يُعدّ الذكاء الاصطناعي من أبرز إنجازات الثورة التكنولوجية الحديثة؛ إذ أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ من الهواتف الذكية إلى السيارات ذاتية القيادة. وقد غيّر هذا الابتكار طريقة تفكير الإنسان وعمله، وجعل العالم أكثر ترابطًا وسرعة. ولكن، رغم ما يقدّمه من فوائد هائلة، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل في طيّاته مخاطر محتملة؛ ما يجعله يوصف بأنه سلاح ذو حدين يمكن أن يخدم البشرية أو يهددها، تبعًا لطريقة استخدامه.
ومن الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي أنه يقدّم خدمات عظيمة في شتى المجالات. ففي المجال الطبي، ساعد على تشخيص الأمراض بدقة عالية وسرعة فائقة، كما ساهم في تطوير الأدوية وتحليل صور الأشعة، وفي التعليم، أصبح أداة فعالة في تخصيص المحتوى التعليمي؛ وفق قدرات الطلاب واحتياجاتهم، وفي المجال الاقتصادي، ساعد في تحسين الإنتاجية، ومكافحة الاحتيال المالي، وإدارة المخاطر في البنوك والمؤسسات، وكذلك يستخدم في حماية البيئة، عبر تحليل البيانات المناخية والتنبؤ بالكوارث الطبيعية لتقليل آثارها.
ولكن للذكاء الاصطناعي رغم فوائده، سلبيات لا يمكن تجاهلها ، فقد استُخدم في تطوير التزييف العميق (Deepfake) الذي يمكن من خلاله إنشاء صور وفيديوهات مزيفة يصعب التمييز بينها وبين الحقيقة؛ ما يهدد سمعة الأفراد ويزعزع الثقة بالمعلومات، كما استُخدم في عمليات الاحتيال الإلكتروني من خلال تقليد الأصوات والرسائل لخداع الضحايا.
إضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد المفرط على الآلة قد يؤدي إلى تراجع دور الإنسان، وفقدان العديد من الوظائف، كما أن جمع كميات هائلة من البيانات يثير مخاوف تتعلق بانتهاك الخصوصية والمراقبة.
وحتى نستفيد من الذكاء الاصطناعي دون الوقوع في مخاطره، يجب وضع ضوابط أخلاقية وتشريعات قانونية تنظم استخدامه، وضمان أن تظل هذه التقنية في خدمة الإنسان لا العكس.
الخاتمة
إن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من كونه أحد أعظم إنجازات العصر الحديث، يظل سلاحًا ذا حدين يمكن أن يبني مستقبلًا مشرقًا، أو يسبب دمارًا؛ إذا أُسيء استخدامه. لذا، فإن مسؤولية الإنسان اليوم هي أن يستخدم هذه القوة التقنية بحكمة وعدالة، وأن يضع القيم الإنسانية في صميم كل تقدم علمي.
فالمستقبل لا تحدده الآلات، بل عقل الإنسان وضميره الذي يوجّهها نحو الخير والبناء.
drsalem30267810@
