البلاد (غزة)
تتزايد المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تفاقم أزمة المقاتلين العالقين داخل الأنفاق في رفح وخان يونس، في ظل تمسك إسرائيل بتدمير كامل الشبكة تحت الأرض، مقابل مساعٍ مصرية وأمريكية لاحتواء الموقف ومنع عودة التصعيد العسكري.
وتبذل الوساطة المصرية جهوداً مكثفة للحفاظ على الهدنة الموقعة في شرم الشيخ، في وقت باتت قضية مقاتلي حماس العالقين داخل”الخط الأصفر” – أي المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية جنوب القطاع – تشكل أحدث الأزمات الميدانية التي تهدد بنسف الاتفاق.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن المصادر أن القيادة المصرية تعمل على إيجاد مخرج إنساني وآمن لعناصر حماس المحاصرين داخل الأنفاق، بما يضمن استمرار تنفيذ مراحل الاتفاق، وصولاً إلى إعادة إعمار القطاع المدمّر.
في المقابل، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أنه أوعز إلى الجيش بـ”تدمير كافة الأنفاق في قطاع غزة حتى آخر نفق”، في إشارة واضحة إلى رفض تل أبيب أي حلول وسط بشأن المقاتلين المتحصنين تحت الأرض. أما المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف فكشف أن بلاده تضغط على إسرائيل للسماح لعناصر حماس العالقين في جنوب غزة بالمغادرة بعد تسليم أسلحتهم، لتفادي اندلاع مواجهات جديدة قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدد المقاتلين المحاصرين داخل الأنفاق يتراوح بين 200 و300 عنصر، بينما تؤكد حماس أن العدد لا يتجاوز 100 مقاتل، معظمهم في مدينة رفح، فيما ينتشر آخرون في مناطق شرق خان يونس وبيت حانون والشجاعية.
وبين تشدد الموقف الإسرائيلي وتعقّد الأزمة الميدانية، تسابق القاهرة الزمن لضمان بقاء الهدنة قائمة، تجنباً لانهيار الجهود السياسية التي قادتها منذ انطلاق المبادرة. وتؤكد مصادر دبلوماسية أن مصر ترى في معالجة أزمة المقاتلين العالقين اختباراً حرجاً لاستدامة وقف إطلاق النار، وخطوة أساسية للانتقال إلى المراحل التالية من الاتفاق، التي تشمل إعادة الإعمار وتبادل الأسرى واستئناف المفاوضات حول مستقبل القطاع.
القاهرة تتحرك لتجنب انهيار الهدنة.. أزمة المقاتلين العالقين تفجر التوتر
