطن “سيؤدي إلى طريق مسدود” و”أضرار لا يمكن إصلاحها”. خامنئي شدد في رسالة مسجلة على أن طهران “لن تستسلم للضغوط” المتعلقة بتخصيب اليورانيوم أو أي ملف آخر.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمام الأمم المتحدة أمس، أن إيران لن تسعى أبداً لصنع قنبلة نووية، واعتبر الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على بلاده خيانة للدبلوماسية. ودعا إلى إعادة بناء الثقة بالقانون الدولي، مشيراً إلى أن الأمن يتحقق عبر الثقة لا القوة، وأكد أن المنشآت النووية التي تعرضت للقصف ستُعاد بناؤها، منتقداً الأوضاع العالمية بما فيها غزة.
بالتوازي مع ذلك، كثفت إيران اتصالاتها مع الأوروبيين لمحاولة تفادي إعادة فرض عقوبات أممية شاملة في 28 سبتمبر الجاري، بعد انتهاء مهلة آلية الزناد التي أطلقتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا الشهر الماضي. وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عقد اجتماعات مع نظرائه من “الترويكا الأوروبية” ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في نيويورك، مؤكداً أن بلاده مستعدة لمواصلة المشاورات لكنها “لن تستجيب لسياسة الضغط والتهديد”.
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان نفى من جانبه وجود أي لقاء محتمل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إشارة إلى استمرار القطيعة السياسية بين الجانبين.
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، أن الوكالة ستواصل عملها مع إيران حتى في حال تفعيل “آلية الزناد”، مشدداً على أن الحل النهائي “لا يمكن أن يكون إلا دبلوماسياً”. وأضاف أن التفتيش والتعاون الملموس هو السبيل الوحيد لتخفيف حدة المواجهة.
أما على المستوى السياسي الغربي، فقد حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طهران من “نفاد الوقت”، ملوحاً بتفعيل العقوبات التلقائية، ومعتبراً أن استقرار المنطقة مرهون بالسيطرة الكاملة على البرنامج النووي الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *