المحليات

الملحق الثقافي السعودي في أمريكا: 14,037 مبتعثاً يعززون الاستثمار في رأس المال البشري

البلاد (واشنطن)
تواصل السعودية تعزيز استثمارها في رأس المال البشري، من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مارس 2022. ويأتي البرنامج ضمن جهود المملكة لتنمية القدرات البشرية؛ وفق مستهدفات رؤية 2030، من خلال الابتعاث النوعي إلى الجامعات العالمية الرائدة.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الولايات المتحدة يبلغ حاليًا 14,037 طالبًا وطالبة في مختلف التخصصات؛ منهم 1,165 مبتعثًا في أفضل 30 جامعة عالميًا؛ وفق تصنيف شنغهاي، بما في ذلك MIT، وهارفارد، وستانفورد، وكاليفورنيا في بيركلي، وبرنستون، وجون هوبكنز. ويُبرز هذا التمركز في جامعات النخبة انتقال الابتعاث من التوسع العددي إلى النوعي، مع التركيز على نقل المعرفة والابتكار.
وأكدت الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة وكندا، الدكتورة تهاني البيز، أن الملحقية التي تأسست عام 1951 تطورت لتصبح الجسر الرئيسي بين الجامعات الأمريكية والجهات التعليمية والبحثية في المملكة، وتشرف حاليًا على حركة ابتعاث تضم أكثر من 170 ألف مبتعث ومبتعثة.وتشمل الشراكات التعليمية بين المملكة والولايات المتحدة نحو 89 اتفاقية ومذكرة تعاون، إضافة إلى أكثر من 100 عقد تدريب طبي وزمالة متقدمة خلال السنوات الثلاث الماضية، بينها 38 عقدًا خلال النصف الأول من 2025. ويشكل القطاع الصحي أحد أكثر المسارات استفادة، حيث بلغ إجمالي الأطباء والممارسين الصحيين السعوديين المبتعثين بين 2020 و2025 نحو 8,036 طبيبًا، منهم 6,052 في الولايات المتحدة و1,984 في كندا، مع زيادة ملحوظة في أعداد الخريجين مقارنة بعام 2020، ما يعكس تسارع وتيرة تأهيل الكوادر الوطنية في التخصصات الدقيقة.كما تضمنت الشراكات التدريب في مستشفيات ومراكز رائدة؛ مثل بوسطن للأطفال، ومايو كلينك، وكليفلاند كلينك، وجامعة جونز هوبكنز، حيث يمتد التعاون إلى الإشراف البحثي والمشاركة في فرق متعددة التخصصات؛ لتعزيز نقل المعرفة إلى المنظومة الصحية السعودية.وأوضحت البيز أن هذا النجاح يعزى إلى دعم القيادة الرشيدة لقطاعَي الصحة والتعليم، والعمل المؤسسي المشترك بين وزارة التعليم ووزارة الصحة والملحقية الثقافية. ويجري حاليًا توسيع الاتفاقيات مع المؤسسات الأمريكية لزيادة المقاعد التدريبية، وإنشاء مسارات مضمونة في التخصصات الحرجة، وربط الابتعاث مباشرة بخطط التوظيف الوطنية.وتؤكد الملحقية أن هذه الجهود تعكس تحول الابتعاث السعودي نحو بناء رأس مال بشري نوعي قادر على خدمة مستهدفات رؤية 2030، وتطوير القطاعات الحيوية، ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، بما يعزز الحضور الدولي للمملكة في التعليم والبحث العلمي، ويمثل استثمارًا طويل الأمد في الكفاءات الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *