البلاد (الخرطوم)
تصاعدت حدة الأزمة الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وسط اتهامات بتصفية العشرات من المدنيين على أساس عرقي ونهب المرافق الطبية.
ودعا حاكم إقليم دارفور، المتحالف مع الجيش السوداني، مني مناوي، أمس (الاثنين)، إلى “حماية المدنيين والإفصاح عن مصير النازحين وإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بعيداً عن الأنظار”.
وأعلنت “شبكة أطباء السودان” أن قوات الدعم السريع أقدمت على “قتل مواطنين عُزّل” ونهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات في المناطق التي اقتحمتها، مؤكدة أن “ما يحدث في الفاشر ضد المدنيين يرتقي للقتل الجماعي”، وأن أعداد الضحايا “تفوق العشرات” بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة نتيجة الانفلات الأمني الكامل.
وحملت الشبكة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مطالبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري والفعّال لوقف المجازر، وحماية المدنيين، ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية.
وفي السياق نفسه، قالت “اللجنة الوطنية لفك الحصار عن الفاشر” إن “مليون شخص يواجهون الإعدام الجماعي”، مؤكدة أن “كل سبل الاتصال مقطوعة” مع السكان.
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “تصعيد مروع للنزاع” في الفاشر، مؤكداً أن “مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمله”.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت السيطرة الكاملة على الفاشر، وهي آخر مركز إداري رئيسي في دارفور لا يزال تحت سيطرة الجيش السوداني. وتجدر الإشارة إلى أن المدينة خضعت منذ عدة أشهر لحصار مكثف من قبل الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية.
ويستمر السودان في غرقه بصراع مدمر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين، مما أدى إلى أزمة إنسانية عميقة ومعقدة في مختلف أنحاء البلاد.
مطالب دولية بحمايتهم.. «الدعم السريع» يقتل مدنيين في الفاشر
