السياسة

الغرب يدفع نحو تفتيش عاجل.. إيران تمتنع عن استئناف المحادثات النووية

البلاد (طهران)
تتزايد الضغوط الدولية على إيران بصورة لافتة، مع اتساع التحركات الغربية داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدفع طهران إلى إعادة فتح منشآتها النووية أمام المفتشين، واستئناف التعاون المتوقف منذ أشهر، وذلك وسط سلسلة تطورات ميدانية وسياسية شملت احتجاز ناقلة نفط أجنبية في مياه الخليج.
وبحسب ما نقلته وكالة “بلومبيرغ” عن دبلوماسيين، امتنعت إيران عن الاستجابة لدعوات الدول الكبرى لاستئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، ووقف التعطيل المستمر لعمل مفتشي الوكالة. وكشف الدبلوماسيون عن إعداد دول أوروبية أوامر جديدة تمنح المفتشين تفويضاً لتحديد الوضع الحقيقي لمخزون إيران من اليورانيوم المخصب، في خطوة سيتم طرحها خلال اجتماع مرتقب للوكالة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وجاءت هذه التحركات عقب تقرير سري أكد أن الوكالة الدولية لم تستطع حتى الآن دخول المواقع الإيرانية التي تعرضت لضربات إسرائيلية وأمريكية في يونيو الماضي، وأن تقديرات مخزون اليورانيوم الإيراني”لم تتغير”، نتيجة تعطّل عمليات التحقق منذ أكثر من خمسة أشهر.
التقرير الموجّه للدول الأعضاء شدد على أن استمرار حجب الوصول إلى المواد النووية يعرقل بشدة قدرة الوكالة على تقييم البرنامج النووي الإيراني، داعياً إلى السماح للمفتشين بإجراء التحقق”في أقرب فرصة ممكنة”.
ورغم تصاعد الانتقادات الدولية، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، أن بلاده ترغب في التوصل إلى “اتفاق نووي سلمي” ولا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مشيراً إلى أن طهران تتلقى من واشنطن “رسائل متناقضة” عبر قناة دبلوماسية وسيطة. جاء ذلك بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إن إيران طلبت رفع العقوبات، وإنه مستعد للتفاوض بشأن ذلك.
وعلى وقع الجمود الدبلوماسي، أعلنت القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة النفط Talara، التي ترفع علم جزر مارشال وكانت متجهة إلى سنغافورة، بحجة نقل 30 ألف طن من مواد بتروكيماوية”غير مصرح بها”. وأوضح البيان أن وحدات التدخل السريع تتبعت الناقلة فجر الجمعة عقب صدور أمر قضائي، قبل أن تُجبرها على التوجه إلى أحد المراسي للتفتيش. وأكد الحرس الثوري أن العملية نُفذت”حفاظاً على المصالح والموارد الوطنية”، دون تقديم تفاصيل حول المخالفة أو وضع طاقم السفينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *